الفصل الاول

2.4K 60 8
                                    

طيله جلستها في هذا الزفاف الغريب وهي تتلفت علي "فارس" لعله يأتي في اي لحظه وطال الانتظار بدون جدوي ، وفجأه وجدت يد رشدي الغليظه توضع علي يدها بقوه فتأبطت بذراعه برقه وبعد قليل وصلوا العماره القاطنين بها جميعاً فصعدت خالتها الي شقتها وكذلك هما  .. ومنذ اللحظه الاولي لدخولهما تجمدت ملامحه و تفاجأت به يقول بلهجه آمره
: انا خلقي ضيق غيري فستانك بسرعه
ردت سما بخوف وتوتر شديد : رشدي استني ارجوك انا حاسه اني مكسوفه اوي .. استني ناخد علي بعض شويه انا مرتبكه وخايفه اوي
رد عليها بحنق : بقولك ايه قدامك خمس دقايق انجزي يلا
سما : طيب بس اطلع بره عشان خاطري عقبال ماخلص
نظر اليها من الاعلي الي الاسفل ثم خرج وغلق الباب خلفه بقوه افزعتها ...
ارتدت قميصها الابيض المصنوع من الدانتيل والشيفون بأصابع مرتعشه واغلقت الروب باحكام .. وسرعان ما دخل الغرفه كالطوفان ونزع عنها القميص بعنف حتي مزقه لياخذ حقوقه الشرعيه عنوه ... فبعد وقت طويل من المحاولات الفاشله قام وكأنه اصابه مس شيطاني وكسر كل ماطالته يده بكل همجيه
وقال وهو يتنفس بسرعه: انتي اكيد السبب انا مش كده انا كويس ..
ثم نظر اليها طويلا بغضب اعمي وقال : انتي اكيد مش عزراء بكره الصبح لازم اكشف عليكي
وقبل ان تنطق حرف غادر من الشقه.. فغطت وجهها بالوساده واخذت تبكي بكاء مرير علي نفسها فكيف تسول له نفسه ان يعتقدها غير عفيفه وهي التي لم تسمح له طيله خطبتهما بلمسه واحده حتي ؟!

وبعد مرور ساعات عاد ولم تغلق اجفانه لوقت طويل يفكر فيما حدث اهو مظلوماً ام ظالماً وفي النهايه غلبه النعاس
...........................................

استيقظت صفيه في اليوم التالي علي صوت طرق شديد علي الباب فقامت بفزع ، واسرعت رغم مشيتها البطيئه نظرا لسنها الكبير ... ثم فتحت الباب وقالت بهلع : ايه يابنتي مالك فيكي ايه ادخلي ادخلي
سما بانهيار : مفيش حاجه ياخالتي انا بس مش مستوعبه اني بعدت عنك ونمت بعيد عن حضنك ياحبيبتي
صفيه بعتاب : حرام عليكي يابنتي سرعتيني وانا كنت بحلم حلم جميل.. بنور عيني فارس
سما بفرحه :بجد ... طب احكيلي احكيلي
صفيه : حلمت انو رجع واتجوز بنت زي القمر بس وشها مكنش واضح اوي.
سما بحزن حاولت اخفاؤه قدر الامكان : بجد انا فرحانه اوي دي شكلها رؤيه واكيد هيرجع وهتفرحي بيه

وبعدما قالت اخر كلماتها ..سمعت دقات الباب تتعالي فاسرعت لتفتحه .. لم تستوعب ان فارس جاء اخيرا فكانت في حاله ذهول وخرج صوتها مبحوح ....
-فارس انت رجعت انا بجد مش مصدقه
وفجاه وجدت نفسها مرفوعه عن الارض وكانها تحلق واخذ يدور بها حتي شعرت بالدوار ثم انزلها برفق وقال
-ايوه رجعت ياسما وحشتيني وحشتيني اوي ياحبيبتي
ودخل الشقه مسرعا الي امه يحتضنها بشده وقبل راسها ويدها
فقالت صفيه ببكاء :وحشتني ياحبيبي ووحشني حضنك ...
ثم تابعت بعتاب : كده كده تهون عليك امك يافارس تغيب كل ده ده حتي فرح سما محضرتوش

-صدقيني ياأمي كان غصب عني فراقكم الشغل كان كتير اوي

-ربنا يعينك ياحبيبي

مجئ فارس جعلها تتناسي ماحدث ليله امس المشئومه .. وظلت تضحك من قلبها علي مغامراته في السويس حتي انها لم تفكر في رده فعل زوجها عندما يستيقظ ولا يجدها في المكان  ..
...........................................
اثناء نومها العميق وهي تتقلب بجسدها يمينا ويسارا شعرت ب انهار انسكبت علي وجهها ، فقد قامت والدتها بسكب دلو كبير من المياه المثلجه عليها حتي تفيق .. هبت( دهب) من نومها صارخه
- امي حرام عليكي اللي انتي بتعمليه فيا ده انتي لو لقتيني وانا صغيره في الشارع مش هتعملي كده
ردت عليها حنان مغتاظه
- وانتي فكراني دلقت الميه عليكي غير بعد ماحاولت ميه مره ، يابنتي حرام عليكي مش كل يوم كده ده انا لو اتقتلت مش هتحسي بيا
قامت دهب وقد رق قلبها
- بعد الشر عليكي ياحنون هو انا ليا غيرك انتي اللي بقيالي
اوعي تقولي علي نفسك كده تاني عشان خاطري
ردت عليها امها ضاحكه
- خلاص خلصتي دراما كل يوم
اجهزي بقي عشان ام كوثر جايه تزورنا النهارده
دهب بضيق: ماما هو لحد دلوقتي في عصرنا ده في خاطبه
ويعدين دي من ايام ماكنت طفله وهي في الشغلانه دي .. هي لسه عايشه؟!
- بت عيب اتلمي متقوليش كده عليها
ثم تابعت متلجلجه
-هي مش جايه عشان كده اصلا دي جايه تقعد شويه معايا
ردت عليها دهب ضاحكه
-ماما عينك في عيني كده تقعد معاكي بس مش عريس زي كل مره
- لا لا مش عريس يعني هو انا هكدب عليكي ليه

-ماشي ياماما هعمل نفسي مصدقه

وبعد القليل من الوقت جاءت ام كوثر واستضافتها حنان بترحيب شديد .... ثم قالت بخفوت شديد
-هو العريس شكله ايه ،مواصفاته ايه
ردت عيها ام كوثر باستغراب
-مالك ياحبيبتي موطيه صوتك ليه كده ؟!
- لا ابدا بس عايزه اعملهلها مفاجأه.. يمكن لما تلاقيه مناسب توافق
- بصي هو دكتور بيطري ومال وجمال بس هو بس اللي معندوش وقت يدور علي عروسه فامه قالتلي

- طيب حلو اوي اتفقي علي معاد وربنا يوفق
قالت ام كوثر مبتسمه
- خلاص اتفقنا مبروك مقدما ، المره الجايه هجبهولك ف ايدي وانا جايه .. سلام ياحبيبتي

-سلام ياوش السعد

حب مرصع بالاشواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن