عرفت وقتها أنه سمع كلام الخالة ، لا أعلم ماذا يشعر الأن لكني متأكدة أنهُ ليس بخير .
بيلين: لم أقصد شيئاً من سؤال الخالة فضول فقط ،أمير : لا تثيري فضولكِ لكل شئ ،بيلين :أردت أن أعرف من أنتَ فقط ،صمت قليلاً ثم أردف قائلاً :أن اخبرتكِ هل تكفين عن سؤال كل من يأتي ألى هنا عني وتكفين عن العبث بهاتفي والردّ على أتصالاتي ومحاولة فحص أشياءي؟ ،(خجلت من نفسي وقتها ،أن كان يراني لِما لم يقل ؟).
أمير : هيّا عديني ، ترددت قليلاً لكن غلبني فضولي فوعدته.
أمير :أسمعي للنهاية ولا تعلقي أبداً فليس بأستطاعتي سماعُ أي تعليق ،(هززت رأسي موافقةً على ما قال ) .
أمير:
من قبل ٢٠ عاماً وليومنا هذا أبي رجلٌ مدمنٌ وزير نساء ومُقامر زوّجَ أمي رغماً عنها لكي يتحمل المسؤولية على حد قولهم ولم ينفع بقيّ على حاله لم تحاول أمي معه اصلاً *أتركينا من التفاصيل(كم كانت عيناه مليئةٌبالأسى حينها أيُ قلبٍ يتحمل كل ذلك الأسى) ، في يومٍ من الأيام لعب أبي وخسر خسارة كبيرة جداً واضطر لبيع كل شئ ولم يكفي فستدان من عمكِ *وهو صديقٌ قديمٌ لأبي ، باقي المبلغ و أخذ منه منزلاً أيضاً ، مقابل أن أعمل عنده ١٥ سنة وألا سيسجن أبي * أيُ ظلم هذا ،نعم كان المبلغُ كبيراً لهذه الدرجة وليس هذا وحسب لقد أقام عمكِ *الشريف (قالها باستهزاء أمسكتُ نفسي عن الأعتراض ) علاقة مع أمي وأصبح يهددها ويهددني كل حين بفضح ذلك( أحتدت نظراتهُ بصورةٍ أخافتني حينها ) ،لو علِم أبي أو أي أحدٍ من أهلِ أمي لن تطلع عليها الشمس أعيش مع هذا الهم منذُ ٥ سنوات كانت المرة الأولى التي يهددني بها عمكِ بذلك ،أما أجمل نهاية لذلك فهي مرض أختي( كان واضحاً من عيناه فقدان الأمل حينها ) وتحمُل عمكِ لنفقات العلاج أمسك عمكِ بياقتي من كل جانب وهو بالطبع لايوفر فرصةٍلخنقي والتلاعبِ بي وبأسرتي متى أراد( نظر بعدها للسقف وغض على شفتيهِ وكأنهُ يحاول أن يتماسك وأكمل) لا أعلم كم سيدوم ذلك لقد تعبت تعبت كثيراً كلُ يومٍ يتحطم جزءٌ من داخلي لا أعلم كيف سأواجه ومن ،ولماذا أنا من سيتحمل أخطاء الجميع ، مع هذا كله لا أجدُ شكراً من أحد( دمعت عيناه حينها وامتلئ صوته بالحزن ) كأنني مضطرٌ على ذلك ،فأبي وأمي يعيشان حياةً طبيعة *لم يتغير أبي أبدً وأنا من يتحمل الأهانة والتعب كل يوم ومع هذا يتذمران أجلب هذا وأترك هذا كفّ عن هذا لا تهمل أختك أجلب لها ما تطلب، أعملُ عند عمكِ بمقابل قليل رغم أن الاتفاق من دون مقابل لأنه؛ يزيد عليّ العمل أضعافاً لدرجةِأني لا أقوى على الحراك حين أنتهي في معظم ِ الأحيان ، وأحياناً اضطر لعملٍ أخر لكي؛ نعيش ،لقد تذمرت كثيراً أليس كذلك ،أنتي فجّرتي ما في داخلي تحملي ، (كاد يبكي أمسك نفسهُ في أخر لحظة) لكن كانت أنا من بكى *و حين رأى ذلك أقترب مني وهمس بأذني لم أقل لكِ لتبكي بل لتبتعدي وبدأ يمسح دموعي( لقد وضع يدهُ على خدي كدت أموت خجلاً ) تأثرت بذلك فأخذته بين أحضاني واردفت قائلة :أنا معك لا تقلق. أنتظر حتى أفلتُ يداي عن حضنه ،
وصعد بسرعة ٍ لأعلى لا يريد أن أراه منهاراً حاول التماسك بأقصى قوة لديه أثناء حديثه ، كانت أياماً قليلة لكني شعرت أنها سنةً كاملة * فقد كان ذلك الشخص كلُ شئ ٍ فيه أسلوبه طريقة حياته كلامه، دخيلاً على حياتي ، لِما سأصدقهُ بأن عمي شخصٌ سئ ؟ دخلت في صراعٍ بين عقلي وقلبي ، عقلي لا يستوعب كيف أنّ عمي شخصٌ بهذا السوء ،أما عن قلبي فقد صدّق كل كلمة ٍ تكلمها آمن بها وتأثر فيها، تشوّش عقلي لم أعد أستطيع التفكير، واسيت نفسي بأن هذا سينتهي قريباً وسأنسى ما حدث وما قيلَ هنا، ونهظت عن الدرج بتثاقلٍ ذاهبةً لغرفتي، لعل؛ النوم يقطع أفكاري ويريح عقلي .
بعد ثلاثةِ ( لم أتكلم خلالها معه أبداً كأنني خاصمته )
أمير : أنتِ فتاةٌ عاقلة تسمعين النصائح وتفينَ بالوعود عكسَ ما تبدين عليه( أهٍ لو يعلم أنني أفعل ذلك كي لا أشعره بحزني فيحزن ) ،بيلين: لا ليس كذلك وغيّرتُ الموضوع فوراً ،ألم يتصل عمي ،أمير: (بعد أبتسامة لم أفهمها ) بل أتصل سيأتي بعد يومين و يأخذكِ لقد تم الأتفاق ،(قفزت من الفرح حينها أخيراً سأخرج من هنا) ،جلسنا بعدها على تلك الطاولة وفي الأماكن ذاتها، تناولنا الأفطار معاً وعرضت عليه أن نمارس بعض الرياضة لتخلص من التوتر ،أمير :هل تمزحين ههههه مارسي الرياضة وحدكِ أنا لا أريد ،بيلين : حسناً كما تريد وأدرت وجهي عنه ، (أحسَ وقتها أنني تضايقت منه ) ،أمير : لكن أخاف أن تصابي أثناء ممارستك الرياضة فيغضب عمكِ لذلك سآتي( نظرت أليه نظرة أعلم أنك تكذب ) وأردفت قائلة: حسناً هيّا .
خرجنا في ساحة البيت لممارسة الرياضة ،جلس هو على كرسيٍ أمامي وبدأت أنا بممارسة ما تعلمته من تمارين وأمارسه كل يوم ٍ قبل احتجازي هنا وطلبتُ منه مراقبتي لتقليدي ليتني لم أفعل ذلك، لقد وقعت بطريقة مضحكة جداً ثم نهظت ونظرت أليه كان غارقاً بالضحك، كانت المرة الأولى التى أرى بها أحداً يضحك من دون أي صوت وحينما رأيته انفجرتُ ضحكاً لقد بالغنا كثيراً يومها ما أجملها من لحظات وحينما أنتهينا ، من الضحك قررت أن لا أمارس الرياضة أبداً ههههه ،جلبت كرسياً وجلست ألى جانبه
وبدأت أحدثهُ عن الجامعة وعن حياتي وأصدقائي وعن والداي وأخوتي بدا لي مستمتعاً وقتها حتى أنهُ شاركني الحديث وتسائل عن بعض الأمور .
في نهاية الحديث( كان قد أقترب المساء لم أشعر بالوقت كيف مر لقد تحدثنا كثيراً ) أمير : سيأخذكِ والدكِ غداً استعدي ،بيلين ألم تقل بعد يومين ،أمير نعم اليوم وغداً حتى المساء يومين أليس كذلك ؟ فرحتُ حينها وحزنتُ في نفس الوقت، لكن ما هذا التخلف في عدّ الأيام ؟
تناولنا بعدها العشاء وذهبت للنوم كانت الساعة قرابة التاسعة لقد قضينا وقتاً طويلاً معاً هذا اليوم لمستُ منه تفاعلاً وأن لم يكن بالمستوى المطلوب ، لكني لم أستطيع النوم بسرعة لقد أخرني القلق من ماذا لا أعلم.
في صباحِ اليوم التالي ....
استيقظت كانت الساعة الحادي عشرة تقريباً ،بحثت عنه في كل المنزل لم أجده ،هل أنا لوحدي؟خفتُ كثيراً ، أصبحت أنادي عليه كالمجنونة ثم وجدتهُ جالساً بالخارج ( حينما نظرت من النافذة) فابتسمت تلك الأبتسامة التي نبتسمها حين نشعر بالأمان حاولت فتح الباب والخروج لكنه أغلق الباب من الخارج على ما يبدو ،ناديت عليه أمير، أمير *أخيراً سمعني التفت ألي ونهض آتياً نحوي ،فتح الباب أحسستُ أنّ شيئاً أصابه حدّق بي لمدة دقيقتين دون أي حرف ثمّ دخل ألى الداخل وترك الباب مفتوحاً وراءه وجلس على كرسيٍ في أخر الصالة ،حاولت ممازحته لأرى أن كان بهِ شئ ،بيلين لقد تركت الباب مفتوحاً سأهرب،أمير: لا تستطيعين ( عجبتُ من رده كثيراً فصمت ولم أعلق بما يفكر لا أعلم هل؟ يعرف أنني لن أفعل ذلك من أجله ) .
لقد كان يوماً سيئاً رغم أنني سأرى أهلي في نهايته فقد بقيّ صامتاً طوالَ الوقت ،أُحدثهُ ولا يرد لقد أستفزني كثيراً ، حاولت أستفزازه ولم ينفع .
أخيراً جاء عمي وتحرك من مكانه ،أسرعت حينها لعمي أريدُ الذهاب لأبي بأسرع وقت ،عمي : كما وعدتكِ لم يطول وأخذني بأحضانه قابلته ببرودٍ كبير هل يعني هذا أن قلبي من أنتصر في ذلك الصراع ؟ سأخرج الآن من هنا ربما هذه المرة الأخيرة التي سأراه بها كان حلملاً جميلاً وقبل أن أخرج ودون أن يرى عمي( أهديته أسوارةً ليتذكرني بها )، بيلين : هذه لك تذكرني بها أمير: لا أرتدي مثلها خذيها لا أريدها (كم كان ردّه قاسياً كُسر خاطري ).
![](https://img.wattpad.com/cover/234911906-288-k997093.jpg)
أنت تقرأ
من اجلكِ.....سأكون قوياً
Romanceرحله العمر لا تبدأ منذ الولاده بل حينما نجد شخصا نبداها معه بكل تفاصيلها حلوها ومرها نستند اليه نغير ما في داخلنا ونمط حياتنا لاجله