أرجوا أن تستمتعوا..
وعند بلوغ أخي قصي سنته الاولى تقريبا..حدث أمر غريب بالنسبة لي..ربما..
أعلمني أبي أننا سنقوم بزيارة لاسرة والده في المدينة..حقا دهشت..لم أفكر أبدا أن أبي يملك أباً..يالا سداجتي وكيف لا يكون!؟..
لكن الأمر لم يقف هنا وحسب..بما أني صرت فردا من العائلة فمن المؤكد ايضا سأكون فردا من الزيارة..لكني رفضت وبشدة..لست مستعدا بعد..في الحقيقة لست اجتماعيا..
حتى أني واجهت وقتا ليس بالسهل لانسجامي مع أهل هذا المكان..في بادئ الامر لم يقبل رفضي البتة..وبعد حوارات عديدة لاقناعه..وافق..لكن على شرط..ان اكون معهم في المرة المقبلة..حسنا..وافقت على مضض..
وهناك ما أقلقني بعض الشيئ..كون أمي لم تكن راضية وانما مكرهة..هذا ما اتضح لي عندما افتتح أبي هذا الموضوع..كان جليا لامتعاض تقاسيم وجهها حينها..لكن لم أتدخل..
من ثم غادروا القرية إلى وجهتهم بعد توصيات كثيرة صدعت رأسي.."انتبه لنفسك،كل طعامك في وقته،نم باكرا،لا تسهر،وما إلى ذالك...."..وكأنهم سيغيبون لعدة سنوات..على أي حال..يوم واحد فقط..وعودتهم في اليوم التالي..
حسنا حسنا..وكأني وحدي في المنزل..فقد تركوني بعهدة العم رائد وزوجته دانا(توأم أمي..الانسة ريم)..حسنا لايقلون طيبة عن أبي وأمي..فلقد قضيت معهم وقتا لا بأس به..ومع صغيرهم اللطيف(يزن)..هو يكبر قصي ثلاثة اشهر لا غير..ومع والدة العم رائد العجوز..كانت حكاياتها القديمة من أجمل ما حظيت به تلك الليلة..
.........
في صباح اليوم التالي.
.استيقظ أهل القرية واستيقظت على أثر صراخ الخالة دانا والتي يبدو انها شهدت ما يفزعها
هرعت مسرعا للخارج حافي القدمين بملابس النوم الخفيفة التي لا تقي سقيع الشتاء الذي بدأ يشتد..
وقفت للحظة التقط انفاسي المتسارعة عند عتبة الباب..لاشهد تجمهرا مريب لرجال القرية حول أمر ما..
اجتاحني وقتها ألم حاد نخز قلبي كالابر أجهل سببه..
هرولت بخطى مسرعة متجاوزا إياهم ولفحات الهواء تصفع وجهي الذي صار محمرا..
لتتسع عيناي فزعا لما شهدته..
أبي!!!
أبي ملقا على الارض بإهمال وكأنه جسد بلا روح..
حيث خصلاته القهوية حجبت ملامح وجهه..
أنت تقرأ
#ألم الفقدان....
Genel Kurgu-طفل في الثامنة من عمره يعيش حياة هادئة طبيعية مع ذاك الذي يعتبره اسرته الوحيدة وملجؤه الآمن........ -الا ان ايامه الوردية لم تدم طويلا لتنقلب رأسا على عقب..... "رواية ألم الفقدان"ستروي لكم الاحداث المؤلمة التي سيعشها ذاك البرعم بعد فقدان...