ولكنه انتفض فجأة كمن لدغه ثعبان عندما اضاءت شاشة الهاتف برسالة كان مضمونها : ((سعيد بيحاول يوصل لنور أو حياة بأى طريقة، إمنع المقابلة دى ))
استطاع نور ببراعة اخفاء دهشته وغضبه من فادى حتى لايشعر الاخير بشئ وجلس مكانه بهدوء كأنه لم يرى تلك الرسالة
خرج فادى من المطبخ : عملت كوبايتين قهوة إنما إيه حكاية ، ووضع القهوة على الطاولة امام نور
ابتسم نور بمجاملة حتى لايلاحظ فادى شيئا
ومد يده وامسك بكوب القهوة : شكرا يافادى ماتعرفش القهوة دى جت فى وقتها فعلا
رد فادى بمشاكسة : الف هنا ياسيدى .... مش عارف من غيرى كنت هتشرب قهوة زى دى فين
ابتسم نور : فعلا يافادى معاك حق ... انا مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه
رد فادى بتلقائية : انت بتقول إيه يانور إحنا اكتر من اخوات
رد نور وهو شارد : طبعا يافادى اخوات ...
انتهى فادى من شرب قهوته ووقف : طيب يانور البيت بيتك انا هنزل شوية ومش هتأخر
نور بنظرات ثاقبة : طبعا بيتى ياصديق عمرى
لم ينتبه فادى لنبرة التهكم الموجودة فى صوت نور فابتسم وهو يأخذ المفاتيح والموبايل : اوك يابطل سلام مؤقت ياحضرة الضابط
نور : مع السلامة...
وخرج فادى متوجها لعمله لمتابعة سير التحقيقات ، وجلس نور يفكر قليلا فى رسالة اللواء محسن ومالسر وراء اصرار سعيد على مقابلته هو او حياة ومالسر وراء محاولات اللواء محسن فى اخفاء الامر عليهم
ولكن رسالة كهذه تعنى تواطؤ فادى مع اللواء محسن فى تلك المؤامرة
قرر نور مقابلة سعيد هذا فلابد ان يكون هناك سبب قوى وراء كل هذا الاصرار ، فخرج مسرعا ليلحق بفادى قبل اخفاء سعيد هذاو ابعاده لمكان غير معلوم
قاد سيارته بسرعة متوجها للسجن الموجود فيه سعيد
****
وصل فادى لمقر عمله وتوجه لمكتبه ، دخل خلفه احد الضباط المكلفين بمتابعة التحقيقات معه
فادى : عملتوا ايه ياحضرة الضابط
الضابط : للاسف يافندم مافيش فايدة مافيش حاجة بيقولها غير انه لازم يقابل نور باشا او مدام حياة
جلس فادى على مكتبه : تمام .... تقدر تتفضل انت وانا هحضر معاكم باقى التحقيقات
ادى الضابط التحية العسكريةوخرج من المكتب
جلس فادى يفكر قليلا مع نفسه : اكيد فى سر خطير ورا اصرار سعيد على مقابلة نور او حياة لكن إيه هو السر ده .... واضح ان سعيد ده هيكون وراه اسرار كتيرة هتغير مسار القضية كلها
التفت على صوت موبايله وجد المتصل اللواء محسن فرد : اهلا يافندم اوامر معاليك
اللواء محسن : عملت إيه ياحضرة الضابط
فادى : فى إيه يافندم
محسن بعصبية : جرالك ايه ياحضرة الضابط ... انت هتهزر
فادى : لا طبعا يافندم لكن سؤال حضرتك عن إيه بالضبط
محسن : انا بعتلك رسالة تبعد سعيد من هنا خالص مش لازم نور وسعيد يتقابلوا ،
فادى : تمام يافندم ، نور فعلا مايعرفش حاجة عن سعيد ، نور مشغول بمشاكله مع اكرم الصياد يافندم
وصل نور ايضا للمكان الموجود فيه فادى وسعيد ولكنه وقف خارج المكتب عندما سمع كلام فادى مع اللواء محسن فتأكدت شكوكه تجاه صديقه فتوجه فورا للحجرة المسجون بها سعيد ، وساعده فى التسلل لتلك الحجرة احد افراد الحراسة كان نور يساعدع فى الماضي عندما عرف بمرض زوجته فاليوم رد هذا الحارس الجميل لنور
((فلاش باك ))
عندما خرج نور من منزل فادى ليلحق به تذكر شخص قدم له العون فى الماضى وهو احدى العساكر عندما علم بمرض زوجته مرض شديد وعدم قدرة هذا العسكرى على علاجها فسمع نور بالصدفه هذا العسكرى يشكو لزميله قلة حيلته فلم يتردد لحظة فى تقديم العون له ، على الفور طلبه نور فى مكتبه واعطاه ورقة مكتوب بها عنوان طبيب مشهور متخصص فى علاج تلك الامراض وعندما فتح العسكرى هذه الورقة وقرأ مابها قال لنور : أيوة يافندم لكن الدكتور ده مشهور ومش بسهولة هعرف اوصله .. وحتى لو وصلتله انا عارف انه من الدكاترة اللي اسعارها عالية اوى عليا يافندم
ابتسم نور واعطى له كارت : ماتقلقش انت هتاخد الكارت ده ( كان الكارت لأمجد الدمنهورى) والورقة اللي معاك دى فيها العنوان وانت هتاخد مراتك وهتروح بكرة الساعة 5 هتلاقى فى حجز بإسمها
نظر العسكرى ل نور بدهشة وكأنه وجد فى نور طوق النجاه،
نور : ماتستغربش الدكتور ده صديق شخصي لوالدى وانا لما عرفت مرض مراتك كلمت اللواء امجد اللي ماترددش لحظة واتصل فورا بصديقه الدكتور وبصراحة الراجل وافق بسهولة يعالج مراتك بدون اى مقابل اعتبرها حالة انسانية وهو منتظركم بكرة الساعة 5
كان العسكرى يسمع كلام نور ولم يستطع منع دموعه فهاهى زوجته قد سخر الله لها من يعالجها ، بجد يافندم أنا مش عارف اقول إيه أو اشكرك ازاى لكن انا هفضل طول عمرى أسير مساعدتك دى وربنا يقدرنى وأقدر أرد جميلك
نور : ولا جِمِيل ولا حاجة ربنا يشفيهالك
واعتبر نفسك فى اجازة من النهاردة لحد ماتطمن على مراتك
العسكرى : ربنا يكرمك يافندم ويجازيك خير
ابتسم نور وأمن على دعائه : أمين ....
تذكره نور وعلى الفور اتصل عليه وطلب منه مساعدته فى الوصول لسعيد ،ووافق العسكرى دون تردد
((نهاية الفلاش باك))
دخل نور لسعيد تحت انظار الجميع دون ان يشعر به احد فلقد وقف العسكرى كاميرات المراقبة ولم يشعر احد ان مايشاهدوه ماهى الا لقطات مسجلة من قبل ...
سعيد بدهشة ممزوجة بسعادة فهاهو الان سيوفى بعهده لنديم : نور باشا
نور بجدية : انا عرفت انك طالب تقابلنى وطول التحقيقات مافيش غير الطلب ده هو ردك على كل الاتهامات حتى بعد الضرب اللي اتعرضتله
سعيد : يابيه لو على الضرب والبهدلة واخدين عليها من زمان
تجاهل نور ماقاله سعيد : عاوز إيه
التفت سعيد يمينا ويسارا وطلب من نور ان يقترب : ممكن يانور باشا تقرب شوية
نور : ليه
سعيد : معلش يابيه الحيطان لها ودان
اقترب نور بنفاذ صبر : اتفضل اتكلم
سعيد : يافندم فى امانة لحضرتك معايا نديم كان طلب منى لو حصله حاجة اسلمها ليك او لمدام حياة
نور : أمانة .... أمانة إيه دى اللي واحد زى نديم هيسيبهالنا معاك
سعيد : سلسلة طلب منى اسلمها ليك او لحياة المهم واحد منكم انتوا الاتنين
نور بإهتمام : وهى فين السلسلة دى
اخرجها سعيد من جيب سحرى موجود فى ملابسه وسلمها لنور : كده يابيه انا سلمت الامانة لاصحابها ووفيت بعهدى لنديم
ابتسم نور بسخرية : نديم مايستاهلش حد يوفى له بأى عهود
سعيد : لأ يانور بيه ... انا عارف ان نديم كان ماشي فى سكة غلط وأذى ناس كتير فى حياته ... لكن نديم عمره ماكان كده ، للاسف محدش بيتولد مجرم يابيه في مجرمين كتير بيكونوا ضحية المجتمع والناس
لمجرد اى ظروف خارجة عن ارادة اى واحد فينا المجتمع بيكون له نظرة بشعة لنا وكأننا إحنا اللى اختارنا الظروف دى
نور : دى الشماعه اللي بيعلق عليها ضعاف النفوس أخطائهم
سعيد : أبدا يابيه ... نديم كان شاب عادى من يوم مااتولد شاف اب ناكر وجوده وام اتحملت غلطة ثقتها فى أبوه وعاشت تربى طفل نتيجة علاقة غير مشروعة لوحدها ، حتى لما كبر وارتبط بأختى اتفاجئ بها اتخطفت ومش بس كده اللي خطفوها اغتصبوها وبعدين باعوها لمافيا تجارةالاعضاء وفى يوم لاقيناها مرمية فى مكان مقطوع جثة ومسروق اعضائها ، واكمل بحزن واضح فى صوته : تفتكر لو انسان عاقل و شاف المنظر ده كان هيفضل بعقله ، وقتها نديم ما استحملش كل ده ....
وحضرتك طبعا عارف كل اللي حصل بعد كده
نور : لو كل إنسان اتعرض لابتلاء فى حياته ضعف إيمانه و إنحرف يبقى العالم كله هيتحول لغابه
سعيد بتهكم : وهو العالم دلوقتى مش غابة يا بيه القوى فيها بيدوس على الضعيف
عموما انا كده مهمتي خلصت بتسليمك الامانة ومستعد لأى عقاب
أومأ نور برأسه : تمام وانا كده مهمتي هنا خلصت
فتح فادى باب الحجرة متفاجئ : إيه ده نور....
قبض نور على القلادة في يده حتى لا يراها فادى ووقف قائلا : مفاجأة يا فادى مش كده
ابتسم فادى بهدوء : بصراحة هى مفاجأة ، ومفاجأة غير متوقعة كمان
التفت نور و نظر لسعيد وخرج بعدها وخرج فادى للحاق بنور فهو متأكد ان نور يخفى شيئا عنه
فادى : نور .... يانور استنى يانور ولكن نور لم يرد عليه فلحق فادى به و جذبه من ذراعه
إيه ياعم بنادى عليه من بدرى وانت قطر ماشي
وقف نور وابعد يد فادى عن ذراعه : سامعك يا فادى عاوز إيه
فادى : ولما انت سامعني ما بتردش ليه ، وبعدين إيه اللي جابك هنا
نور : ما بردش لان ردى هيوجعك يا صاحب عمري ، وبالنسبة للسبب اللي جابني هنا هو نفسه السبب اللي خلاك تخبي عليا ان سعيد عاوز يقابلني انا او حياة ومش بس كده لأ ده طلب أكثر من مرة منك انك تخليه يقابلني
وقف فادى مكانه لايستطيع الرد على اتهامات صديقه فها هو نور يتعرض للخذلان وللمرة الثانية ومن اقرب شخص له صديقه
نظر نور له بغضب : إيه ساكت ليه.... مش لاقى كدبه مناسبة تقولها لى
فادى : لأ يانور بس مش هينفع نتكلم هنا تعالى معايا نتكلم فى البيت
نظر نور له باحتقار : و تفتكر انا غبي للدرجة دى علشان اثق فيك تانى واروح معاك بيتك
فادى : خلاص يا سيدى تعالى نروح بيتك انت ونتكلم هناك
نور : تمام نتكلم فى بيتى وتركه وركب سيارته وذهب
نظر فادى لأثره وتنهد بقلة حيلة : كل ده بسبب اكرم بيه علشان يرتاح هو يطلع عنينا إحنا ...
وتوجه لسيارته ليلحق بنور
وصل نور المنزل قبل فادى وأخفى القلادة ببراعة فهو الان لايجب ان يثق بأحد بعد الان
دقائق قليلة ووصل فادى لمنزل نور
فتح نور الباب وترك فادى على الباب ودخل
تنهد فادى بقلة حيلة ودخل واغلق الباب خلفه
دخل وجد نور جالس على الأريكة ينظر له و يتأمله
ابتسم فادى واخرج من جيب سترته هاتفه قائلا : اولا ده تليفونى و قفلته قصاد عنيك علشان نعرف نتكلم براحتنا
ابتسم نور بتهكم قائلا: تفتكر هيفرق اذا كان تليفونك مفتوح او لأ
فادى : أيوة يفرق ، على الاقل بالنسبة لى انا يانور
جلس فادى على الكرسى المقابل لنور قائلا : طبعا انت دلوقتى شايفني صاحب خاين و ندل ، ومشترك فى مؤامرة عليك
نور : طب كويس إنك عارف انا شايفك ازاى دلوقتى
فادى : تمام ، لكن انت مسألتش نفسك انا عملت كده ليه ، صاحب عمرك اللي انت تعرفه كويس ياترى عمل كده ليه
نور : للاسف مش لاقى إجابة واحدة تشفع لك
فادى : لحمايتك ياصاحبى
نور بسخرية: والله ... إمممم حمايتى ده على اساس إني طفل صغير محتاج حماية
فادى : لأ علشان انت أكفأ ضابط فى الجهاز وحياتك تهمنا كلنا ومش بس كده ،
بعد مقابلتنا باللواء محسن لما رجعنا مصر فاكر طبعا انه طلب منك تطلق حياة
نور : طبعا لكن ده علاقته إيه باللى عرفته
فادى : نور ممكن تسمعني للاخر
نور : اتفضل
وقص فادى على نور كل ماحدث بداية من اول تهديد اكرم الصريح للواء محسن بقتل نور ، وطلب اللواء محسن حماية نور حتى ينتهى هذا الموقف ، ويوم محاولة قتل نور وحتى ماحدث يوم زواج شريف و اسيل ،
حتى موقف حياة تجاه نور وطلبها الطلاق منه
نور مصدوم مما يسمع ولكن يبقى السؤال : طيب وليه ما قولتليش ان سعيد طالب يقابلني
فادى : لأنه ببساطة دى كانت اوامر اللواء محسن اننا نحاول نبعدك عن اى حاجة تهد اللي عملناه كله وترجع علاقتك بحياة من جديد وبالنسبة للي كان سعيد عاوز
يقوله لك كنا هنعرفه بطريقتنا لكن بعيد عنك تماما ، وبكده نكون حافظنا عليك وانتهينا من التحقيق و نسافر سوا نكمل مهمتنا برة مصر
نور : يعنى كل اللي انا وحياة فيه ده بسبب اكرم الصياد ، وطلبها للطلاق كان بضغط منه
فادى : بالضبط وإلا كان زمانك دلوقتى ميت لولا لحقتك يوم الحادثة لما حياة كلمتني و بلغتني باللي حصل
أنا كده و ضحتلك كل حاجة يانور ، اعتقد كده انت اتسرعت فى شكوكك دى
وقف نور : فادى من فضلك انا محتاج اقعد لوحدى
وقف فادى متفهما : اوك يانور انا هسيبك دلوقتى و هستنى تكلمنى تقولى هتعمل ايه و هتتصرف ازاى
نور : اوك
وبعد ذهاب فادى جلس نور يفكر فيما سمعه من فادى وكيف سيعيد حياة مرة اخرى لحياته
تذكر القلادة التى اعطاه سعيد إياها ذهب واحضرها وجلس يتأملها
وما كانت تلك القلادة الا مخبأ لمجموعة من الميمورى كارت
اغلق نور هاتفه وباب منزله جيدا ونوافذ المنزل جيدا و اسدل الستائر حتى لايعرف احد بوجوده فى المنزل ودخل غرفته احضر اللاب توب وبدأ يشغل الميمورى كارت ليرى الموجود فيها
شغل اول ميمورى كارت وكان به مجموعة فيديوهات مصورة لحياة اثناء اختطافها ومعها نديم
شاهد نور مقاطع الفيديوهات وهو مصدوم مما يرى.........
********************
الى اللقاء فى الفصل الجديد
أنت تقرأ
رواية حياة بلا حياه الجزء الثانى مكتملة للكاتبة إيمان عادل الصياد ( إيمي)
Romanceمقدمة جمعتهم مهمة واحدة ولكن مالم يكن بالحسبان أن يجتمع قلبيهما معاً ترى هل سيستمر الحب بينهما او سيكون للايام رأى آخر عندما يتحول الحب لهوس ترى ماذا سيحدث آنذاك هل سيقف الحب عاجزا على اعتاب التحديات ام سيتغلب عليها مهمة جديدة وضعتها الحياة على...