الجزء الاول من الفصل الخامس والعشرون

1.8K 105 10
                                    

حتى وان كانت حياة اتخذت قرارها من قبل  بالانفصال عن نور ولكن مااصعبها من كلمة تسمعها المرأة ومااصعبه من موقف تمر به ،
حياة انتى طالق .....، كلمة قالها نور وخرج سريعاً حزينا فهاهو الان امام كبرياء وجبروت أب  يخسر حبيبته للابد
اما حياة كانت لاتقل وجعاً عن نور ، خسرت حبها وانكسر قلبها ، فهى ولأول مرة تستسلم فى معركة لها مع الحياة وتخرج منها منهزمة فالمعركة كانت على من عشقه قلبها
وصلت هناء الى الفيلا ورأت نور فنادته ولكنه كان قاد سيارته سريعا ، تعجبت هناء لمنظره فهى اول مرة ترى نور فى تلك الحالة ، تابعته حتى اختفى عن الانظار ، ودخلت الفيلا لترى مايحدث فهى لاحظت تغير ابنتها وتوتر علاقتها بوالدها ،
كانت هناء فى بادئ الامر تعتقد ان ابنتها اتت لزيارتهم والمكوث معهم لانشغال زوجها بعمل مهم ، ولمساعدتهم فى استعدادات زفاف شريف واسيل ، ولكن مع مرور الوقت لاحظت توتر الاجواء بين حياة ونور ولكنها فضلت عدم التتدخل فهى تثق بإبنتها وقدرتها على مواجهة المشاكل وحلها
تجمدت هناء مكانها عندما سمعت حديث حياة واكرم 
صدمة لم تتوقعها
، بعد خروج نور من الفيلا التفتت حياة الى والدها بنظرات لوم وعتاب
اقترب اكرم من حياة وهو يقول : بكرة تعرفى ان اللى عملته كان علشان مصلحتك ....
رجعت حياة خطوة للوراء واشارت بيدها امام والدها ليتوقف  : ماتقربش يابابا .... انت باللى عملته خسرت بنتك للاسف
اكرم بهدوء وحكمة : بالعكس ياحياة انا دلوقتى بس قدرت أرجع بنتى لحضنى تانى ، بعد عدتك ماتخلص هيكون عندك فرصة تختارى شاب مناسب ليكي تقدرى تكملى حياتك معاه بهدوء وتبنى عائلة مستقرة واولاد ... وقتها بس هتقدرى تفهميني
كانت حياة تحاول منع دموعها من النزول ولكن كلامه استفزها فابتسمت بسخرية من بين دموعها : ياااااه ده حضرتك فكرت وخططت لحياتى هعيشها ازاى وهعمل إيه  وكأنى زى اى مشروع  عندك فى المجموعة
تحدث اكرم بجدية : حياة الزمى حدودك واعرفى ان انتى  بتتكلمى مع أبوكى
حياة : انا لازمة حدودى وعارفة انى بتكلم معاك يابابا ، لكن حضرتك اللي إتخطيت كل الحدود معايا ، معملتش حساب لقلبى ولا لمشاعرى ، مش مهم اى حاجة المهم حضرتك تنفذ اللى انت عاوزه ، هددتنى انك هتأذى نور واجبرته على انه يطلقنى ، سلطت عليه بلطجية يلعبوا فى فرامل العربية علشان تقتله لولا ستر ربنا ومساعدة فادى كنت خسرته للابد
ليه .... إيه السبب للحرب والكره ده كله ليه ،
اكرم : لأنى خايف عليكي
حياة بعصبية وصوت عالى : خايف ... خايف عليا من مين من نور جوزى يابابا ده نور الوحيد اللي حبيته يابابا نور الوحيد اللي قلبي اتفتح له
رد اكرم بعصبية : أى حب ده اللي بتتكلمى عنه تقدرى تفهمينى .... اى حب ده .... انتى نسيتى اتجوزتوا ليه ، لحقتى تحبيه إمته وإزاى ... دى مشاعر مزيفة مش حقيقية ،
واقترب منها ممسكا اياها من كتفيها بهدوء :
يابنتى مع الايام هتعرفى إن نور مجرد حالة عشتيها لكن الحب الحقيقي لسة هيقابلك
ابتسمت حياة ابتسامة كلها قهر ووجع : حالة
نور مجرد حالة ..... الحب اللى حسيته وعشته معاه  مجرد حالة .... لايمكن الاحساس اللى عشته وقلبي حس بيه يكون حالة ، ده حب وحب حقيقي كمان ونظرت لوالدها وابتعدت عنه وهى تردد بصوت عالى  : ده حب لايمكن يكون حالة انا بحب نور ولايمكن احب او اتجوز غيره
اكرم بنفاذ صبر  : اخرسي ياحياة ده ممكن يكون اى حاجة غير الحب والتفت ينظر من النافذة فى محاولة لإخفاء حزنه على حالتها   ،
حياة: ياخسارة يابابا كنت دايما بقول انك اقرب حد ليا واكتر حد بيحس بيا لكن للاسف اثبتلى انى بعيدة عنك رغم القرب للاسف
التفت اكرم اليها وبحدة وصوت عالى  : كل ده وانا بعيد عنك ، بعد كل اللي عملته ، حياة افهمى انا اب ومن حقى اخاف  عليكي
ظهرت هناء فجأة امامهم تنادى بعصبية : أكرم
التفت اكرم متفاجئ بوجودها : هناء
هناء بنظرات غاضبة : أيوة هناء يااكرم إيه إتفاجئت بوجودى
اكرم : انتى هنا من إمته
ابتسمت هناء بتهكم : من وقت ما نور خرج من هنا
اخرزحاجة كنت اتوقعها إنك تكون بالانانية والقسوة دى .... إنت يااكرم ... إنت تحاول تقتل نور .... أد كده كنت مخدوعة فيك كل السنين دى
أكرم بحدة : هناء انتى فاهمة الموضوع غلط
هناء : غلط إيه يااكرم انا سمعت كل حاجة
والتفتت لحياة ، انتى ازاى ماجتيش تقوليلي اللي بيحصل ، ازاى تخبى عليّٰ كل ده ... ازاى
نظرت حياة لوالدها نظرة عتاب وكأنها تسأله : ليه كل ده
هناء لاحظت نظراتهم لبعضهم البعض : حد يرد عليا ساكتين ليه
اتكلمى ياحياة والا هتصل ب نور دلوقتى اخليه يجي فورا واعرف منه كل حاجة
تكلمت حياة وعينيها مسلطة على اكرم بجمود : مافيش حاجة ياماما اكتر من اللي حضرتك سمعتيها ، ونور كان هنا وطلقنى لان بابا ضغط عليه كتير وهدده كمان ووصلت انه يأجر بلطجية يعطلوا فرامل عربية نور علشان يعمل حادثة ، وكان ممكن يروح فيها لولا ربنا ستر وفادى لحقه
كانت هناء تسمع بذهول كلام حياة وهى تنظر لاكرم مصدومة تمنت لو كان كل هذا كابوس مزعج سينتهى وستستيقظ منه
وأكملت حياة : لأ ومش بس كده ده كمان طلب من اللواء محسن انه يضغط على نور علشان يطلقنى وللاسف استغل صداقته باللواء محسن وحاول يهدده بأذية نور
وطبعا بابا مايعرفش ان نور بالنسبة له إبنه اللي ربنا مارزقهوش بيه
وطبعا اللواء محسن استعان بفادى علشان يحل الموضوع ده بهدوء من غير ماحد يتأذى
، دهش اكرم من معرفة حياة بإتفاقه مع اللواء محسن ونظر اليها فى ذهول  ، فهمت حياة تلك النظرة وابتسمت بسخرية : ماهو يابابا من يوم ماهددتنى بأذية نور وحضرتك فى ميكرفون صغير فى دبوس الكرافت بتاعت حضرتك ، كان لازم اعرف حضرتك ناوى لنور على إيه ، لكن للاسف الوقت اللي اتصلت بالبلطجية كنت انا مشغولة مع نور وماسمعتش اى حاجة
لولا حضرتك اللي قولتلى بعد مانور خرج المرة اللي فاتت كان مات
هناء وهى تجلس على اقرب كرسى : انا مش مصدقة اللي بسمعه ده ، ليه يااكرم ....إيه السبب لكل ده ، الولد كويس محترم وراجل بنتك بتحبه ، ليه إيه السبب اللي يخليك تحاول تقتله
لم يحتمل اكرم نظرات حياة الصارمة ولوم زوجته وقف وتحدث بعصبية  شديد : ايوة انا عملت كده ،
هناء بنظرات كلها تساؤلات : ليه يااكرم ... ليه
أكرم : عاوزة تعرفى ليه ، ونظر لحياة واشار لها بإحدى يديه : علشان  لو بنتك جرالها حاجة انتى اول واحدة هخسرك وهتروحى منى
عايزة تعرفى ياهناء : مش عاوزها تعيش الايام الصعبة اللى عاشتها فى المانيا
هناء بدهشة : المانيا ... ليه يااكرم ايه اللي حصل هناك
أكرم : بنتك ياهانم ... بنتك يامدام اتورطت بالصدفة مع منظمة دولية لها اعمال مشبوهة وصاحبتها اتقتلت بسببهم وسافرت رجعتها
مش عاوز كل ده يتكرر تانى ، عاوزين نبعد عن المافيا دى
هناء : ياخبر ياحياة مافيا
اكرم : لأ ومش بس كده ،دى بعد مارجعت مصر اشتغلت من ورانا مع المخابرات ،
جوازها من نور كان ضمن شغلها مش زى ماانتى كنتى فاكرة ،
كانت هناء تسمع كلامهم فى ذهول رهيب ،
انا فين هنا أنا زى مااكون عايشة مع ناس مااعرفهاش
أكرم : لما كنتى قلقانة علي حياة لما سافروا واتقطعت اتصالاتهم كانت بسبب ان بنتك اتخطفت واللي خطفوها نقلوها لسويسرا
ها عاوزة اسباب تانية علشان تعرفى انا ليه عملت كده
هناء : مخابرات .... ومافيا .... وخطف ... وقتل إيه كل ده أنا كأنى بتفرج على فيلم لكن مش مصدقة انتى ياحياة عشتى كل ده لوحدك وانا مااعرفش ... أد كده انا أم سيئة انى مااعرفش  بنتى فيها إيه ، طيب ليه تخبي عليا كل ده ليه تشيلي كل ده لوحدك
حياة : اسفة ياماما ماقدرتش اخليكم تعيشوا فى قلق وخوف  عليا طول الوقت ....
هناء : ونور معاكى فى الشغل ده
ابتسم اكرم بسخرية : نور ضابط مخابرات من ضمن مهمته حراسة الهانم فى شغلهم برة مصر 
هناء بحدة : لكن كل ده يااكرم مايشفعش محاولتك قتل نور مهما كانت اسبابك
اعتدل اكرم فى وقفته وبثبات : هو اللي اضطرنى الجأ للحل ده ، وبعدين انتى بتلوميني على خوفى وحفاظى عليها ، دلوقتى رجعت لحضنك وهتكمل حياتها معانا وتحت رعايتنا بعيدا عن الخطر ده كله
وتركهم وخرج ليذهب للمجموعة ،
نظرت حياة لوالدتها واستأذنت ان تصعد لغرفتها لتستريح قليلا
اذنت لها والدتها وتوجهت حياة لغرفتها واغلفت الباب خلفها جيدا بالمفتاح واتصلت بروجيدا تبلغها بتنفيذ ماتفقوا عليه حتى يستعد عبد الرحمن لأنهاء ماطلبته منه
وقررت تنفيذ خطتها فهى الان فى حاجة ماسة الي البعد عن كل تلك الصراعات ، حتى تنقذ جنينها
جلست على سريرها لترتاح قليلا واخذت دفتر كان موضوع بجانب السرير وقلم وبدأت تكتب رسالة لوالدتها تشرح لها ماتعرضت له من ضغوط وماشعرت به من خوف وقلق ، وبدأت تفصح عن مكنونات قلبها ، ف حياة عاشت دوما لاتستطيع اخبار أحد بمشاعرها حتى اعتقد البعض انها سيدة اعمال قاسية لامشاعر لديها ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، فكم منا يعيش بتلك الطريقة لايستطيع الافصاح عن مكنونات صدره لأقرب الناس اليه
وبعدما انتهت حياة من كتابة الرسالة ، أخذت ورقة اخرى وبدأت تتنازل عن ادارة الشركات التى كانت مسؤلة عنها لاخيها سليم ، حتى لايكون رحيلها سبب فى أى خسارة لشركات المجموعة
وبدأت تكتب رسالة اخرى لنور ....
********
بعد خروج نور من فيلا الصياد قرر الذهاب لمنزل فادى ، حتى لايراه احد فى تلك الحالة
وصل للمنزل ورحب به فادى بطريقة درامية مضحكة  : نور صديقى فى بيتى يامرحبا يامرحبا
لم يكن ل نور اى رد فعل على كلام فادى ولكنه طلب منه ان يعد له كوبا من القهوة
: فادى بقولك إيه قوم بدل مابتهزر كده إعملى كوباية قهوة كبيرة حاسس انى مصدع
فادى : مالك يانور حصل إيه من وقت ماوصلت وشكلك بيقول إن فى كارثة حصلت
نور : مش عاوز اتكلم يافادى ، انا هقعد معاك يومين لحد اعصابى ماتهدى مش عاوز حد يشوفنى بالحالة دى
فادى : البيت بيتك طبعا  وانت شايف انا لوحدى أهو على الاقل تسلينى
نور باستنكار : أسليك ده على اساس إنت شايفنى إيه وقام بدفعه ليقف قوم .... قوم اعملى القهوة
ضحك فادى : حاضر يانور هقوم اعملك القهوة ياسيدى
وذهب فادى لاعداد القهوة وجلس نور يفكر فيما حدث ، ولكنه انتبه على صوت رسالة على  هاتف فادى
ولكنه انتفض فجأة  كمن لدغه ثعبان عندما اضاءت شاشة الهاتف برسالة كان مضمونها : ((سعيد بيحاول يوصل لنور  أو حياة بأى طريقة، إمنع المقابلة دى ))
*******
اضطريت الفصل يكون جزئين لان احداثه كتيرة وانا مش عاوزة اتأخر عليكم ، الجزء التانى  من الفصل نازل النهاردة ))

رواية حياة بلا حياه الجزء الثانى   مكتملة للكاتبة إيمان عادل الصياد ( إيمي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن