٩

228 15 0
                                    


كان يتقدمهما بغرور ظريف، حيث يقدم يد ويؤخر أخرى، كانت تسير خلفه وهي تثق تمام الثقة أنها تعرضت لحادث حركة ادى لدخولها المشفى، وهي الآن تحلم في الغيبوبة..
(ألفت فلم هندي برااااها🐸👋🌚✋)..

أما هو كان يسير ويناظرها بتعجب، من حالة الانفعال التي كانت بها ، لحالة السكون المريب التي هي بها الآن، ناظر من يسير في المقدمة بغيظ، فهو لا يعلم لم يكره ذاك القزم؟، بل لم هو مغتر بنفسه بتلك الصورة؟، هو يعترف انه خادم هاكا ، بل يعتز بذلك، لو الأمر بيده لقتل هذا الشيء العجيب..

نعم، بنظره هو مجرد شيء ، لا يعلم ان كان قطة مسحورة، ام رجل قزم ملعون، كل ما يعلمه انه مجرد ان يضمن أنه سيعود للبيت، سيقتله..

وصل غابتس بهما للسوق، كانت ريم لاتزال بذاك الزي الاسود الذي يحجب جسدها ، من رأسها إلى أخمص أقدامها، ولايزال آصف بزي الفراعنة ذاك..

ناظر غابتس بغيظ قائلاً:

-قالوا ليك تودينا لبركان، جايبنا لنص السوووق..

قال آخر كلمة بذهول غاضب، فقال له غابتس بابتسامة وهدوء مستفز:
-ومن قال لك أن البركان ليس في منتصف السوق؟..

كانت ريم بعالم آخر، ناظرت تلك المجموعة المكونة، من رجال ضخام البنية، شديدو السواد، ملتفون حول تلك الصغيرة خفيفة السمار، رفع القائد سوطاً يحمله بيده، ليسقط على بشرة تلك المسكينة بعنف..

صدى صوت ضربته ، رجت السوق باكمله، كانت تختبئ خلف حاميتها كما اسمتها، بينما ريم تشتم الحارس بألفاظ لم تعلم هي نفسها بوجودها بعقلها..

رأى آصف ما حدث، غلت الدماء بعروقه، تحرك ناحية الحارس الذي كان ممسكاً بالسوط، ثواني وكان آصف يتنفس بصعوبة، قطرات عرق احتلت جبينه، لقد فتك بالحارس، ضربه إلى أن فقد وعيه..

ذاك الحارس الضخم يستلقي بلا حراك، مشوه الجثة من آثار ضربه، التفت لريم والحراس الذين يناظرونه بذهول مخلوطاً بخوف، قال وهو يمسح الدم من على قبضته، بالتأكيد ليس دمه هو، بل دم المسكين الذي فرش الارض بالاحمرار، قال بلهجة مصرية خالصة وبرود شديد وهدوء قاتل:

-الهيقرب منها ح انسفه من على وش الدنيا..

ثم سحب يدها وسار معها، لم يفقه الحراس شيئاً مما قال، لكن هذا الغريب هددهم بوضوح تام، تسابق الرجال لانباء الملك بما حدث، ظناً منه أنه سيكافئهم على نبأ اكتشاف الغريب..

كانت الصدمة حليفها وهي تجر خلفه كالمعزة، تداركت ما يحدث لتسحب يدها بقوة ، لكن قبضته كانت اقوى لتزمجر بغضب:
-فك يا يدي يا آصف..

كانت عفاريت الجن والإنس تتقافز في وجهه، التفت إليها وعينيه تطلق شراراً ، فصرخ بها بلهجته المصرية:

فرعونة التانسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن