الفصل السابع والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

17.7K 1K 48
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل السابع والخمسون"

"الفرص لا تتكرر كثيرًا، وأحياناً تكون واحدة بالعمر.. فـ اقتنص ولا تتخلّى."
__________________________________________
مشت "نغم" من خلفهِ مُتأدة حتى أوصلتهُ لباب الشُقة، وتوقفت حينما التفت هو لها يرمقها بنظراتٍ تتطلع لأن ترضخ لـ مطلبهِ وأردف بـ :
- هعتبر إن تفكيرك في الموضوع هيكون لصالحي

فـ أجفلت جفونها بعجزٍ عن مواجهة نظراتهِ التي تُضعف من إصرارها على هجران المكان الذي يجمعها به، وقالت مُختختة :
- إن شاء الله، تاني مرة حمدالله على السلامة
- الله يسلمك

وخرج من باب الشُقة تتبعهُ نظراتها حتى خرج من البناية كلها.. فـ دخلت وراحت تنظر من خلف ستار النافذة لئلا يراها، ظنت إنه سيرفع بصرهِ لينظر إليها قبيل أن ينصرف، ولكنه استقر بسيارتهِ فورًا وتحرك بها بدون أن ينتبه لأي شئ من حوله.. فـ عادت تدخل وجلست على أقرب مقعد وهي تفكر في عرضهِ، هو لم يعرض عليها الحب.. ولم يُمنيها بفرصة لكلاهما، هو احتاج تواجدها لجوارهِ ودعمها الدائم كما فعلت بالفترة الماضية.. ولكن هذا يؤرقها هي على الأكثر، خشيت ألا تستطيع التحكم في لجام قلبها الذي فقدتهُ صريعًا في حُب رجلٍ سُجن خلف أسوار ذكرياتهِ، احتارت فيما ستفعل.. حتى إنها فشلت ولأول مرة في الإقدام على قرارٍ يخص حياتها، وبقيت محصورة بين حماية قلبها من عواصف الحُب الجارحة؛ وبين السماح لنفسها بفرصة علها بالفعل تُشفي مرضهِ العليل.
.........................................................................
بعد غياب طويل عن خيولهِ العزيزة قرر الإهتمام بها اليوم بنفسهِ وليس بمفرده، رافقتهُ صغيرتهِ التي لم يراها فتاة كبيرة عاقلة أبدًا.. ستظل في نظرهِ تلك الصغيرة التي يعتني بها وبكل ما يخص شأنها.
كانت "ملك" تنظر إليه بنظراتٍ مُتيمة وهو ينظف ظهر "ريحان" بالفرشاة الخاصة بها بينما هي تداعب الخيل الأسود الوحيد في الحظيرة .. رفع بصره نحوها وأشار برأسه نحو الخيل وهو يردد :
- شكلك حبيتي فرحان

فـ اتسعت ابتسامتها وقد راق لها أسمه :
- آها، حلو أوي أسم فرحان

ثم نظرت نحو "ريحان" التي تتميز ببياضٍ ناصع وشعر رأسها مزج بين الرمادي الفاتح والأبيض و :
- بس ريحان أحلى

أصدرت "ريحان" صهيلًا مبتهجًا كأنها تشعر بهم، فـ ضحك "يونس" وهو يقول :
- ريحان دي حاجه تانية، فصيلة نادرة ومش موجود منها في مصر كتير عشان كده مش هفرط فيها.. ده غير إنها اتولدت على إيدي

فـ سألت "ملك" بـ اضطراب اعتراها :
- يعني مش محتفظ بيها عشان بتفكرك بحد!!

تفهم على الفور إلام ترمي ومن تقصد بالتحديد، فـ قرر بتر هذا الأمر لكي لا تشتت ذهنها بالتفكير فيه مجددًا :
- طول ماانتي جمبي مش محتاج افتكر حد تاني، أنتي كفايتي ياملك

اختتم الحديث عندما كان ينظر لها بنظرة صادقة أشعرتها بالفعل إنه مكتفيًا بها، وتابع إينذاك وعيناه لا تنحلّ عنها :
- أنا مش ناسي إن كان في موضوع بينا اتكلمنا فيه واتقفل مؤقتًا بعد موت عمي الله يرحمه، ومستني ردك عليه في الوقت اللي تشوفيه مناسب

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن