5

172 3 0
                                    

أستيقظ راكان فزعاً علي صوت رنين هاتفه المزعج، فزع من مكانه هو وميار لتلف ميار حول جسدها ما يسترها ويلف راكان حول خصره ما يستره، أخذ يبحث في أرجاء الغرفه المبعثره بملابسهم علي ذاك الهاتف، وأخيراً وجده، أجاب ليخرج له صوت طارق الغاضب

_طارق بغضب: أيها الأحمق ماذا تفعل عندك حتى الآن، أجننت راكان ألم أقل لك لا أستطيع إشغال أبي سوى وقت قصير، لا أريدك في المنزل حال عودتنا أفهمت

أغلق طارق الخط دون حتي أن يستمع لكلمه من راكان الذي كان ينظر للهاتف في يده بصدمه أستجمع نفسه أخيراً وأخذ ملابسه وبدأ يلبسها

_راكان بسرعه: هيا ميار أرتدي ثيابكي ولنجلس في الخارج حتى عوده والدكي ثم تعودين معي للمنزل

_ميار وهي تمسك بملابسها: حسناً أرتدي أنت ثيابك وأجلس بالخارج حتى أنتهى وأجمع ملابسي وملابس رهف وأخرج لك

يخرج راكان ويجلس بالصاله وكأن شيئاً لم يحدث، يدخل بعدها طارق ووالده من باب المنزل ليجداه جالس في الصاله علي الأريكه

_أبو طارق بقلق: حسناً راكان بني ماذا قررتم هل أقنعتها

_راكان يهز رأسه للأعلى والأسفل: نعم عمي سوف تعود معي وسنمر على المأذون بطريقنا ثم نمر على رهف ونعود لمنزلنا

_أبو طارق مبتسماً : هذا خبر سعيد، جيد بني فليصلح الله لكم الحال

_الجميع: آمين

تخرج ميار من الغرفه برفقه حقيبتها لتضعها جانباً وتصافح أباها وأخاها وتودعهم لتخرج مع راكان، يمران علي مأذون ينهي لهم الأوراق ثم يمران علي رهف ويصطحبوها هي ومربيتها ويتجهان لمنزلهما

يصعدا للمنزل لتبدأ ميار بترتيب أغراضهم بينما يتجه راكان للأريكه ويفرد جسده عليها ليغوص في النوم ويتذكر تلك الأيام

************

أصبح راكان يومياً يذهب للجامعه ويحاول الحديث مع طارق دون جدوي حتي فقد الأمل نهائياً وقرر أن تلك ستكون سنته الأخيره هنا في تلك الجامعه وفي مصر كلها فماذا سيفعل هنا بدون أحد بجواره بدون صديق يخفف عنه بعده وحرمانه من أهله

في يوم قرر الذهاب للبار الذي كان معتاد الذهاب له مع رفقته منذ صغرهم، ما ان دخل حتي لمحهم، كانو يجلسون بنفس الطاوله، قرر الإبتعاد عنهم والجلوس علي البار فآخر ما يريده أن يقوم طارق بخناقه هنا وفي هذا الوقت فهو لم يتعافي كلياً حتي الآن وما زال يجرى بعض العمليات من فتره لفتره، جلس وطلب مشروباً، كان يسترق النظر لهم من حين للآخر حتي وجد طارق جلس منفرداً بعد أن تركه البقيه وذهبو للرقص

قرر أن يحاول لآخر مره قبل سفره نهائياً فهم في آخر السنه الدراسيه وقد حجز لنفسه تذكره ذهاب بلا عوده للرياض بعد ثلاثه أيام، تحرك من مقعده وتوجه للطاوله التي يجلس عليها طارق الذي لم يلاحظه سوي بعد أن وقف أمامه

_راكان سريعاً : قبل أن تتحدث وتطردني، أنا آسف حقاً آسف، أقسم لك لم أكن أعلم أنها أختك، لم أكن بوعيي وقتها، لقد أخذت عقابي، لمده عامان وأنا أتعالج وأقيم بالمشفي، أخرج من غرفه العمليات لأعود لها من جديد بعد عده ساعات، لقد تعذبت كثيراً كما أنني لم أتعافي بالكامل ولكنني لم أهتم بكل ذلك المهم أن نعود كما كنا، مستعد أن أتحمل منك أي شئ آخر ولكن لا تقاطعني هكذا

يقف طارق من مكانه ليتخذ راكان وضعيه الدفاع ويضع يده قرب وجهه

_راكان بخوف: هل من الممكن ألا تضربني فكما أخبرتك لم أتعافي بالكامل كما أن لدى سفر بعد ثلاثه أيام ولا أريدهم أن يعلموا ما جري

يقف طارق صامتاً لدقائق ثم ينفجر ضحكاً علي شكل راكان المرتعب منه ليقف راكان بطريقه سليمه ويقف مصدوماً لوهله

_طارق وسط ضحكاته: ههههههه يا رجل هههههههه كان يجب أن ترى وجهك هههههههه

_راكان يبتلع: لقد أرعبتني يارجل أنت كالبلدوزر لا يرحم، هشمتني يجب أن أخشاك

ينفجر الإثنان ضحكاً ويقوما بأحتضان أحدهما الآخر ثم يجلسان ويتحدثان عن السنتان الماضيتان ولكنهما قررا عدم الإستمرار في ذاك الحديث ونسيان الأمر

_راكان مبتسم: لقد أشتقت لك يارفيق، أشتقت للأيام الخوالي

_طارق بجديه: هيييه ركوني ألغى سفرك ذاك، ليس هناك أي داع لسفرك، أقضي معنا أجازه الصيف فلم نجتمع سوياً منذ زمن

_راكان يحك رقبته: لا أستطيع فلقد أخبرتهم هناك بموعد سفري وهم ينتظروني ولكن لا تقلق، أسبوع واحد فقط وأعود وسأكون على إتصال دائم بكم

_طارق محذراً : لا تتأخر عن أسبوع وإلا أقسم لك سآتي إليك وأهشم ما تبقى من عظامك 

_راكان يضحك: ههههههه حسناً حسناً أقنعتني

_طارق بهدوء: راكان أعذرني لعدم زيارتي لك أو السؤال عنك عندما كنت بالمشفي فلقد كنت حاقد علىك بشده

_راكان يربت علي يد طارق: أعلم طارق وأقدر وضعك وأعتذر أنا منك بشده

يعود باقي الشباب ويجتمعون سوياً كما الأيام الخوالي من شرب ورقص ونساء ويعودو لإكمال سهرتهم برفقه راكان في شقته مع النساء

*********

يفتح راكان عينيه علي يد صغيره تحركه برفق، يلتفت ليجد رهف تبتسم بوجهه ليجلس ويحملها في حضنه ويلعبان سوياً وضحكاتهم تملأ الأرجاء لتبتسم ميار بحب فلقد عادت عائلتها الصغيره كما تمنت دوماً ولكنها أخذت تدعو أن تستمر تلك الأوقات فما أن يفرحوا حتي يأتي مايعكر صفو أيامهم

**********

ندمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن