٥

327 15 8
                                    


لحظة صمت فيها آصف، فهذا الرجل يهذئ بكلام لا يعرف معناه، بدأ أن ريم تفهم ما يقوله الرجل، دليل ذلك عينيها المتسعتين بصدمة..

ليقول آصف بتساءل:

-الراجل ده بقول شنو يا ريم؟...

لتقول ريم وهي شاردة تناظر الرجل الذي يهذئ، شعر اشعث، عينان زائغان، ممسك بعصا يتكئ و يشر بها للاعلى، وذقن غير مرتب، أنه مشعوذ بحق:

-انيرت الثلاث نجوم، حول القمر الجديد ، عاد من جديد، اكتمل القمر، رجعت "فرعونة التانسو"..

خرجت عيني آصف من مكانها بذهول، فقال لها والصدمة شلت ملامحه:

-فرعونة التانسو!، مش دي الجملة القلت لقيتها...

لترد بشرود:

-ياها!..

كان الرجل يناظر السماء، لم ينتبه لريم وآصف، فقرب هذه الشجرة صومعته، اقتربت ريم بضع خطوات منه، ابعد الرجل عينيه من السماء، ليناظر تلك الفتاة بذهول، وما أن انتبه لنفسه، خر ساجداً بسرعة لها..
طبعاً من يعرف ريم، يدرك أنها لن تنتظر ثانية أخرى، اطلقت سيقانها للريح، فهذا الرجل يريد أن يسخطها الله، ما ان رأها آصف تركض، ركض خلفها بسرعة..

لينهض الرجل في اثرهما ، ويبتسم بغموض متمتماً :

-لقد عادت ، النبوءة تحققت..

أمسك آصف ريم، من شعرها، فتلك الفتاة عندما انتقلت بالزمن، انتقلت بملابسها البيتية، وخصلاتها البنية واضحة للعيان بطولها الذي يصل لخصرها..
(حاااقد خلاص🌚🌚)..

سقطت الأرض أثر امساك آصف لشعرها، وهي تصرخ بقوة من الألم، فآصف كاد أن يقطع شعرها من جذوره، ترك آصف شعرها وهو يقول بغضب وصوت عال:

-ممكن افهم سبب جريك الاسه ده؟..

فقالت بتلقائية وصراخ:

-يعني عايزني اقيف، والله يسخطني بسبب الراجل ده، م براي مسخوطة كده..

فقال بهدوء وحيرة:

-فهمنا كلمة "فرعونة" دي، "التانسو" دي شنو؟..

فقالت ريم وهو تدعك فروة رأسها، وتناظره بغيظ:
-و أنا العرفني شنو؟..

_¶_____¶_____¶_____¶_____¶__
كست السماء ثوب مخملي أزرق غامق، يحمل بعض اللمعات الصغيرة المتوهجة، يتوسطها قرص أبيض كبير به بعض الثقوب..

كان جالساً مهموماً بما يحدث، كل شيء حدث بسرعة، فجأة تعرف عليها، فجأة عادا بالزمن، فجأة حل لغز تلك المقبرة!، لقد كان والدها على حق، ريم هي المفتاح...

كانت تغط بنوم عميق، سمه برودة منها، عدم شعور، لكنها تظل نائمة، تلك الفتاة التي اتخذت معطفه، الذي ارتداه بسرعة وهو يلحقها في المقبرة، حجاباً ، بعد أن مزقته بعنف ليصير قطعة تلف به شعيراتها..

فرعونة التانسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن