نغزته ريم على كتفه، عندما طال وقوفه، انتفض ونظر لها قائلاً بهلع اثر المفاجأة:-ماذا!..
ليتدخل آصف قائلاً بغيظ:
-أنت الشنو يا بتاع أنت؟، اقول ليك وصلنا تقيف وتسرح كمان، انت منو اصلا؟..
لينفخ غابتس صدره بفخر قائلاً:
-أنا غابتس خادم الكاهنة هاكا..
ليقول آصف بسخرية :
-بتقولها ومفتخر بيها كمان..ليبدأ بتقليده بطريقة فكاهية:
-أنا خادم هاكا وافتخر..
لتنطلق ضحكات ريم الرنانة، ليتحول وجه غابتس للاحمر، دلالة غضبه، جز أسنانه، انتفخت اوداجه، أنه يكاد ينفجر، ليقول ببرود مصطنع وهو يحاول التحكم باعصابه:
-أنت جاهل، لا تعلم من هي هاكا، يتشرف عالم السحر اجمعه، حين ذكر اسمها وانا خادمها الوفي، لذا ألزم حدودك حتى لا اجعلها تحولك لفأر فالتهمك وقتها..
ثم اصلح ملابسه، ليسير بغرور وتكبر، وآصف يكاد ينفجر من الغيظ من ردة فعله، وريم تكتم ضحكاتها بصعوبة..
اقتربوا من تلك الحقول، ليجد غابتس المكان مليء بالفلاحين، والعطارين الذين يستخلصون بعض الروائح من تلك الزهور..
قبل ان يقترب آصف وريم منهم، وقبل أن يراهم الفلاحون جرهم غابتس، لخلف احد الجدارن هامساً بتوتر:
-لا يجب ان يراكم احد بهذه الملابس..
ليهتف آصف بسخرية:
-ان شاء الله عايزنا نقلع..
لينظر لريم متجاهلاً، هذا المغرور قائلاً:-عليكما تبديل ملابسكما ، حتى لا تلفتا الانتباه، لفت الانتباه هنا يضعك أمام الملك، وهذا آخر ما نتمنى أن يحدث، لأن الملك ان علم بوجودكما كان حبل المشنقة حليفكما..
نظرت له ريم باستغراب وحيرة ناطقة:
-طيب ح نغير وين و نجيب هدوم من وين هسي؟..
فقال بهمس ماكر:
-الحقا بي..
همس آصف لريم:
-أنا م بثق في البتاع ده نهااااائي..
هزت اكتافها بلا مبالاة قائلة بابتسامة:
-عادي يعني ح يعمل شنو؟، ده كله حلم..
قالتها وهي تتبع غابتس، ليعقد آصف جبينه بتعجب من جملتها الأخيرة، ماذا تقصد تلك المجنونة البلهاء!..
كانت تلحق ذاك القزم البدين، الذي يصل لركبتيها، تمتم لها بضيق بعد ان ادركته، وهو يشير خلفه لآصف:
-كيف تتحملين ذاك المغرور؟..
لتهمس هي بابتسامة:-أنا م متحملاه وفي مناي اديه كف، بس أنا متشوقة اشوف نهاية الحلم ده شنو..
أنت تقرأ
فرعونة التانسو
General Fictionرواية سودانية بقلم تسنيم العوض المسلمي أنتم الآن في وسط قصة ضاعت منذ زمن، مسحها الحكام من ذاكرة الرعايا، لم يسجلها التاريخ، قصة منسية، طوى عليها الزمن ، انتم الآن في قصة... *فرعونة التانسو*... *روح* -----