°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفـصل السادس والثلاثين""وإن اجتمع العالم ليؤذيني، أنت وحدك تصدّ شر الجميع عني."
___________________________________________
الساعة الثانية عشر والنصف بعد مُنتصف الليل.
الأجواء تكون باردة في مثل هذا الوقت خاصة بالشتاء، ولكنه لم يشعر حتى بالبرد.. جسدهِ دافئ وتنبعث منه سخونة عجيبة لا يدري ما مصدرها، قد تكون من فرط غضبهِ وامتعاضهِ.. أو من فرط قلقهِ عليها حتى وهي تجاورهُ.
عندما يفكر بإنها إنسانة تعيسة الحظ لم ترى السعادة في حياتها يزيد شعور شفقتهِ عليها وتضيق عليه أنفاسهِ.. أين كان هو حينما كانت تعاني كل هذا بمفردها؟!.. كيف لم يهتم يومًا أن يسأل ما حال إبنة عمي التي لا أعرفها ولا أراها؟.. حتى إنه يلوم نفسهُ على ذلك وهو الذي بلا ذنب.
نظر "يونس" في ساعة يده، ثم عاد ينظر نحوها من جديد.. كانت نائمة بعمق شديد مُغطاه بـ معطفهِ الأسود الثقيل لا تشعر بأي شئ.. لم يفرط في إيقاظها، وظل جالسًا بالسيارة ساعة كاملة تاركًا إياها تنام على المقعد المجاور له براحة.
الموسيقى الهادئة وبعض الظلام في مكان هادئ بالقرب من منزل "كاريمان" التي يقبع في منطقة سكنية راقية وهادئة، وفرّ لها كل السُبل كي تهنأ ببعض الهدوء.
أهتز هاتفهِ فـ أجاب على الفور بصوت منخفض :
- أيوة ياعيسى
- كله تمامفتح "يونس" باب السيارة وترجل كي يجيب براحة أكثر :
- زي مااتفقنا ياعيسى، أنا عايزك تسويه على الجنبين لحد ما آجي بكرةأصدر الهاتف رنة غريبة، فـ نظر للشاشة كي يجد مكالمة قيد الإنتظار :
- طب أقفل هكلمك تانيثم أجاب على "كاريمان" التي تنتظر على الطرف الآخر :
- أيوة يانينةفـ صاحت به :
- أنت فين من الصبح يايونس، أخدت ملك ومن ساعتها مرجعتش.. ملك فين ؟فـ ابتسم رغمًا عن غضبه و :
- معايا وجايين أهو، خلي بالك أنا ممكن أغير منها لو حبتيها أكتر منيفـ صدمتهُ "كاريمان" بعبارة لم يكن يتخيلها منها :
- اللي بيحب مش بيغير من اللي بيحبه يايونس، Hiç şans yok. "مستحيل"ثم أغلقت المكالمة على الفور، بينما هو.. حدقت عيناه واتسعتا ، شده للحظات فيما قالته.. فـ انتشله من شرودهِ المذهول صوت "ملك" الناعس يناديه :
- يونسفـ عاد يجلس في سيارتهِ على الفور و :
- أنا هنااعتدلت في جلستها ومازالت عيناها ناعستين وسألته :
- إحنا كل ده موصلناش؟
- معلش الطريق كان زحمةثم أدار السيارة كي يعود بها لمنزل "كاريمان" و :
- قربنا خلاص
- طب وبابا؟سألت بقلق، فأجاب "يونس" كي يطمئنها :
- متقلقيش، يزيد معاه واحنا هنروح الصبح
.........................................................................
وضعت "كاريمان" بنفسها الغطاء على "ملك" بينما ساعدتها الأخيرة مُدثرة نفسها.. كبحت أي شعور قد يطفو على تعابير وجهها فـ تفهم "كاريمان" على الفور، ورسمت ابتسامة صغيرة دائمة لم تفارق ثغرها :
- شكرًا يانينة ، تعبتك معايا
أنت تقرأ
~دُمية مطرزة بالحُب~
Romance°°ماذا لو كنت دُمية؟.. دُمية حيِّة تتنفس.. بداخلها روح، ولكنها تحترق.. ولديها قلب، لكنه قلب يحمل بداخله مقبرة.°°