الفصل السادس والخمسون - الجُـزء الثـانـي -

16.7K 1K 49
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل السادس والخمسون"

"بعض الدفء؛ هل تمنيت شيئًا كثيرًا !."
_________________________________________
حقًا اعتراه الفضول حينما علم بأن الموضوع يمس طرفهِ، ما الذي قد يجمعه مع شخص گ "يونس" في أمر واحد؟!.
أصرف الجميع وحتى ترك الكلاب خاصتهِ وسار معه حول حديقة قصرهِ الفسيحة ليبدأ "يونس" حديثهِ مستندًا للعينة التي حصل عليها من الطبيب الشرعي.. حيث أعطاه إياها وهو يقول بجدية ثابتة :
- الكيس ده خرج من عندك

تناوله "جاسر" وتفحص محتواه عن طريق الملمس، حيث فركها بأصبعيهِ الإبهام والسبابة وأردف بـ :
- صح، بس انا مش شغال قطاعي ياابن الجبالي

وضاقت المساحة ما بين حاجبيهِ الكثيفين وهو يسخر منه قائلًا :
- لو قلتلي إنك ليك في المزاج كنت ظبطك

فـ احتدت نبرة "يونس" وهو يُلزمه حدهِ :
- جـاسـر! شكلك نسيت انت بتكلم مع مين.. أنا مش واحد من العربجية اللي تعرفهم

فـ مطّ "جاسر" شفتيهِ للأمام قبل أن يتحدث بفتور :
- متاخدش الكلام على قلبك أوي كده عارف إنها مش سكتك.. بس إزاي الصنف ده وصلك؟؟ أنا مش بخرجه لأي حد!
- ده اللي جاي عشانه

وأشار نحو الكيس الصغير وهو يقول بنبرة ممتعضة :
- اللي في إيدك ده كان هيودي أخويا في داهية.. في حد دسه في عربيته وانا عايز أعرف مين اللي عمل كده

ذُهل "جاسر" مما وقع على مسمعهِ وبالأحرى إنه انزعج كثيرًا بعدما سمع بما حلّ لـ "يزيد" :
- أنا مبخرجش تذاكر (عينة صغيرة) يايونس

فـ ضحك "يونس" ساخرًا وهو يردف بـ :
- دي مجرد عينة اتسربت ليا عشان أجيلك بيها، الكمية اللي اتمسكت مع يزيد كانت أكتر من كيلو ونص

نظر "جاسر" بنظرات غامضة للكيس الصغير وكأنه يبحث في خبايا عقلهِ عن المتسبب في ذلك و :
- سيبني أشوف الموضوع وهرد عليك

وأضاف "جاسر" على كلامه متعمدًا الإشارة بإنه سيفعل ذلك ليس لأجلهِ :
- وده مش عشانك، ده عشان الحج حسن الله يرحمه

فـ انزوت شفتي "يونس" مستخفًا و :
- الحج لو كان شاف اللي بتعمله دلوقتي مكنش هيبص في وشك

أشاح "جاسر" بوجهه وكأنه لم يتأثر بما قيل و :
- الله يرحمه

وأراد أن يضيف بعض البهارات على حديثهِ كأنه رغب في إزعاجهِ بعد حادثة رفض دخوله لـ عزاء "حسن الجبالي" :
- دنيا غريبة!.. أديك لفيت وجيت تطلب مني المساعدة في الآخر

فـ لم يرضخ "يونس" لنزعة الغضب التي تكونت بداخله و ردّ على حديثهِ مشيرًا لمكانتهِ المُشينة :
- أنا عمري ما هحط إيدي في إيد تاجر مخدرات ياجاسر، مجيتي النهاردة أنت السبب فيها.. ودي مش مساعدة، ده تصليح وضع غلط

فـ تباهى "جاسر" بمكانتهِ وقال :
- ماانا عارف إني تاجر مخدرات، حد قالك انت جاي تحط إيدك في إيد شيخ جامع؟!.. ثم إن الغلطة اللي بتكلم عنها مش غلطتي، دي غلطة الناس اللي حواليك، على الأقل أنا تاجر مخدرات ومعترف بده مش راجل بوشين وبنصب مكايد للناس
- رقمي في الكارت اللي مع الراجل بتاعك أبقى كلمني

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن