الفصل الثاني

712 22 9
                                    

لتتفاجأ بصوت كريم و هو يلقى التحية على والدتها وصوت والدته سهيلة فذهبت بهدوء لتنظر من أعلى السلالم لأنها تستطيع رؤية ما في الاسفل و إن كان ما سمعته صحيح وبالفعل رأت كريم و هو يتحدث مع والدتها فذهبت مسرعة لترتدي بنطلون جينز أزرق و شيميز أحمر فهي تود رؤيته و بشدة فرغم أن خطوبته غدا فهي لا تستطيع إلا أن تحبه و قامت بتمشيط شعرها سريعا فهو لا يحتاج لوقت لأنه قصير و نزلت بهدوء على السلالم و ذهبت لترحب بهم
ليلى : ازيك يا كريم عامل ايه
كريم : الحمد لله انتى عامله ايه
ليلى : الحمد لله ثم ذهبت لتلقى التحية على سهيلة
سهيلة بابتسامة واسعة : اهلا اهلا ازيك يا ليلى وحشانى أوى عاملة اية
ليلى بابتسامة مماثلة : الحمد لله يا طنط يا حبيبتي انتى عامله ايه و الله كنتي وحشانى معلش مش عارفة ازورك لأن الدراسة واخده وقتي
سهيلة بتفهم : عارفة يا حبيبتي ربنا يعينك و أنا كمان مكنتش عارفة آجى لأنى كنت مشغولة بتحضير خطوبه سي كريم
شعرت حينها ليلى بغصة في قلبها و بدأت الدموع تترقرق في عينيها فذهبت سريعا إلى المطبخ بحجة أن تحضر لهم القهوة و أمرت نهلة المساعدة بالخروج من المطبخ و الذهاب للإستراحة و بكت في صمت و هي تحضر القهوة في حين أن عائشة خلفها وهى لم تدرك
عائشة بضيق : لسه بتحبيه مش كده
ليلى بخضه و قامت بمسح دموعها سريعا ثم التفتت و تصنعت عدم الفهم : هو مين ده اللى لسه بحبه
عائشة بنفاذ صبر : ما تستعبطيش يا ليلى انتى عارفه انا اقصد مين
ليلى باقتضاب : انا مبحبش حد يا ماما الموضوع ده كان زمان
عائشة : هو انتى مفكرانى هبله و مش عارفه أن انتى مقطعه نفسك علشان خطوبته بكره إنسيه يا حبيبتي علشان خاطري
ليلى بحدة : قولتلك الموضوع ده كان زمان انتى مش مصدقانى ليه
عائشة : لأن أنا امك و عرفاكى و مكنتش عايزة أضايقك بس لحد كده و كفاية
ليلى و هي تصب القهوة : ماشي يا ماما براحتك متصدقنيش
و ذهبت و قدمت القهوة لسهيلة ثم أعطت الآخر لكريم فكانت متوترة و ارتعشت يداها و نتيجة لذلك انسكبت الصينية  فوق كريم
ليلى بارتباك و هي تلوح بيدها ناحية القهوة المسكوبة على ملابسه لتخفيف سخونتها : أنا أسفة أوى والله مكنتش أقصد طب انت اتلسعت طب هي سخنه اوى
كريم بابتسامة و ألم لأنه يعلم أنه حدث بدون قصدها : ولا يهمك محصلش حاجه لكل ده
عائشة بإحراج : معلش يا كريم يا ابنى مأخدتش بالها استني اروح اجبلك حاجه من عند علاء علشان التيشيرت باظ
سهيلة بخبث : استني انتى يا عائشة خلي ليلى تطلع هي تجبله هدوم علشان أنا عايزاكى في موضوع افتكرته دلوقتى
ليلى و هي تصعد و كريم خلفها كانت تصعد و هي مرتبكة من أثر ما فعلته في كريم و صعدا لغرفة علاء و أعطت له تيشرت بنى اللون بأيدي مرتعشة
ليلى بتوتر : مش عارفة أعتذر لك ازاي على اللى انا عملته والله أنا اسفه جدا مكنش قصدي
كريم بابتسامة : خلاص يا بنتي والله ما حصل حاجة لكل ده
شردت ليلى بهيام في ابتسامته الجذابة ولكنها تداركت نفسها سريعا
ليلى بتركيز: بس انت إتضايقت لما دلقتها عليك هو الصراحة حقك بس والله مكنش قصدي
كريم : لا مش مضايق ولا  حاجة و بعدين يعنى دلق القهوة خير
ابتسمت لمزاحه ثم اكملت بتساؤل : اجبلك بنطلون كمان
كريم بحيرة : مش عارف هو كده يمشى ولا ايه
قطع محادثتهم رنين هاتف كريم وكم كانت ليلى تتمنى أن تطول المحادثة رغم أنها عادية إلا أنها سعيدة و بالطبع كانت المتصلة الغير مرغوب فيها بالمرة من قِبل ليلى  شهد
كريم بأدب : معلش مضطر أرد على التليفون
ليلى : و انا هجيب البنطلون عقبال ما تخلص
كريم في الشرفة و لكن ليلى تسمعه
شهد : الو انت فين انا جاهزة
كريم بأسف : معلش كنت بوصل ماما عند طنط عائشة فقعدت معاهم شويه اول لما اجى هرن عليكى
شهد : يعنى انت هتتأخر ولا ايه
كريم بهدوء : لا مش هتأخر يا روحي اول ما أوصل هتصل بيكي
شهد بدلع : اوكى يا حبيبي سلام
كانت ليلى تقف تسمع المكالمة منذ أن بدأها و هي تمنع دموعها من السقوط لكن ما باليد حيلة ففي حين نزول دَمعه على خدها كانت تسرع في مسحها حتى لا يراها كريم و كانت حزينة من كل قلبها لكن لا أحد يعلم سوى الله و بعد انتهاء كريم من المكالمة أعطته البنطلون
ليلى بهدوء مصطنع : اتفضل البنطلون
كريم بامتنان : شكرا ليكي
ليلى : عن إذنك أنا همشى لو عوزت حاجة قولي
كريم : تمام و أنا هغير هدومى و أنزل ابقى  اشكرى علاء على الهدوم
ليلى : العفو على إيه
💕💕💕💕💕                   
و في أثناء هذه المحادثة كانت سهيلة تحدث عائشة عن أي موضوع بحجة أنه موضوع مهم
سهيلة باستغراب : شوفتي آخر طبخة عملها الشيف شربيني معجبتنيش اوى الصراحة كانت محتاجة شوية تظبيط بأمانة الشيف علاء إبنه احسن منه
عائشة : انا لحد دلوقتى يا سهيلة مش فاهمه ايه الموضوع المهم اللى انتى عايزانى فيه شويه الشيف شربيني شويه الاخبار شويه مش عارف ايه و بعدين يعنى فين الموضوع المهم
سهيلة : مهو انا بكلمك اهو في الموضوع المهم  خلينا في الشيف علاء
و نترك سهيلة و عائشة مع الشيف شربيني و الشيف علاء
😂😂😂😂😂                
و نعود إلى ليلى التي خرجت مسرعة حتى لا تنهار أمامه و ذهبت إلى غرفتها و بكت ثم خرجت إلى شرفتها لتستنشق بعض الهواء لعلها تستريح و تتخلص من هذا الألم الذى علق في  صدرها اااه من الم الحب الذى يجرح الإنسان و لا يستطيع غلق هذه الجروح مهما فعل و كانت تقول بصوت لم تلاحظ أنه عالى : يارب انا مليش غيرك أنا تعبت من كتر حبه و هو مش شايفنى يارب هون عليا الى جاي قوينى لأنى فعلا مش قادرة ثم التفتت لتنزل لهم و لسوء حظها فكان كريم يسمعها و هي لا تعلم لأن غرفة أخيها علاء بجانب غرفتها و تطل على نفس الشرفة  و كان كريم يسأل نفسه من هذا الذى تحبه ولا يراها و على ماذا يقويها و لكن حينها شعر بضيق لا يعلم سببه هل لأن ليلى تحب شخص ما بالطبع لا فليلى بالنسبة له اخت صديقه و صديقة طفولته و حسب فلماذا يشعر بالضيق حاول عدم الإكتراث ثم خرج من الغرفة لينزل لهم
سهيلة : إنت جيت يا حبيبي ثم أردفت بمزاح والله احلى من الى كنت لابسهم اكيد ذوقك يا ليلى
ليلى بابتسامه : ده من ذوق حضرتك يا طنط انا بس طلعتهم
كريم : طيب استأذن انا لأن شهد مستنيانى و تأخرت عليها
عائشة : ما لسه بدرى يا ابنى ده علاء زمانه جاى علشان تسلم عليه
كريم : معلش والله يا طنط انتى عارفه بكره الخطوبة و أنا مش فاضى بس نتقابل بكرة
عائشة : طبعا يا حبيبي ربنا يعينك و الف مبروك ثم أكملت طب خليكى انتى يا سهيلة و ابقى اخلى ليلى توصلك
ليلى : اه يا طنط حتى نكون قعدنا مع بعض شويه
سهيلة : طيب ماشي روح انت يا كريم و أنا هخلى ليلى توصلني
كريم : خلاص يا ماما اللي يريحك مع السلامة
ليلى في نفسها : معلش يا ليلى استحملى اوعى تعيطي اوعى كلهم هيشوفوا
ليلى للجميع : طب استنوا اروح اوصل كريم لحد الباب
كريم : ملوش لزوم
ليلى : لا والله مفيش مشكله
ثم ذهبوا ناحيه الباب و أثناء ذهابهم كانت ليلى ستقع لولا يد كريم التى لحقتها فأمسكها من معصمها
كريم بقلق : انتى كويسه
ليلى و هي تهندم نفسها : اه اه كويسه شكرا
كريم : على ايه بس ابقى خدى بالك بعد كده
ليلى بمرح : لا ده العادى بتاعي رجل تخبط في كنبة ركبة تدخل فى طربيزة هوباا تلاقينى بتسحل بيس يعنى
ضحك كريم على تعليقها فهو انتبه انها ذات دم خفيف لكن لا تتحدث معه كثيرا فى العادة 
أما ليلى فكانت في عالم آخر من أثر ضحكته فهي  جعلته يضحك و هذا بالنسبة لها شيء جعلها ترقص من السعادة و لكنها تمالكت نفسها حتى لا تنفعل أمامه و ضحكت هي الأخرى بسعادة غامرة
ليلى : اسفه مره تانية على اللى حصل
كريم : لا عادى ده أنا حتى نسيت سلام يا ليلى
ليلى : سلام يا كريم
أغلقت الباب ثم ابتسمت مرة أخرى عندما تذكرت ضحكته لها و لكن دق الحزن بابها مجددا حينما تذكرت خطبته الملعونة
  🔥💛🔥💛🔥💛🔥             
أما كريم فبعد أن ترك ليلى شعر أنه يريد أن يذهب مرة اخرى للحديث معها و لكن مهلا فهو الآن ذاهب إلى خطيبته التي يحبها و يريد أن يكمل معها حياته أليس كذلك
ثم قاد سيارته و ذهب إلى شهد و اتصل بها و انتظرها و فى أثناء ذلك جاء لكريم اتصال من رامي يخبره بضرورة حضوره إلى القسم لوجود شيء ضروري فاتصل على شهد و دارت بينهم المحادثة التالية
شهد : ايوه انا نازله اهو مأنا كنت كنسلت عليك
كريم : معلش يا شهد مضطر اروح القسم لأن فى حاجه ضروري روحي انتى
شهد بحنق : تانى يا كريم ده بكره خطوبتنا هو كل شوية كده خليها لما نخلص
كريم : معلش يا حبيبتي انتى عارفه ظروف شغلي لازم اروح و انا اصلا كنت معرفك أنى عندي شغل ضروري لازم اعمله
شهد بنفاذ صبر: خلاص خلاص هروح لوحدي تقريبا كمان هتخطب لوحدي
كريم بضيق : طب انا اعمل ايه يعنى يا شهد هو الشغل كده انتى هتتجوزى ضابط يعنى وقته مش ملكه ميعرفش يجيلك وقت ما تحبى سلام
أما شهد بعد أن أغلقت الهاتف فكانت تستشيط غضبا و امسكت هاتفها و طلبت إحدى الارقام
شهد : عملت كل الى انت قولتلى عليه و مفيش فايدة كل شويه الشغل الشغل
الطرف الآخر : .................
شهد : هستحمل علشان خاطرك مهو كلو بسببك بيعتنا الى ورانا و الى قدامنا و الشركة بتفلس من كتر لعب القمار بس يلا مش خسارة فيك
الطرف الآخر : ..................
شهد و هي تضحك بتكبر :هههه يشك ده ايه و انا اللى كنت خايفه ليكشفنى علشان ضابط طلع فشنك
الطرف الآخر : ................
شهد : أنا بس آخد اللى انا عايزاه و اخلع يلا سلام أشوفك قريب
👹👹👹👹                      

رواية انتظرتك دائماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن