باقى الفصل السابع والعشرون

1.7K 107 22
                                    


جلست روجيدا فى مكتبها تفكر فى حل لتلك المشكلة التى لم تكن فى الحسبان ،
شعرت بالضيق الشديد امسكت هاتفها تحاول الاتصال ب عبد الرحمن مرة اخرى ولكن هذه زفرت بضيق عندما سمعت الرسالة المسجلة ( الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح ) وقفت روجيدا واخذت حقيبتها وهاتفها وهى تهمس لنفسها  :  الظاهر يادكتور لامفر من المواجهة اوك ياعبد الرحمن مفكر لما تاخد اجازة وماتردش انا مش هعرف اوصلك ،
وخرجت من مكتبها بل والمستشفى كلها متوجهة لشقته فهو يقيم فيها منذ عودة والديه الى منزلهم واقامة روجيدا معهم
ولم تتردد لحظة فى قرارها فلابد من المواجهة الان 
وصلت للعقار الموجود به شقة عبد الرحمن
وتوقفت لتسأل الحارس عنه  :
صباح الخير
الحارس : صباح الخير يادكتورة
(الحارس يعرف روجيدا لانه رأها اكثر من مرة مع والدة عبد الرحمن عند لقائهم بمهندس الديكور فى الشقة )
روجيدا : الدكتور عبد الرحمن فوق
الحارس : أيوة يادكتورة
شكرته روجيدا باحترام وتوجهت للمصعد وهى تدعوا ربها سراً ان تنجح فى حل هذه المشكلة
وصلت للطابق الموجود به شقة عبد الرحمن وطرقت على الباب عدة طرقات خفيفة ، ولكنها لم تجد رد فقررت ازعاجه بالجرس فضغطت على الجرس بطريقة مزعجةسمعته يصيح بصوت غاضب  : مين الغبى اللي بيرن الجرس بالطريقة دى على الصبح
ابعدت يدها بسرعة  عن الجرس واعتدلت فى وقفتها لتستقبل شحنة غضبه الثانية ببرود وثبات
فتح الباب بعصبية : مين الغ... وتوقف عن الصياح عندما رأها أمامه
ابتسمت روجيدا بهدوء : ما تكمل سكت ليه أيوة كنت بتقول إيه من الغبي ... صح
اعملك إيه يادكتور انا خبطت كتير لكن واضح انك منت نايم تحت الارض ودخلت وتركته على الباب يحاول استيعاب  ماقالته للتو
وكرر ماقالته بدهشة : نايم تحت الارض ... انا
توقفت روجيدا والتفتت له : اعملك معايا نسكافيه يادكتور
تعجب عبد الرحمن من تصرفها بأريحية متناسية الكارثة التى تسببت بها فأغلق الباب
ونظر لها
رأته روجيدا واقف كالتمثال فتكلمت بصوت مرتفع قليلا : ها يادكتور هتشرب نسكافيه ماتقلقش انا عزماك
نظر عبد الرحمن بدهشة لها قائلا : ده انتى مصيبة ياروجيدا اوك يادكتورة  بعد اذنك ثوانى
روجيدا بابتسامة : اتفضل يادكتور  خد راحتك زى بيتك طبعا
تركها عبد الرحمن ودهل غرفته فهو إن وقف امامها دقيقة اخرى فستفقده تلك الجراحه عقله ايضا
وقفت روجيدا فى المطبخ بسعادة فهاهى نجحت فى المهمة الاولى ،
خرج عبد الرحمن من غرفته بعدما ابدل ملابسه
وانتهت روجيدا من اعداد النسكافيه وخرجت به من المطبخ ووضعت كوب النسكافيه أمامه على الطاولة وجلست امامه
نظر عبد الرحمن لها بجمود: جيتي ليه ياروجيدا
روجيدا : لانك مابتردش على تليفوناتى ، وكمان أخدت اجازة
ممكن اعرف ليه كل ده ،
ياعبد الرحمن انت اتسرعت فى حكمك على الامور
يحاول عبد الرحمن الحفاظ على ثباته الانفعالى : انتى ليه مش حاسة بحجم اللى عملتيه ياروجيدا لحد دلوقتى .
روجيدا : كان لازم يكون عندك ثقة فيا اكتر من كده يادكتور وتحاول تسمع وجهة نظرى للي حصل ، لو انت اللي كنت مكاني وعرفت وروجيدا أخدت وعد منك بحفظ سرها ، كنت هتتصرف ازاى
ظل عبد الرحمن صامتا ولم يرد عليها
روجيدا : ساكت ليه ياعبد الرحمن ، عموما  انا وضحتلك وجهة نظرى فى اللى حصل وكنت اتمنى اننا يكون بينا مجال للحوار يادكتور
((كانت اصابع يدها  تحرك خاتم الخطبة الموجود فى اليد الاخرى يمينا ويسارا وكأنها لعبة تحركها كما تشاء، كانت مترددة مما ستفعله ولكنها عزمت امرها ))
لمعت عينيها بالدموع والتى جاهدت لعدم ظهورها وباءت كل محاولات اخفاؤها بالفشل ،لم يراها عبد الرحمن فهو لم ينتبه لها فقالت روجيدا : عارف ياعبد الرحمن انا كنت اتمنى  فى العلاقة اللي بينا يكون فيها جو الحوار لما تزعل تناقشنى وتسألنى تسمعنى ... تسمع وجهة نظرى افضل من إنك تتسرع فى حكمك على الامور وتقرر تبعد وكل واحد مننا يكون فى مكان ... لكن واضح يادكتور ان هى دى طريقتك فى حل المشاكل
ونزعت خاتم الخطبة من يدها فجأة وبهدوء شديد : انا لما حافظت على وعدى لحياة كان علشان حياة ونور والبيبي اللي لسة فى علم الغيب ، الخطر اللي كان محاوطها هو اللي سكتنى علشانها
وضعت روجيدا خاتم الخطبة امام عبد الرحمن على الطاولة : انا  أسفة جدا يادكتور عبد الرحمن مش هقدر اكمل بالطريقة دى لان تفكير كل واحد فينا مختلف عن التانى  وتركته وذهبت سريعا مغادرة المكان
نظر عبد الرحمن بصدمة من تصرفها لأثرها الذى اختفى بمجرد اختفاؤها من امام عينيه
أمسك الخاتم بيده : البنت دى اتجننت ولا إيه .... ازاى تنهى كل حاجة كده بسهولة
وسريعا قام ليلحق بها وخرج من العقار يبحث عنها ولكنه للاسف لم يجدها وكأنها كقطعة حلوى ذابت بين الزحام
تنهد عبد الرحمن بغيظ من رد فعل روجيدا وحاول الاتصال بها ولكن دون جدوى فهى لم ترد على اتصالاته
بعدما خرجت روجيدا من منزله ركبت سيارتها وقادتها بسرعة وتركت لدموعها العنان قادت ولم تشعر بالطريق ووجدت نفسها  موجودة امام مدخل المقابر  اوقفت سيارتها ونزلت سريعا منها وكأنها طفلة تحتاج لان ترتمى بأحضان امها
وصلت لقبر أمها وجلست امامه وبكت بشدة وتمنت لو ان والدتها معها الان لترتمى فى احضانها وتبكى ،
بحث عبد الرحمن عنها كثيرا فهى لم تذهب للمستشفى ولم تذهب ايضا لمنزل والده

رواية حياة بلا حياه الجزء الثانى   مكتملة للكاتبة إيمان عادل الصياد ( إيمي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن