١٠

239 13 0
                                    


كانت تناظر معصم الطفلة بذهول، فعندما همت الطفلة بالاكل، رفعت كم ثوبها، لتظهر تلك الشامة المثلثية، تلك الشامة التي توسطت معصمها هي الاخرى، وتلك الشامة التي ورثتها من أمها، تلك الشامة شبيهة الوشم..

لاحظ آصف نظراتها لمعصم الطفلة، لم يتعجب، فان ريماس روت له كل شيء، لكن لم يتوقع اطلاقاً أن تكون هي..

انتهيا من امر الغداء ذاك، ليخرجا متجهين للهرم، مخبئان المبخر تحت ثنايا ثوب ريم، كانا خارجين وحدهما، بعد أن تركهما غابتس ، توقفا على صوت الصغيرة تصيح:

-انتظرا!..

التفتا عليها، لتقف امام ريم مباشرة، نزعت تلك القلادة من عنقها، مدتها لريم قائلة بابتسامة:

-اعتبريها ، عربوناً للصداقة..

حملته ريم منها بابتسامة واسعة، ارتدته واخفته تحت تلابيب ملابسها، وخلعت في المقابل ذاك السوار الضخم التي اشتراه والدها لها من باريس،سوار على شكل زهرة عملاقة، تتوسط زخارف عدة، ولفته بحنان على معصم الطفلة قائلة بحنان:
-وهذا عربوني..

كان يناظرهما ولا يفقه شيئاً لكنه فطن انهما سعيدتين بلقاء بعضهما، حتى وان لم يعلما الحقيقة..

*★★★*★★★*★★★*★★★٭★★★*
كانت تسير برفقته لذلك الهرم، كان متعجباً من نشاطها المفاجئ، والابتسامة الواسعة على ثغرها، رغم أنه لم يرها، لكن من شدة الوسع في ابتسامتها انغلقت عيناها..

نظر لها مطولاً بعد أن خرجا من السوق وابتعادا عن العامة، وقف امامها،  عقدت حاجيبها باستغراب من وقفته امامها، جر لثامها وخلعه، وضع كفه على جبينها يقيس الحرارة قائلاً:

-حرارتك عادية، ممكن الشمس اثرت فيك؟!..

ناظرته ببعض الغضب صائحة:

-وهسي منو القال ليك اني مجنونة ولا الحمى قايمة علي؟..

فقال ببلاهة:

-طيب بتتبسم براك مالك؟..

اتسعت ابتسامتها ببلاهة قائلة بكل بساطة وبلاهة معاً:

-عشان ده اغرب حلم اشوفه في حياتي!!!!..

وتجاوزته سائرة إلى الهرم، بينما وقف هو ثواني يستوعب ما تفوهت به تلك الخرقاء، أتظن أنها في حلم!..
حسناً لن يجادلها ، فهي لن تسمعه على كل حال،  هز أكتافه بلا حيلة، ثم سار يتبعها، ادركا الهرم اخيراً..

وطبعا وجدا الباب مغلق، رفع حاجبه لها قائلاً ببساطة:

-افتحيه..

نظرت له كأنه برأسين هاتفة ببلاهة:

-م معاي المفتاح..

قلب عينيه بيأس ، زفر بضيق، لابد أنها لا تذكر عندما فتحت الباب بتلك الكلمات..

فرعونة التانسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن