اخيراً ،عدت الى بيتي الى أحضان عائلتي، لقد كان بيننا لقاءٌ اسطوري أخضان ودموع كم اشتقت لهم و لغرفتي وسريري، جلست قليلاً مع عائلتي تبادلنا الحديث والضحك والأسئلة ، ثم نهظت لغرفتي احسست حينها بشعورٍ لا مثيل له القيت بنفسي على السرير وتنهدت بعمق وانا انظر لسقف الغرفة،ثم اتت اختي ورأي فوراً جلست على حافة السرير كان واضحاً من عينيها الشوق كم اشتقت لها هي بالذات فهي اختي وصديقتي ورفيقة دربي وحافظةُ اسراري ثحدثنا كثيراً وضحكنا امسكتُ نفسي عدة مرات عن قول عمي،حاولت استدراجي بالحديث أحست أنني أخفي شيئاً ما لكنني كنت أقدر منها، وحينما انتهينا وجلستُ مع نفسي قليلاً بدأت بلومها لو انني اخذتُ رقم هاتفه او اي ُ شئٍ قد يوصلني أليه ..لقد احزنني هذا مع أن علاقتنا لم تكن جيدة، قطع تفكيري هذا ولومي لنفسي صوت نبع الحنان تناديني للعشاء سعادتها بي لاتوصف وسعادتي بها ايضاً مضى هذا اليوم سريعاً في ظل اجواءٍ عائلية غايةٍ في الروعة كانت فرحتي بهم وفرحتهم بي كاننا افترقنا مئة عام.
بعد مرور ثلاثة أسابيع....وكنتُ قد نسيت ما عشته في بيت عمي الا من بعض الصور، كان يوم الثلاثاء اذكر ذلك جيداً نادانا ابي لاجتماعٍ عائلي واقترح علينا الذهاب لزيارة عمي سامح لأصلاح العلاقة بينهما بعد اكثر من اثنى عشر عاماً من القطيعة تعجبت !من قرار ابي وفي هذا الوقت بالذات لكن لا بأس فقد تكون هذه فرصتي لأراه مرة أخرى ولو من بعيد لا أخفي سعدت كثيرا ً لهذا الخبر فأنا منذ صغري متعلقةٌ بعمي سامح وأحب زيارته، دائماً ما كنت أزوره في شركته حين عودتي من الجامعة كي لا يعلم ابي لكن هذه المرة كانت سعادتي لأجل أحد أخر اتمنى رؤيته هناك ،اما عن امي واخوتي ،امي كالعادة لم تعجبها الفكرة لانها؛ تكره زيارة الاماكن البعيدة و المكتظة فبيت عمي لايخلو أبداً ، وعن أخوتي (لميس وسائد ) لم يستطيعا اخفاء حماسهما للرحلة وبدآ فوراً بأعداد الحقائب؛ خشية أن يغير أبي رأيه، أقترحتُ على أبي الذهاب بالسيارة بدلاً من الطائرة ووافق على ذلك كنت بحاجةٍ لاستنشاق الهواء والذهاب في رحلةٍ طويلة ، . وصلنا بيت عمي بعد سبع ساعاتٍ تقريباً لامتني أمي على الأنهاك الذي اصابها ،استقبلنا عمي بحفاوة أمام القصر كان سعيداً بوجودنا رغم مشاكله مع أبي (فقد نال ما يريد على كل حال) دخلنا القصر سلمت على زوجة عمي وبناته ثم بدأت ابحث عنه بناظري اقلبها يمنة ويسرى ،دخلنا للداخل ولا زلت احاول أن ألمحهُ هنا أو هناك ادقق في كل عاملٍ مرتين،مرت ساعات وساعات ولم أره، حتى أنّ اليوم انتهى ولم أجده .
في صباح اليوم التالي .. اصبحت اسأل العاملات عنه
اصفهُ لهن بحجة انه أخذ شئً مني ولا أعرف من هو ( متوسط القامة عيناه عسلية دائماً يبدو عليها الحزن حنطي البشرة حاد الملامح ) لقد عرفنه فوراً لكن لم ينفعني ذلك فكلهن أجبن نفس الاجابة تجدينه بالقصر لكن أين لا نعلم 😓 يأست بعدها واحسست برغبةٍ في البكاء فجلست على كرسيٍ في الحديقة وجاءت بنات عمي واختي وجلسنا بجانبي ينتظرن ّ كنان ليأخذهنّ بجولة حول المدينة . اصطفت سيارة كنان أمام الباب كنت انتظر أن ينزل هو ايضاً ، لكن لم يحصل، رفضت الذهاب معهم لا أريد أن أكون في مكان مع كنان أبداً ، بقيت في الحديقة حتى الغروب وأثناء ذلك رأيتُ تلك الخالة اتذكرونها ؟التي جاءت الي حينما كنت في بيت عمي سألتها عن أمير غير مكترثةٍ لرد فعلها ،
بيلين :خالتي هل رأيتي أمير ؟ الخالة اهٍ يا أبنتي لو تسمعين الكلام، أنه في تلك الغرفة مشيرةً (لغرفة صغيرة في نهاية الحديقة) لابدّ أنه نائم ،بيلين :هل أستطيع الذهاب أليه ،الخالة :طبعاً تستطعين لكن أحذري من أن يراكِ أحد لأنه من الواضح أنه لا فائدة من الكلام معكِ جربي بنفسكِ أذاً ، لم أكترث لكلامها أبداً وركضت مسرعةً لتلك الغرفة الضغيرة ، طرقتُ الباب لكن لا أحد يفتح مع أني متأكدة أنه في الداخل فضجيج هاتفه يصل حتى الباب ، يبدو أنه لا يسمع من صوت الهاتف حاولت أقناع نفسي بذلك وبدأت اضرب الباب بقوةٍ كبيرة وأنادي عليه ،بيلين :هي أمير أفتح لي ،أمير :خيراً من أنتي ماذا تريدين لما تزعجينني ،بيلين :أنا بيلين ألم تتذكرني ( كم كنتُ ساذجةً حينها) ،أمير :كوني من تكونين لاتطرقي الباب مرةً أخرى هيا أذهبي (لقد تجمعت الدموع في عيناي حينها ماذا فعلتُ لهذا المعتوه حتى يعاملني هكذا لم استطع أمساك نفسي فركضتُ بأقصى سرعة لدي دون أي كلمة حتى لايراني وأنا أبكي، دخلت غرفتي وأوصدتُ الباب القيتُ بنفسي على السرير وتشبثت بغطاءي ووضعت وسادتي بين أحضاني وبدأتُ أبكي بحرقة لم يعاملني أحد هكذا من قبل جميع من أعرفهم يظهرون لي الحب والأحترام كيف يجرؤ ذلك المتعجرف لم أستطع النوم تلك الليلة ،
الخالة: (لم يعجبني وضع الفتاة حينما خرجت من عند أمير فذهبت مسرعةً أليه عرفت أنه أحزنها ، دخلت عليه من دون أستئذانٍ حتى كان ملقاً على سريره كالمقتول ،فأردفت قائلة : هل أحزنتها لو أنك رفضتها بقليل ٍ من الأدب ،أمير :أتركيني وشأني لا تعبثي معي أنتِ أيضاً أنا متعب سأنام تفضلي للخارج أن سمحتي ،يالاً لقلة أدبك لكني سأعذرك لأني أعرف أنك لست شخصاً سيئاً ،أمير :أفعلي ما تشائين يكفي أن تخرجي ، لقد حذرت تلك الفتاة قلت سيكسر قلبك لم تصغي سامحها الله ) .
أمير : (يكفي أن لا يكون هناك أحدٌ في حياتي حينها سأقسم أني بخير ).
في صباح اليوم التالي ..... كان مزاجي سيئاً جداً فقد كانت خيبة أملٍ كبيرة بالنسبة لي هل جربتم شعور أن تكون متحمساً لشئً ما ويبقى حماسك في حلقك ؟وليس هكذا فحسب و تقابل بالرفض أيضاً كانت المرة الأولى بالنسبة لي فدائماً ما كنت انا من أرفض لم أُرفض قط لقد ورطني قلبي.
نزلت للأفطار مع العائلة كي لا ألفت الأنتباه لنفسي كم كانت تلك اللقم ثقيلة لا طعم لما آكلهُ أبداً هذا اليوم لم أكن بخيرٍ أبداً وقد لاحظت أختي هذا الشئ وفور أنتهاءنا من الطعام جاءت ألي لم أستطع أخبارها هذه المرة الأولى التي أخفي فيها شيئاً عنها .
أمير : (بقيت طوال الليل أتقلب لم أستطع النوم أبداً لا أعلم لماذا ،لماذا يحزنني الجميع وحينما أحزن أحداً يحدث لي هذا ، بأي صراعٍ دخلتُ من جديد لمَ تمر في بالي الآن كلُ لحظةٍ قضيتها معها ،
بالرجوع للأحداث في بيت السيد سامح ...
تمر في بالي منذُ اللحظة الأولى حينما طلب مني ذلك البغيض البقاء عندها ، حاولت تجاهلها منذُ اللحظة الأولى تحدثني ولا أحدثها تسألني ولا أجيبها كنت قاسياً معها ربما هكذا ،مر اليوم الأول بسلام لا أخفي أني تأثرت قليلاً حينما سألتني عن الهالات حول عيناي ،الا أن السلام لم يدم طويلاً فقد ألهتني بالنوم وهربت ،لقد توقف قلبي حين لم أجدها في الصباح ، لكني حينما رأيتُ تأثرها الكبير عندما حاسبني السيد سامح ، دموعها الغزيرة التي سقطت على شخصٍ لا تعرفه ألا من يوم واحد ، محاولتها جاهدةً الأعتذار مني ، أدركت حينها أنها تختلف عن المجتمع التي تعيش فيه ، لقد سمعتُ منها كلاماً قاسياً ذلك اليوم لكني لم أكترث لأنها كانت خائفة على مصلحتي ، لم نكن نتحدث في أغلب الأيام لكني دائما ً ما كنتُ ألمس رغبةً لديها للحديث هي شخص يكره الوحدة *،تكره أكثر شئٍ أحبه ،بيلين :مارأيك أن نشاهد فيلماً او عرضاً مسرحياً ،أمير :لاأريد لا أحب ، كانت هذه أجبتي على كلِ شئٍ تطلبه مني، وعن صورة تلك الشمس المشرقة التي عكست اشعتها على البحر الأزرق وسط السماء الامعة لم أستطع مسحها أبداً في كل مرة تمنعني نفسي من ذلك ، أما عن رحلة السوق تمر تلك اللحظات في عقلي سريعاً كأنها فيديو مصور كانت لحظاتٍ لا تنسى خاصةً تلك الأستراحة أمام البحر ، وسؤالها كل من يأتي عني وخاصةً تلك الخالة كان يزعجني لدرجة ِ أنني شرحت لها بعض الأشياء لتكفَ عن ذلك لكن لا فائدة مرت الأوقات معها سريعاً مع أنني أستسخف كل شئٍ تفعله وتأمن به ،بيلين :أمير هل تعرف ماهو أكثر شئٍ مهم في حياة أي أنسان هو أن يحبه الناس ويأمنون بقدرته على أسعادهم والتضحية من أجلهم،أمير :هل تعطينني درساً في محبة الناس ههههههههههه ما قلتيه هو أسخفُ شئٍ سمعته في حياتي لكن شكراً لكي اضحكتني بشكلٍ جميل ،بيلين: لا فائدة من الحديث مع أمثالك ، أمير :وهل طلبتُ منكِ ذلك ،جاء يوم رحيلها أخيراً كانت عبئاً ثقيلاً على صدري هذا ما ظننتُ أنني سأشعر به لكنّ الحقيقة أنّ حزناً تسلل لداخلي جعلني أتأملها أمام الباب لا أريد أن أنسى ملامحها ( طويلة القوام شعرها أسود لامع يصل حتى ركبتيها عيناها سوداءٌ داكنة مليئةٌ بالبراءة وجها دائريٌ ابيض مثل اللؤلؤ) . لم مرت تلك اللحظات في خاطري الآن ليتها لم تأتي لزيارة عمها )

أنت تقرأ
من اجلكِ.....سأكون قوياً
Любовные романыرحله العمر لا تبدأ منذ الولاده بل حينما نجد شخصا نبداها معه بكل تفاصيلها حلوها ومرها نستند اليه نغير ما في داخلنا ونمط حياتنا لاجله