الفصل العشرون

553 13 1
                                    

قاد كريم سيارته كالمجنون يقصد وجهة معينة
ليلى : مفيش رد بردو
كريم بصوت عالى ناتج من القلق : حاولى تانى أنا مش عارف إيه اللى حصل فجأة لقيت مفيش صوت
ليلى بهدوء عكس ما يوجد داخلها من قلق : هجرب تانى بس إنت ركز لإنك مسرع جامد
كريم : علشان نوصل أنا قلقان أوى
ليلى : إن شاء الله خير يمكن الموبايل فصل بلاش نفكر فى اسوء التوقعات
كريم : اكيد فى حاجة الخط مفصلش يعنى الموبايل كان مفتوح و مفيش إجابة
وصلوا أخيرا للمكان المطلوب و ذهبوا للداخل و ظلوا يبحثوا حتى كانت الصدمة
كريم بفزع : ماماااا إيه اللى حصل
فزعت ليلى من أثر صرخته و ذهبت لمصدر الصوت الذى جاء من المطبخ
ليلى بقلق : ثوانى هطلب الأسعاف
كريم بزعيق : بسرعة أرجوكى
و طلبت بعدها أخيها لإخباره
علاء : أيوة يا لولة إزيك
ليلى بصوت مرتعش : علاء إحنا هنيجى على المستشفى
علاء بتركيز : هو فى حد جراله حاجة و انتم مين
ليلى بدموع : طنط سهيلة كانت بتكلم كريم و فجأة الصوت قطع فروحنا البيت لقيناها على الأرض مش عارفة مغمى عليها ولا إيه
علاء محاولا تهدئتها : أهدى طيب قربى منها و حاولى تسمعى نفسها كده
ليلى وهى تمسح دموعها : خليك معايا بالله عليك
علاء : أنا معاكى بسرعة و قولى للإسعاف يجيبك هنا على المستشفى
فتحت مكبر الصوت و وضعت الهاتف بجانبها
و قربت أذنها لتشعر بالنفس
ليلى : فى نفس الحمد لله بس حاسة أنه ضعيف
علاء : تمام حاولوا متحركوش طنط و أكيد الإسعاف على وصول اول لما تيجى هنعمل كل الأسعافات و هتعرف إيه السبب و نعالجها
كريم بزعيق : مش راضية تفوق يا علاء لازم نعمل حاجة
ليلى : حاول تهدى يا كريم ارجوك
كريم بحدة : أمى مغمى عليها قدامى و مش بتفوق و تقولى لى أهدى
ليلى : أنا كمان خايفة بس لازم نهدى علشان نتصرف بعقلانية
كريم بتهكم : لو كانت أمك مكنتيش هتتكلمى بالبرود ده
ليلى بهدوء مصطنع : معاك حق
عذرته ليلى عن كلامه فهى تقدر الحالة التى هو بها و أنه لا يعرف ماذا يقول لكنها حزنت بداخلها فهو ظن أن والدته لا تفرق معها
وصلت الاسعاف و حملوها و سار الحديث أثناء نقلها
المُسعف : إيه اللى حصل
كريم بقلق : كنت بكلمها و لقيتها بتقولى هيجى امتى حاسة إنى تعبانة و بعد كده مسمعتش حاجة
المُسعف : تمام إحنا هنتصرف بعد كده
ليلى : ممكن تروحوا على مستشفى ......
صعدوا مع سهيلة لسيارة الأسعاف و قام المسعف بقياس مؤشراتها الحيوية و أعطاها بعض الإبر حتى بدأت فى استعادة وعيها
كريم بجزع : ماما إنت كويسة قولى حاجة ردى عليا
سهيلة بوهن : هو إيه اللى حصل يا أبنى
كريم : مفيش حاجة إحنا فى عربية الاسعاف و هنروح المستشفى
المُسعف : لو سمحتم يا جماعة بلاش كلام علشان ما نجهدش المريضة
بعد وصولهم للمشفى و ذهبوا مع المُسعفين إلى علاء
كريم : هدخل معاكم
علاء : مينفعش يا كريم استنى هنا و أنا هطمنك
كريم : خلى بالك منها يا علاء لو جرالها حاجة مش هسامح نفسى
ليلى :  متقولش كده يا كريم هى فاقت فى الاسعاف ده مؤشر كويس
علاء : هو إيه اللى حصل بالظبط يا كريم
كريم : أنا زعفت فيها قبل ما أمشى من البيت و قولت كلام ضايقها أكيد هو ده السبب
مر بعض الوقت على ليلى و كريم مثل القرن و بعد فترة خرج علاء حاملا معه الأخبار
كريم بتساؤل و قلق : إيه اللى حصل لماما يا علاء ارجوك قول لى الحقيقة
علاء بصوت مطمأن : متقلقش يا كريم ماما دلوقتى بقت حالتها كويسة هو بس الزعل أثر عليها و مستحملتش علشان كده حصلها الأغماء و إحنا بتعملها التحاليل اللازمة علشان نطمن اكتر بس النهاردة هتبات فى العناية علشان تفضل تحت الملاحظة و بكرة إن شاء الله ننقلها غرفة عادية
كريم بقلق : هتبات فى العناية يبقى هى لسه مش كويسة بالله عليك قولى يا مريم أنا عايز بس أعرف
را علاء على كافة و قال : والله العظيم هى كويسة أنا اللى محبكها و قولت لهم يسيبوها النهاردة علشان استريح و أطمن دى زى أمى
أخذ نفس عميق دليل على راحته بعد كلام علاء
كريم : مش عارف من غيرك كنت اتصرفت إزاى بجد متشكر
علاء : متقولش كده عيب فى أى وقت يا جدع أنا موجود 
كريم : تسلم يا صاحبى
علاء : أروح أنا أشوف اللى ورايا لو عوزت حاجة أطلبنى ثم رحل
ليلى بفرحة : شوفت فضلت أقولك هتبقى كويسة الحمد لله ربنا أستجاب للدعوات
كريم : أعمل إيه طبيعى الواحد يقلق ده أنا مليش غيرها
ليلى : معاك حق و أنا كمان كنت قلقانة أوى بس عدت على خير
كريم : أنا بقول تروحى كفاية تأخير لحد كده
ليلى برفض : مش هيحصل مش همشى من هنا إلا لما أشوف طنط طبعا
كريم بإصرار : مش عايز أتعبك أكتر من كده
ليلى بإصرار أكبر : لا تعب ولا حاجة أنا مش متضررة و كمان لو مشيت من غير ما أشوفها هزعل
شعر كريم بمدى أهتمامها بالأخرين و حبها الحقيقى لوالدته فغيرها يقضى الواجب و يذهب فى أسرع وقت أما هى أصرت بشدة على البقاء معه حتى رؤية والدته و الأطمئنان عليها
كريم : ماشى لو ده هيريحك
ليلى : أنا هنزل أجيب قهوة تحب أجيب لك
نظر إلى ساعته و قال : أنا بقول نأكل الأول أكيد إنتى جعانة
ليلى : مفيش مانع
أحست ليلى حينها بالسعادة بغض النظر عن إنهم فى ظروف سيئة لكنها ستقضى معه بعض الوقت هذا شئ بالنسبة لها صعب المنال ، ذهبوا لأقرب مطعم موجود
كريم : تتطلبى إيه
ليلى : مكرونه بالبشاميل و فراخ بانيه زيك
كريم بدهشة : هو إنتى عرفتى منين إنى هطلب كده
أرتبكت ليلى من أثر سؤاله لم تلاحظ أنها تسرعت فى القول لأنها تعلم لان الطعام المفضل لديه هى المكرونة
ليلى بارتباك : ااا...أصل .أه ما دى الأكلة المفضلة عند أغلب الناس فتوقعت
كريم : ما تقولى عادى مالك إتلجلجتى كده ليه
شعرت بالحرج فنظرت للهاتف لتتصنع رؤيتها لشئ و لحسن الحظ فعلت ذلك
ليلى باضطراب : يا نهار ابيض موبايلى سايلنت و ماما و فريدة أتصلوا بيا كتير ثم أردفت عن إذنك هكلمهم و أجى على طول
فابتعدت بمسافة حتى لا يسمعها
و إتصلت بفريدة أولا
فريدة : ياه أخيرا أتصلتى ده أنا قولت نسيتينى أكيد طبعا تليفونك صامت ما .....
ليلى : إسمعى الأول و بطلى رغى أنا فعلا موبايلي كان صامت و حصل حوارات كتير
فريدة بفضول: إيه اللى حصل
ليلى : كنت قاعدة على البحر ببص لقيت كريم جه و هو مخنوق
فريدة بعدم تصديق : بتهزرى و كان مخنوق ليه
ليلى : ما أنا جاية ليكى فى الكلام حصل حاجة وحشة حزنته أوى و معاه حق
فريدة : يا بنتى اخلصى إنتى بتقطرينى
ليلى بضيق : شهد طلعت بتخونه
فريدة بصدمه : نعم بتتكلمى جد
ليلى : أه والله يا فريدة زى ما بقولك كده و هو رجع البيت مخنوق و اتخانق مع طنط و مشى مع الأسف طنط تعبت و وديناها المستشفى
فريدة بقلق : فى إيه يا بنتى قولى الكلام واحدة واحدة طب طنط عاملة إيه تعبانة أوى يعنى
ليلى : لا خالص علاء كشف عليها و قال كان تعب بسيط
فريدة : طب الحمد لله إبقى طمنينى ها
ليلى : ماشى حاجة اخيرة أنا هعرف ماما إنى بايته عندك علشان لو عرفت إن أنا مع طنط فى المستشفى هتقلق أنا هبقى أقول لها بكرة لما طنط تبقى كويسة
فريدة باستغراب : طب و إنت هتباتى ليه مش كريم موجود
ليلى : اه موجود بس أنا بردو هفضل هناك علشان لو فرضا حد أحتاج حاجة منى
فريدة : حجة حلوة بردو علشان تقعدى مع كريم يا لولة
ليلى بضيق : بقولك إيه أنا مش فاضية للتهريج ده
فريدة : هو أنا قولت حاجة و بعدين دى فرصة بما إن شهد خلعت أستغلى الفرصة
ليلى : أنا حاسة إن بين نارين نار إنى عايزة استغل الفرصة و أقعد معاه و نار إنى معملش حاجة علشان هو أكيد حزين و ده شئ ميفرحنيش
فريدة : سيبيها بظروفها و ربنا هيقدم اللى فيه الخير مش إنتى دلوقتى معاه فى المستشفى
ليلى : لا إحنا فى المطعم بنأكل و هنرجع تانى
فريدة : مش تقولى طب روحى بسرعة ده أنا عطلتك
ليلى : استنى متقفليش
فريدة : نعم
ليلى : قوليلى بجد أعمل إيه أنا أول مرة أتحط معاه فى موقف زى ده
فريدة : متعمليش حاجة زيادة أتصرفى على طبيعتك و أتكلموا عادى و كله هيبقى تمام
ليلى : مع إن ما أستفد بس ماشى شكرا
فريدة : ده اللى عندى سلام يا أختى
أغلقت معها الهاتف و اتصلت بوالدتها
عائشة بحدة : إيه يا هانم خلاص مبقناش عارفين ليكى مكان
ليلى : معاكى حق والله أنا أسف نسيت أقولك إنى هبات عند فريدة
عائشة : و الحمد لله إفتكرتى إن ليكى أهل تبلغيهم
ليلى بمزاح : أخر مرة بإذن الله يا أوشة متزعليش بقى
عائشة : هزرى يا ليلى هزرى و سيبينى قاعدة هنا هموت من القلق
ليلى : بعد الشر عليكى يا قلبى اهم حاجة رضاكى بس متزعليش
عائشة : ماشى يا ليلى بس عارفة لو أتصلت و لقيتك مش بتردى هعمل فيكى إيه
ليلى : لا متقلقيش هرد عليكى علطول
عائشة : ماشى يا بنتى خدى بالك من نفسك و حاولوا ناموا بدرى و تذاكروا
ليلى : حاضر و هنغسل رجلينا قبل ما تنام وهنشرب اللبن حاجة تانية
عائشة  : أستغفر الله العظيم أقفلي يا ليلى أقفلى
عادت بعد ذلك لكريم و وجدته شارد
ليلى بحرج : كريييم معلش أتأخرت عليك
فأنتبه على صوتها و قال : لا ولا يهمك
ليلى : ياريتك أكلت بدل ما إنت أستنيت كل ده
كريم : عادى إنتى متأخرتيش أوى كده
ليلى بتذكر : نسيت أسألك رجلك عاملة إيه يعنى لسه وجعاك
كريم : تصدقى ملاحظتش إنها وجعانى
ليلى : يعنى دى حاجة كويسة أكيد خفت أو بقت
كان كل شيء على ما يرام حتى إتصال سمير
ليلى بخضة : ده سمير
كريم : طب ردى شوفى عايز إيه و افتحى الإسبيكر
ليلى : بس اوعى تتكلم أرجوك لحسن يعرف
فأومأ برأسه دليل على تفهمه ، أقترب كريم برأسه إلى الهاتف حتى يسمع ما سيقوله
ليلى بصوت مرتعش : ألو
سمير : مش مصدق لولو بنفسها بترد من اول مره
ليلى : ممكن تقول عايز إيه علشان أقفل
سمير : ده على أساس إنك مش عارفة عايز أشوفك يا روحى
ليلى : ممكن مش دلوقتى علشان الوقت أتأخر
سمير : إيه يا حبيبتى اتأخر فين إنتى بس مش لاقيه حجة تقوليها
ضغط كريم على كتم الصوت و قال : قوليلى أنا هكلمك قريب علشان نتقابل و إنى موافقة بس بشروط هعرفها لك لما نتقابل
ليلى بعد فهم : ده اللى هو إزاى أنت عارف لو قولت كده ممكن يعمل إيه
كريم : مش وقته قولى كده و أنا هفهمك
أشعلت ليلى الصوت و قالت : بص يا سمير أنا موافقة أقابلك بس بشروط هتعرفها لما اتكلم معاك و هبقى أتصل بيك قريب علشان نتقابل
سمير : و لو طلعتى بتضحكى عليا أعمل فيكى ليلى : لا متقلقش أنا عند كلمتى هقفل معاك دلوقتى سلام
سمير : سلام يا لولتى
تعصب كريم قليلا من تحدثه مع ليلى هكذا
ليلى بخوف : يا ريتنى ما قولت له كده أنا أصلا مش عايزة أقابله طب و لو نشر الصور هتصرف إزاى ترقرقت الدموع فى عينيها من شدة خوفها
كريم بطمأنة : ممكن تهدى مش هيعرف يعمل حاجة صدقينى أنا جمبك و مش هسيبك و لما تروحى نقابليه هبقى معاكى مش هيأذيكى أنا بس خليتك تقولى كده علشان نكسب وقت
ليلى و هى تمسح الدمعة التى سقطت على وجهها : يعنى مش هينشر الصور صح ولا هيفرض عليا اجى معاه فى حته
كريم : أنا مش هسمح بده أكيد بس إنت خليكى واثقة فيا
ليلى بعدم شك :  أنا واثقة فيك أكيد
كريم : أنا خلصت أكل تعالى نقوم علشان اوصلك
ليلى : توصلنى فين أنا جاية معاك علشان أشوف طنط
كريم : ما إنت شوفتها قبل ما نيجى
ليلى : ده أنا شوفتها من على الباب و كانت لسه نايمة لما تفوق و اطمن عليها أبقى أمشى
كريم : متأكدة طب و اهلك فى البيت عارفين
ليلى : أنا مقولتش لماما إن أنا فى المستشفى علشان متقلقش عرفتها إنى هبات عند فريدة و هبقى أقولها بكرة لما طنط تفوق
كريم : يعنى كدبتى ده إنت عمرك ما عملتيها
ليلى : أحيانا الواحد بيضطر يخبى أو يكدب علشان خايف اللى قدامه
كريم : عامة اللى إنتى شيفاه صح اعمليه بس أنا رأى إنك تروحى عادى
ليلى : لا طبعا لما أشوف طنط و بعدين يعنى أنا هبات فين دى المستشفى بتاعتنا
دفع كريم الحساب ثم نهضوا و وصلوا إلى المستشفى ، بحثت ليلى عن علاء فوجدته فى مكتبه
علاء : أخيرا جيتم أنا همشى بقى لإن أنا مش قادر أنا بس كنت مستنيكم تيجم الاول
ليلى : كنت تيجى معانا بدل ما انت قاعد كده
علاء : قاعد كده إيه بس ده أنا اشتغلت لحد لما بان لى صحاب انا اصلا كان المفروض أروح من زمان بس نعمل إيه
ليلى : معلش يا علاء ده انت بقيت المدير مش أى حاجة و علشان كده بابا كان دائما يتأخر
علاء : ربنا معانا ثم أكمل بعد أن تذكر ما أراد سؤالها فيه
علاء : صحيح يا لولة كنت عايز أسألك سؤال
ليلى : اكيد يا علوة أسأل
علاء بتساؤل : هو إنت جيتى مع كريم لما طنط تعبت على أساس إيه يعنى عرفتى منين
ليلى : إتقابلنا بالصدفة على البحر فاكر المكان اللى كنا دائما بنقعد فيه هناك لما كنا بنجمع
علاء : اه فاكره و إنتى كنتى هناك بتعملى إيه
ليلى : يا أبنى أنا اغلب الوقت بقعد هناك و النهاردة كريم جه بالصدفة
علاء : أنا أول مرة اعرف إن إنتى بتقعدى هناك
ليلى : ما إنت مش متابع المهم أنا هفضل هنا فى المستشفى لحد بكرة الصبح
علاء : ليه
ليلى : علشان أبقى مع طنط هيكون ليه
علاء : طيب أنا هجهز أوضة علشان تقعدوا فيها
ليلى : ماشى اى حاجة مش هتفرق بس بقولك ايه متجيبيش سيرة لماما أنا قولت لها إن عند فريدة
علاء : ماشى بس هتبقى نقول لها بكرة
ليلى : ما أنا قولت نفس الكلام بردو من الحق هى هاجر فين
علاء : مركزة إنتى يا لولة بس هى روحت من زمان
ليلى : ممشمشكلة بقى أبقى أشوفها بكرة
علاء : إن شاء الله أنا ماشى تعالى بقى معايا علشان نطمن على طنط و اجيب لكم اوضة جنبها
ذهبوا للجلوس فى الغرفة التى خصصها علاء لهم و ذهب هو
كريم : مكانش ليه لزوم خالص قعادك هنا
ليلى : فرضا إنت كنت عايز تمشى لظرف طارئ أكيد مش هتقدر تسيب طنط لوحدها فعلشان تطمن إن أنا هبقى معاها
كريم : أنا بقول ننزل نشرب قهوة بما أن اليوم طويل
ليلى : مفيش مشاكل يلا بينا
طلبوا القهوة و أخذواها و جلسوا
كريم : هو عادى إن ماما كل ده لسه نايمة
ليلى : أعتقد عادى لو بعد الشر فى حاجة علاء كان هيقول لنا
كريم : يارب تفوق عايز أطمن عليها
ليلى : هتطمن عليها بإذن الله
كريم بندم : حاسس بالذنب الرهيب لإنها تعبت بسببى
ليلى : الحمد لله إنها جت على قد كده و بعدين محدش عارف الخير فين
كريم : و نعم بالله
رأت ليلى و هى جالسة طفلة سقطت منها دميتها فانحنى الطفل الذى معها سريعا ليأخذها و يعطيها لها فضحكت
كريم : بتضحكى على إيه
ليلى بشرود : مفيش أصل لنا شفت البنت و الولد اللى هناك افتكرتنا  فلت كلامها سريعا يعنى افتكرت نفس الموقف اللى حصل زمان و كده
كريم : هو إنتى لسه فاكرة
ليلى : هى دى أيام تتنسى فاكر إنت موقف حصل زى كده و كنا فى النادى و أنا بتمرجح و وقعت منى العروسة قمت إنت جيت على طول و جبتها لى
حاول تذكر بعض المواقف
كريم : يعنى ممكن يكون حصل
ليلى باحباط : يعنى إنت مش فاكر لى حاجة
كريم : لا إزاى أكيد فاكر ثم أبتسم و هو يحكى يعنى فى حتة موقف مش نسيه لما إنت كنتى بتعيطى علشان مركب باين و أنا عملتها فى الأخر و سكتى اموت و أعرف كنتى بتعيطى ليه يا ليلى الموضوع مش مستاهل
ليلى : يعنى إنت سبت كل حاجة و أفتكرت ده و كمان يعنى ما أنا كنت طفلة و إنت عارف لما كنا اطفال كنا بنعيط على أى تفاهة ثم أكملت بأسف والله المركب دى كانت لسه معايا
كريم بدهشة : معاكى ازاى يا ليلى ده عدى عليها يجى 10 سنين و أكتر و عيناها ليه معاكى كل ده
ليلى بكذب : لقيتها وسط الهدوم مرة أكيد مش هعينها معايا كل ده ( دى الحاجة اللى بتفكرى بيك و بذكرياتنا اللى نفسى نرجع و نعيشها تانى بس أنا علشان غبية قطعتها ، بالضبط هذا ما تود قوله له و ليس لمخيلتها فهى سئمت من أخفاء مشاعرها بداخلها )
كريم : يعنى أنا قولت كده بردو أكيد مش كل السنين دى عدت عليكى و هى معاكى
ليلى : أكيد ( ليه لا ما أنا فضل حبى ليك معايا طول السنين  و متكلمتش مستغرب من دى ) ، طب فاكر لما كنا بنروح البحر مع بعض زمان
كريم : اه فاكر أكيد كانت أيام جميلة
ليلى : هى فعلا كانت ايام جميلة و نفسى تتعوض بس الأكيد اللى مش عايزاه يتكرر لما كنت هغرق
كريم : افتكرت اليوم ده و الحمد لله جت سليمة و أنا شوفتك
ليلى : والله الحوار ده لية جاى على بالى النهاردة ، بردو دى متتنساش فاكر اول لما دخلت المدرسة و حد يهمس جمبى كنت اجى أقولك إنت و علاء   ثم قلدت نفسها بطريقة مضحكة : علاء الولد ده نفخ فى وشى علاء فلان عدى من جمبى بجد كنت باجى ليكم على اى حاجة ولازم كل يوم أسلم عليكم ولا ما يكون بقالى عشرين سنة ما شفتكم بجد كنت زنانة أوى
كريم بضحك : ملكيش حل يا ليلى بجد إنتى كنتى كده فعلا
دخلوا هم الإثنين فى نوبة ضحك لتذكرهم مواقف مضحكة لهم كأطفال ، تمنت ليلى أن تدوم هذه اللحظة و لكن سرعان ما أنتهت سريعا
الممرضة : استاذ كريم والدة حضرتك فاقت من شوية و أنا كنت بدور عليك
كريم بفرحة : بجد ألف حمد و شكر ليك يارب
ليلى : أخيرا الحمد الله تعالى نطلع لها بسرعة
صعدوا لها سريعا
الممرضة : واحد بس اللى يدخل و التانى يدخل بعديه
ليلى : خلاص ادخل إنت يا كريم و أنا هستناك هنا الممرضة : يستحسن منطولش وقت الزيارة علشان منتعبش المريضة
ليلى : متقلقيش لو كان فى حاجة كان الدكتور علاء قال لنا
دخل كريم مسرعا لرؤية والدته
كريم بلهفة : إنتى كويسة يا ماما
سهيلة بوهن : هبقى كويسة
كريم بندم شديد : أنا أسف يا ماما إن أنا زعلت لك والله ما قصدت أنا كنت متعصب و زعقت فيكى غصب عنى سامحيني
سهيلة : مسمحاك يا أبنى بس أنا عيزاك تكون مرتاح علشان أكون أنا كمان مرتاحة
كريم : متتعبيش نفسك دلوقتى نامى و لما تقومى بالسلامة نبقى نتكلم
خرج كريم من الغرفة بعد أن أطمأن على والدته و أبتسم حين رأى ليلى تجلس على الكرسى  يبدو أنها قد غفت فاقترب منها ببطء فجلس بجانبها ثم أقترب منها لإيقاظها لكنه بدون أن يلاحظ و بعلم ما السبب شرد فى ملامحها قليلا ،لم يدرك أستيقاظ ليلى بفزع من قربه لها فقفزت من مكانها بهلع
كريم : مالك يا ليلى أهدى
ليلى و هى تتنفس الصعداء : والله إتخضيت صحيت فجأة لقيت حد فى وشى
كريم : معاكى حق أنا فعلا كنت عايز اصحيكى بهدوء بس دى كانت اخرتها
ليلى : حصل خير طب هى طنط جوه ادخل أشوفها ولا نامت
كريم : هى نامت لو عايزة ممكن تشوفيها لما تصحى شوية كده
ليلى : ماشى أهم شئ إنها فاقت مش محتاجين حاجة
كريم : بالظبط كده أنا هروح أسأل الممرضة على كام سؤال و أجى
ذهبت هى لتجلس فى الغرفة و بدون أن تشعر قد نامت ، بحث كريم عن ليلى فى الردهة و لكنه توقع أنها ذهبت للغرفة ففتح الباب ببطء فوجدها قد غرقت فى سبات عميق ذهب هذه المرة للجلوس على الكرسى حتى لا يزعجها و لكنه لاحظ أنها تنكمش على نفسها فأدرك أنها بردت فأخذ الغطاء و وضعه عليها بلطف و استمر بالنظر لها مطولا حتى غفى هو الأخر


رواية انتظرتك دائماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن