فرعونة التانسو

٢

TasneemElawad
لاتزال بعض النجيمات عالقة في السماء، صوت الأذان صدح يتخلل هدوء الفجر، وهناك في ذاك المنزل، كانت تضرب احدى اقدامها على الارض ، وتضع يديها على خاصرتها، وحاجب مرفوع..

استنكر والدها وقفتها وهتف:

-مالك واقفة كده يا ريم؟، تعالي سلمي على مديرك..

كأنه القى الشرارة على الجازولين، فهتفت بغضب، موجهة كلماتها لآصف:

-اصبحنا واصبح الملك لله، البوري والهيلمانة البرة دي شنو، جاين سيرة انتوا..

فقال آصف بصوت بارد:

-أنت اتأخرت يا مس ريم..

فقالت بانفعال ناسية مكوث والدها بالردهة أيضاً:

-اتأخرت؟ وعندك عين تقول لي اتأخرت ، الشمس م شرقت ، مخليني جارية زي المجنترة عشان انزل ليكم، تنزل فيكم صاقعة نفر نفر..
شعر والدها بالاحراج من ابنته ليصيح بحزم:

-ريم، اتلمي وامشي اجهزي بدل الفارغة دي، م كافية متأخرة وليك عين تتكلمي كمان..

بان الضيق جلياً على وجهها من كلام والدها، لكن لا يمكنها أن تجادل والدها، اتجهت للدرج تسير وهي تضرب الأرض بقوة، دليل على انزعاجها...

وقف آصف ونظر لحامد مبتسماً ببرود قائلاً:

-بعد اذنك يا استاذ حامد، اطلع للناس البرة ديل عشان م منتأخر...

فابتسم والدها قائلاً:

-اتفضل يا ابني، مع السلامة..

قال ببرود وهدوء عجيب:

-مع السلامة..

°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤°¤
كانت تحمل ملابسها ودخلت لدورة المياه، وما كادت تفتح المياه، حتى سمعت صوت طرق شديد على الباب..

لم تحتج لذكاء لتعلم من في الخارج، صرخت بتوعد وغضب:

-وحات اسم الله م تختاني يا عمر ، اقتلك انت والاهبل البرة ده (تقصد آصف😹😹)..
فصرخ قائلاً:

-اطلعي ياخ، يقوم الاهبل يرجع في كلامه وتقعدي في اربيزنا لا شغلة لا مشغلة، تترمتلي فينا، انت عارفة الاهبل ده عاق بالوالدين، وامه داعته، وده في عقاب الدنيا عشان شغلك..
(طبعا مشوا تسمية اهبل😓😹✋)..

خرجت من الحمام، ولم تلبث أن ارتدت ملابسها، حتى تحركت العربة، جرت على الدرج، وهي تحاول الوصول قبل فوات الأوان، خرجت المنزل وهي في حال يرثى لها..

ترتدي حقيبة ظهر بها ملابسها، وحجابها وضع باهمال، وجدت ان السيارة قد تحركت، فصارت تجري خلفها في منتصف الطريق..

فتح الباب الخلفي، واطل آصف برأسه ينظر لتلك المجنونة، كانت السيارة ذاك النوع الذي يحوي اريكتين متقابلتين ، سيارة سوداء فخمة لكبار الزوار..