٦

300 16 0
                                    


كأنهما انعكاس لمرآة، الشبه بينهما مخيف، الفرق ان تلك الفتاة، مهندمة وترتدي اكليل ذهبي،على شكل اوراق شجر، ملتف حول رأسها، ويصل من الخلف حتى عنقها، منتهي بشكل قلب متدلى منه...

بينما تقف ريم ، بملابس مهترئة، مليئة بالأتربة ، ممزق كم احد يديها، مبرزاً معصمها ذا الشامة، تلتف قطعة بالية حول شعيراتها تمثل حجاباً، يغطي شعيراتها..

كأن إحداهما اخترقت بعد الاخرى، لتقتربا من بعضهما بصدمة، مدت ريم اناملها لتلامسها، لتتأكد من أنها حقيقة، ومدت كلتاهما اصابعها ليتلامسها وسط صدمة آصف الذي اتخذت ، الدهشة طريقها لملامحه..

قاطعت موجة الصمت، تلك التي ترتدي الاكليل قائلة بحنان:

-اهلاً بك ريم..

لتقاطعهم الملثمة قائلة بسرعة:

-لا وقت علينا البدأ فوراً..

ليفيق آصف هاتفاً بتعجب:

-نبدأ بشنو؟..
لتقول المرأة بصوت عالي ، كأنها تستحضر جن ما:

-نبدأ القصة من جديد..

لتبدأ الارض بالاهتزاز، لتبتسم الملثمة تحت غطائها بغموض، توقف الاهتزاز ليسمعوا صوت شيء ، صوت صرير، بين احجار الهرم، التفتوا بسرعة ليجدوا عصا تحاول الدخول..

طرقعت تلك الملثمة باصابعها، لتبتعد الصخرتين اللتين يعقن حركة العصا، محدثة اهتزاز بسيط في جدران الحجرة، طارت العصا إلى أن حطت بين يدي الملثمة..

حركتها في الهواء قليلاً كأنها ترسم دوائر، لتظهر دمى صغيرة وهمية، كأنها شعاع، باللون الاخضر لا تظهر لها ملامح، لكنها تظهر ماهية الملك والخادم، بذاك التاج، والاميرة بذاك الفستان، كأنه مسرح للدمى ، وبدأت الملثمة بروي الأحداث وقد اختفت سوداويها، قائلة بشرود وصوت عال عميق، والدمى تتحرك حسب كلامها لتروي القصة:

-حكم فرعوننا ادخس البلاد بحكمة وعدل، وقد وصله أفعال ابن أخته، الذي بقانون مملكتنا ولي العهد، فحكمنا يسير على النظام الأموي، اما كان ولي العهد ابن البنت، او ابن الأخت، لكن الافعال السيئة التي ارتكبها واترب ، جعلت فرعوننا يغير قراره، فقد قرر اعادت ضبط القانون، بحيث ان تحكم ابنته او ابنتها..

لكن قبل ان يعلن الملك القرار للشعب، قتل واترب الملك..
تحركت احدى الدمى لسكين، لتطعن ظهر دمية ترتدي تاجاً من الخلف، لتتغير الصورة للون الأحمر، كما تغيرت عينا الملثمة للاحمر ولاتزال ، عدستاها غير موجودة، لتقول بصوت غاضب ومخيف وعال:

-قتله و رماه في الصحراء، ليضع فرعونتنا في هذا التابوت وهي حية، مخبراً الناس ان بالتابوت الفرعون، وأن الاميرة قد هربت..

لتهدأ نبرة صوتها قليلاً، لتقول بهدوء وقد تبخرت الصور الوهمية:

-وكنت أنا كاهنة الأميرة ريماس ، رأيتهم وساحر الملك يلقي بتعاويذ على تلك الصخرة في الخارج، حتى لا استطيع تحريكها، وان استطعت لن تدوم طويلا و ستغلق بعد وقت قليل، لاني لم اقل التعاويذ الصحيحة...

فرعونة التانسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن