ندم

15

مرت خمسه أشهر شعر فيها راكان بالضياع أكثر، كان لا يعود للمنزل سوي مع إشراق شمس الصباح ورائحته تخنق من يمر بجواره من خمر ومخدرات وجنس، نعم راكان لم يتوقف عن أفعاله بل إزداد سوءاً، كان الجميع متوقع أن هذا الحادث سيغيره ولكن راكان خيب توقعات الجميع حتي طارق تغير فبعد زواجه وحادث أخته كان دافعه قوي حتي يتغير، أصبح شخصاً مسئولاً وأبتعد عن أصدقاءه القدامى، كون أصدقاء جدد من طبقه شباب رجال الأعمال، كانوا خير سند له فى محنته، ساعدوه مع زوجته فى تخطي فكره أن ميار أخته الوحيده غير موجوده، حاول أن يسحب راكان معه ولكن دونما فائده، كان راكان لا يستمع له ولا لأحد غيره، أصبح راكان رسمياً مدمناً، مدمن خمور، مدمن مخدرات، ومدمن علاقات

كان طارق يجلس بجوار فراش أخته ويحدثها عن يومه كما أعتاد فعله خلال الخمسه أشهر الماضيه

_طارق يبتسم: اهوووو صحيح سأصبح أباً أتصدقين هذا هههههه أنا سيصبح لدي طفل صغير ألعب معه، ااااه أنا متحمس له جداً صدقيني، أبي دوماً يخبرني أنني لا أنفع لشئ وأنني فاشل وسأفسده ولكن أقسم لكي ميار لقد تغيرت لقد أصبحت مختلفاً عما سبق

يتوقف طارق عن الحديث حينما يلاحظ جهاز القلب المتصل بأخته يصدر صوتاً بطريقه جنوني، ويلمح جفن ميار يتحرك، يركض طارق سريعاً لخارج الغرفه ويدخل مره أخرى وبيده الطبيب الذي يخرج أدواته ويبدا بفحص ميار

_الطبيب بهدوء: لقد كانت حركه تلقائيه، قريباً جداً سنجدها جالسه معنا وتتحدث أيضاً

بينما يتحدث الطبيب مع طارق الذي كان ينظر لميار وجدها تفتح عيناها ببطئ، تصنم لحظات لأنه شعر أنه يتخيل ثم بعدها صرخ وهو يقفز مما أجفل الطبيب الذي نظر سريعاً لميار وجدها تنظر تجاههم ليتجه نحوها سريعاً ويفحصها ويسألها عما تشعر، بعد أن أنتهى الطبيب من الإطمئنان على ميار تركهم وخرج ليقترب طارق منها ويقبل خدها أكثر من مره وهو يبكي

_ميار بتعب: أهدأ طارق أنا بخير الآن، أنظر لي حبيبي ها أنا أتحدث معك وقريباً سأخرج معكم للمنزل

_طارق يبكي ويحاول مسح دموعه: لقد كنت أموت كل يوم ميار، لم أتحمل فكره أنكي ستختفين من حياتنا للأبد، وأبي، أبي كان دائماً يقول أبنتي قويه وستتعدي هذه المحنه، كان يثق بكى ميار

_ميار تبكي: ولكن أنا لست قويه طارق، أنا ضعيفه جداً، هشه سهله الكسر، أريد قتله وتركه وفي نفس الوقت لا أستطيع، قلبي ضعيف من غيره، هش

_طارق يهدأها: هشششش أصمتي الآن، لن نتحدث الآن عن هذا الأمر، لقد كنتي بغيبوبه طويله ومتعبه، سنتحدث ونتعاتب ولكن ليس الآن، الآن يجب أن نخبرهم بخبر رجوعكي لنا سالمه لنسعدهم جميعاً

_ميار بسرعه: طارق لا تخبره، أنا سأعود معك وأبي للمنزل وهو عندما يأتي سيعلم منهم أنني قد خرجت، لا أريد أن أراه