الفصل الخمسون -الجُـزء الثـانـي -

18.4K 1K 41
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الخـمسـون"

"وإن مِتُ،فـ إنكَ تحيا في قلبي"
__________________________________________
بعد مرور ساعتين أو أقل كانت سيارة "يونس" قد وصلت أمام البوابة وقام الحارس بفتحها كي يعبر.. شقّ "يونس" الرواق بسيارتهِ والتف بها حول الحديقة حتى صفّها أمام الباب مباشرة وترجّل منها تاركًا مفاتيحهِ بداخلها، وأوفض للداخل آملًا أن يجدها في حالة من الهدوء على الأقل كي يتحدث معها.
وقبل أن يصعد الدرج كان يتواجه مع "عيسى" بالأسفل فـ سألهُ بـ اهتمام شديد :
- هي فين ياعيسى؟

في البداية كان "عيسى" مرتابًا من رد فعل "يونس" على ما قام به تجاهها كي يُجبرها على البقاء وألا تحاول عبثًا الخروج من هنا ، ولكنه اضطر أن يكون صريحًا كي لا تكون مصيبتهِ اثنان :
- نايمة فوق من ساعتها

تنغض جبين "يونس" متسائلًا بـ استغراب :
- نامت كده على طول!! صوتها في التليفون كان بيقول غير كده! أنا افتكرتها هتعاند

فـ ذمّ "عيسى" شفتيهِ معًا قبيل أن يحلّهم ويقول :
- هي فعلًا عملت كده، فـ أنا اضطريت أنيمها بطريقة تانية

قطب "يونس" جبينهِ وقد حازت كلماتهِ الأخيرة على إثارة حواسهِ، فـ دنى منه خطوة وهو يسأل بـ ريبة :
- يعني إيه طريقة تانية؟ عملت إيه ياعيسى؟؟

صمت "عيسى" لحظات ، فـ فطن "يونس" على الفور ورغم ذلك تشكك في جرأة "عيسى" للإقبال على أمرٍ گهذا  :
- أوعى يكون اللي في بالي!

فـ أومأ "عيسى" برأسه وهو يقول بثبات لم يهتز :
- بالظبط كده ياباشا، vegal stimulation

فـ ارتفعت حرارة جسد "يونس" وشعر بـ انقباض أعصاب فكيهِ اللذان التصقا بعضهم ببعض قبل أن يسأل محتقنًا من تصرفهِ :
- وشيلتها ؟
- آه

فـ هدر فيه "يونس" بصياحٍ منفعل خرج منه فجأة :
- أنت اتــــجـننت في دمـاغـك !!

فـ حاول "عيسى" التبرير على الفور قبيل أن يجنّ جنون "يونس" أكثر من ذلك :
- سيادتك قولت أوقفها بأي طريقة

فـ اجتذبهُ "يونس" من ياقتهِ وهو يصيح في وجهه :
- تـقوم تفقدها وعيها وتشيلها لحد فوق، مش كده!

أطبق "يونس" بكلتا يديهِ على ياقتي قميص "عيسى" حتى كاد يخنقهُ، وحشرهُ بينه وبين الحائط وهو يزأر بصوتٍ ممتعض وبنبرة متوعدة :
- لو اتجرأت وفكرت بس تعمل حركة زي دي تاني وتتصرف من دماغك، مش هبقى عليك ولا على العِشرة.. مش بس هصفي شغلك معايا، أنا هيكون ليا تصرف تاني عمره ما هيخطر على بالك

أجفل "عيسى" بصرهِ في اللحظة التي حررهُ فيها "يونس" وأردف بنبرة مُطيعة آسفه :
- أمرك ياباشا

لم يُطيل "يونس" في الحديث معه وراح يصعد إليها متعجلًا معتقدًا إنه سيجدها نائمة كما تركها "عيسى" ما دام الهدوء يسود هكذا.. ستحتاج لـ دعمهِ واحتوائهِ باللحظة التي ستفيق بها كي تتخطى ما بدر من "عيسى" حيالها، فتح الباب بهدوء ونظر نحو الفراش الذي كان فارغًا منها والغطاء الفوضوي أعلاه.. نظر "يونس" حوله باحثًا عنها بـ قلقٍ اعتراه مناديًا :
- ملك ؟؟

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن