الفصل السابع عشر

18.6K 911 30
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل السابع عشر"

"في قانون الحياة، ظُلم الظالم أول اختيارات العدل."
___________________________________________

اختلى "يزيد" بنفسهِ وهو يتحدث في هاتفهِ مكالمة حساسة جدًا في ظل الوضع الراهن والذي أنساه مسؤولياتهِ المهنية..
بدا الإمتعاض على وجهه وهو يتحدث بصوت خافت :
- إزاي ياسيف مفكرتنيش غير النهاردة!! كنت فين امبارح وأول امبارح؟

نفخ "يزيد" بـ انزعاج وهو يضغط ضغطًا على فكهِ قشعر له بدنهِ، ثم أردف :
- خلاص أقفل وسيبني أتصرف.. مش وقته حكاوي ياسيف، إن شالله يولع معتصم أكتر ما هو والع

وأغلق الهاتف، التفت ينظر بـ إتجاه شقيقهِ التوأم الذي كان منشغلًا بكل كيانهِ مع مسألة "ملك"، خاصة بعدما أصرّ على عمهِ أن يحكي له تفاصيل زيجتها كاملة، متى تزوجت وكيف كانت علاقتها بزوجها وكيف كان يعاملها ولماذا دخلت المشفى مرتين؟!
كل ذلك استحوذ على الجانب الأكبر من تفكيره وجعله لا يرى سواها.
دنى منه "يزيد" واجتذبه من ذراعه بلطف و :
- لو سمحت يايونس ثانية واحدة

وانفرد به جانبًا ثم أردف :
- الفريق الألماني هيوصل مطار القاهرة النهاردة الساعة سته

فـ تنهد "يونس" وهو يُحيد ببصره جانبًا و :
- أنت مش شايف اللي احنا فيه يايزيد !.. هسيب ملك إزاي هنا لوحدها؟

اتسعت عينا "يزيد" قليلًا و :
- لوحدها إيه!.. عمي معاها والبت صحبتها دي والمباحث هتخلص شغلها ويمشوا ، إحنا ملناش لازمه
- متهيألك

ثم نظر بـ اتجاه "إبراهيم" الذي بالكاد يجلس بصعوبة شديدة متحاشيًا آلامه التي بدأت منذ الصباح وقال :
- بص على عمك كده، عمك بيخلص على نفسه بإيده يايزيد واحنا بنتفرج.. أنا مستني بس حوار ملك يخلص وهتصرف مع عناده ده بنفسي

نظر "يونس" في ساعة يده و :
- الساعة لسه واحدة، قدامك وقت تلحقهم.. وانا لو خلصت وفضيت ساعة هاجي على الفندق على طول مش لازم استقبلهم معاك

زفر "يزيد" وهو يهمس لنفسه :
- آدي اللي خدناه من ست ملك! ولا وهي متجوزة مرتاحين ولا وهي مطلقة حتى

فـ لكزه "يونس" و :
- بطل رغي

ثم مضى عائدًا إليهم.

— بداخل غرفـة مـلك —
كانت رؤيتها مازالت مشوشة قليلًا ولكنها ترى الأشخاص المتواجدين معها في الغرفة من ضابط مباحث ومعاونهِ وكاتب للمحضر والطبيب المعالج.
كل كلمة قالها لها "يونس" تتشبث في آذانها گالقرط، كأنه طوق نجاة جديد.. "يونس" هو الفرصة السانحة لها كي تحيا حياة جديدة نظيفة، هذا ما علق برأسها وجعلها تُصدّق على ما أملاه إياها.
تحركت أصابع يدها المصابة عسى أن تتخلص من اندمالها المزعج، وتآوهت متألمة بنفس اللحظة، فـ تدخل الطبيب بدوره :
- ياريت كفاية كده، المريضة لسه خارجه من عملية بالليل ومحتاجة للراحة

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن