💚الحادي عشر💚

104 5 0
                                    

******

وافقت ان أخذ الليلة وأرحل صباحا بعد تحايلات كثيرة من أمي،،لم أكن اريد الرحيل ف لقد أشتقت لكل شبر من منزلنا وقريتنا..أشتقت لهدوء قريتنا وراحه بالي ليس من السهل علي الانسان أن يترك المكان الذي نشأ وترعرع به بهذه السهولة وحتي ان تركه مثلي فسيظل محفورا في ذاكرته ويظل قلبه في حنين مستمر له.

دلفت الي غرفتي وارتميت علي السرير وقد نسيت حازم للذي وقف يطالع تفاصيل غرفتي البسيطه،،اعتدلت بسرعه عندما لاحظت حازم الذي كان واقفا لا يعرف ماذا يفعل،،اتجهت نحوه يخجل ثم قلت:

- تقدر تنام علي السرير وانا هفرش علي الارض.

نظر إلي بنظراته الحقيره وقد ضاقت عينيه واقترب مني وهو يقول:

- ايه ده هو احنا مش متجوزين

- لا مش متجوزين..ومحدش قالك تلهف وتقول كده

-انا غلطان اني انقذتك

- ايوة غلطان! احمد ربنا اصلا اني مخلتكش انت اللي تنام علي الارض.

نظر الي وقد اتسعت عيناه من كلماتي ثم قال:

-بس انا جنتل وهسيبك تنامي علي السرير

لويت شفتاي ثم قلت:

- احسن بردو

أخرجت ملائة من الدولاب أفرشها مكان نوم حازم واعطيته وسادة من وسائدي علي مضض مني بينما ينظر هو الي بأعين ثاقبه ينتظر انتهائي من تجهيز منامته،،نظرت اليه وانا اضع يدي في منتصفي ثم قلت:

- اتفضل نام

خلعت حذائي وتمددت علي السرير فقد كنت منهكة من الطريق ولا اشعر بأضلعي التي تخلفت من طريقة نومي في السيارة،،احمرت وجنتاي عندما تذكرت نومي علي قدم حازم في السيارة،، قطع شرودي صوت أمي التي نادت بأسمي مرات عديدة.

انتفضت من فوق السرير امسك بحازم واخذ الملائه التي كانت تحته والوسادة التي رميتها باهمال علي السرير قبل ان اذهب لأفتح باب الغرفة لأمي وأبتسم بطريقة مصطنعه.

دلفت امي وفي يدها جلباب لابي أعطته لي وهي تقول:

- خدي ده ل جوزك متنيمهوش بالهدوم دي

ابتسمت لها ورميتها في وجهه بمجرد ان أغلقت امي الباب وانا انظر له بأحتقار.

ذهبت الي سريري لأجد حازم قد خلع قميصه اطلقت صرخه مدويه قبل ان اضع الوسادة امام وجهي وانا اقول بخجل:

- ايه اللي انت بتعمله ده

- ايه بغير فيها حاجه؟

- خدلك ساتر يعني..بارد.

لم يأبه لأمري وأكمل يرتدي جلباب ابي رمادي اللون في حنق،،أنزلت الوساده ببطئ أسترق النظر..أنفجرت ضحكا عندما رأيت مظهره المضحك بينما ينظر هو الي في غضب

******

جلس حازم علي الكرسي الموجود بجانب نافذة غرفتها يتأمل فروع شجرة الياسمين التي غزت رائحتها الغرفة.

جاء صوت والدتها يخبرهم أن طعام العشاء أصبح جاهزا..تململت سمر من فوق السرير بأرهاق..أخذت بيجامة لها من الدولاب وهي تتسلل نحو الحمام حتي لا تلفت الانظار،،خرجت من الحمام وهي تخفي ملابسها الي ان دلفت الي الغرفة بسرعه.

نظرت الي حازم وهي تقول:

-يلا العشا

- لا انا هنام انزلي انتي

نظرت بعدم اهتمام قبل ان تغلق الباب ورائها..جلست في مقعدها الذي اعتادت الجلوس عليه طيلة حياتها وهي تبتسم ل " تيجان " خادمتهم المطيعه التي اعتادت أن تأكل معهم علي نفس الطاولة،،نظرت إليها والدتها ثم قالت:

- اومال فين جوزك؟

- هينام مش عايز ياكل..

نفضت سمر يدها قبل ان تنهض من الكرسي وهي تقول " تصبحوا علي خير " ثم اتجهت نخو غرفتها وقد تملك منها النوم.

*****

جلس حازم علي السرير متأهبا قبل ان يسمع اصوات قدمها تقترب..ألتف بالغطاء بسرعه وقد اتخذ وضيعة النائم قبل ان تفتح سمر الباب.

دخلت سمر وقد بدت علي وجهها ملامح الغضب،، اتجهت نحو حازم الذي كان يمثل دور النائم بكل براعه،،هزته سمر عدة هزات متتاليه وهي تنطق باسمه حتي يستيقظ ولكن دون فائده.

استسلمت لأمرها الواقع وامسكت الوسادة وهي تسب في داخلها اليوم الذي التقت فيه ب حازم ،،وضعت الوسادة أرضا بغضب وهي تتظر بتوعد لذلك المستلقي علي سريرها.

نظر حازم إليها عن طريق مرآة علي باب دولابها وقد اساءت نفسه لأنها نامت علي الارضية الخشنة وهو يستلقي علي السرير المريح بكل فخر..انتظر بضع دقائق حتي تأكد انها استسلمت للنوم بكامل قواها واقترب منها وهو يمشي علي أطراف أصابعه حتي لا تستيقظ،،حملها بحذر وهو يدعي ربه ان تبقي نائمه والا سينال عقابه بكل قسوه.

وضعها علي النصف الاخر من السرير بحذر وقد استلقي هو علي النصف الاخر وقد وضع فاصلا بينهما.

حبل وصالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن