٤

349 18 0
                                    


شمس حارقة، رمال صفراء، انعكست عليها اشعة الشمس لتصير نار موقدة في الأرض..

فتحا أعينهما معاً، لتصرخ لذعر بعد أن عاد لون عينيها:

-سجم خشمي جيبتني وين انت؟، خطفتني مش ، مش كده أنت خاطفني..

كان يضع يديه على رأسه، كأنما يعتصر مخه ليفهم ما جرى، لكن صياحها وكلامها بسرعة افقده أعصابه ليصرخ بها:

-بسسسسسسس، ولا كلمة أنا العايز افهم الحصل هنا شنو..

لتهز اكتافها بعدم مبالاة قائلة ببرود:

-وانا اعرف كيف؟..

نظر لها كأنها برأسين لبصيح:

-كنت بتعملي شنو، في الهرم طيب؟..

نظرت له قائلة بهدوء وتفكر كمن تقكر:

-م عارفة بس...
لتروى ريم له ما حدث، ماعدا امر الورقة التي نستها تماماً، وتخبره بتلك الاصوات، لتنتهي ليمسح وجهه بضيق قائلاً وهو يتلفت في المكان حوله:

-نحن وين هسي يعني..

هزت اكتافها قائلة:

-م عارفة..

قاطعهما صوت عال لطرق طبول، كانت الطرقات عالية بشكل غريب، اتبع آصف الاصوات وهو يتسلل ويجر خلفه ريم من معصمها..

حشد ضخم من السود ، التفوا حول شيء ما، ملابسهم غريبة، اشكالهم أيضاً، اختبئا خلف احدى الصخور، فملابسهم تلك سيثيرون الشكوك لا محالة..

كان هذا الجمع ملتفون في ضفاف النيل، ملئت كلتا الضفتين بالناس ، دقق آصف وريم النظر، ليجدا جسر قد امتد بين ضفتي النهر، لونه ذهبي، لأنه ببساطة مصنوع من الذهب الخالص، مرصع باحجار كريمة، أغلبها زمرد اخضر..

والجسر في المنتصف مصنوع من القوارير، اي شفاف يسمح لك برؤية ماء النيل، كان الجسر عبارة لا تقل عن كلمة ابداع، كأنه اخذ سنيناً من البنيان، واشترك فيه مجموعة من الصاغة، لهيكلة الذهب بتلك الصورة..
في منتصف الجرس، تربع كرسي ذهبي كبير، يحمل شكل شمس في رأسه، كان الكرسي كعرش، ملكي حقيقي، يجلس فيه ذاك الضخم الاسود، ذا العينين والابتسامة اللواتي يميزهن الخبث، وقف امامه ذاك الرجل اشبه بالكهنة بملابسه تلك ، قال بصوت عال ولغة غريبة على مسامع آصف:

-اليوم الذي فقدنا فيه ملكنا، والاميرة، وهبنا الاله آبادا ماك و الاله امون راع اله الشمس ..

قالها وهو يشير لتمثالين عظمين من الذهب، احدهما على هيئة أسد وهو ابادا ماك، والاخر على شكل كبش وهو امون راع، ثم اكمل:

-ملكاً جديداً، فلنسجد الآن ونعظم الاله القديس..

قالها وهو يخر ساجداً ، لتمثال على شكل قطة فرعونية، كان التمثال اكبر التماثيل حجماً اكثرها تعظيماً ، والذهب فيه يعدل اطناناً عيناه من الجوهر الازرق وطريقة صياغته غير معهودة، من الدقة..

فرعونة التانسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن