الفصل الخامس

1.9K 50 2
                                    


"قراءه ممتعه"
- تجلس في غرفتها حيث الظلام يخيم عليها من جميع الاتجاهات لاتريد ان تري احد وتتجنب لقاء فارس بكل الطرق الممكنه ...
ففارس هو السبب في كل ماحدث منذ ان ابتعد عنها ..
فقد كان تؤام روحها علي الرغم  ان الفارق بينهما ٧ سنوات ...
كانت الزكريات لاترحمها تحاوطها من كل الاتجاهات ..
-تتزكر ذلك اليوم الذي اصبحت فيه يتيمه الام وتخلي عنها والدها وتركها وعاد الي بلده في الصعيد.. فقد كان علي عداء مع اهله لانه تزوج امرأه من المدينه وليس امرأه من بلده تعرف عاداتهم وتقاليدهم ..
فقد كانت طفله صغيره كالدميه بعيونها الزرقاء وشعرها الطويل الاسود ..مرتديه نظارتها الطبيه... كانت في ذلك الوقت عمرها ثمان سنوات..
كانت خائفه للغايه منزويه جانب الحائط والكلمه الوحيده التي لا تتوقف عن ترديدها
(انا عايزه ماما)
لم تأكل شيئا رغم محاولات خالتها ولكن فارس لم يفارقها واقترب منها قائلا :
انا جعان اوي ياسما هموت من الجوع ولو انتي مش هتاكلي انا كمان مش هاكل
ركضت اليه وقالت :
لا مش تموت يافارس هاكل معاك..
ضحك بشده علي براءتها وظل يحشو فمها بالطعام حتي شبعت تماما ونامت معه ...
ومنذ ذلك الحين كان يلازمها كظلها يلعبان سويا ويساعدها علي استذكار دروسها وحدثت الكثير من الاحداث الي ان وصلت الي فتره مراهقتها وخالتها طالبت فارس بالانفصال عن بعض لانه لا يصح ...
-انتهت من شرودها علي دخول فارس غرفتها بدون استئذان يحمل صينيه بها طعام رائحته الشهيه ملئت الغرفه
وعندما رأته قالت بغضب :
انت ازاي تدخل عليا الاوضه من غير ماتستأذن هو انا مش بنت وليا خصوصيتي

رد عليها بضجر :
سما متعشيش الدور انا كنت بغيرلك حفاضتك وانتي الصغيره.

برقت عينيها وردت عليه وهي تشعر بالذهول :
حفاضات ايه اللي انت بتقول عليها دي انا جيت هنا وانا عندي سبع سنين ف ياريت متعيش الدور انت ..
-رد عليها بهدوء : خالتي هي اللي كانت بتخليني اغيرهالك لما كنت بجيلكوا هناك .. انا ادري منك فبلاش رغي كتير ويلا عشان تاكلي

زمت شفتيها وقالت:
لا مش هاكل واتفضل اطلع بره عايز انام
قال فارس بصرامه: هتاكلي ياسما ووريني هطلعيني بره ازاي
ثم قفز علي سريرها وكتف زراعها بيديه وكان يدس الطعام في فمها دسا حتي اصبح فمها محشو بالطعام... بلعت الطعام بصعوبه وقالت لاهثه:
خلاص خلاص هاكل .. لو مكنتش تحلف انت بس
تركها وجلس بجانبها وقال :
خلاص هتاكلي بس تخلصي اكلك كله متسيبيش فتفوته فاهمه ولا

-ردت مغتاظه: فاهمه فاهمه

بعدوقت كثير كانت قد انتهت من وجبتها.. فاسرع فارس بالحديث معها وقال بحزن :
انا مش هضغط عليكي ياسما ولا هخليكي تحكيلي حاجه غصب عنك .. لكن كل اللي اقدر اقولهولك ياسما اني هجبلك حقك من الحقير ده حتي لو فيها موتي

طيله حديث فارس لها كانت تنظر الي الاسفل من كثره شعورها بالخجل مما سبب الغضب له
فرفع راسها بيده وقال :راسك دي مكانها فوق مرفوعه متنحنيش ابدا... انتي المجني عليها مش الجانيه
كلام فارس جعلها تشعر انها قد عاد اليها جزء من روحها التي فقدتها فقالت مبتسمه :
انا مش عارفه اقولك ايه .. بس وجودك جمبي مطمني اوعي تبعد عني تاني يافارس
-رد عليها مبتسما هو الاخر : عمري ماهسيبك لاخر نفس معاكي

حب مرصع بالاشواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن