.... الفصل السابع عشر،ان بعض العشق دين...

996 1 28
                                    

.... الفصل السابع عشر،ان بعض العشق دين...
.....
أن فوزت ببعض العشق، وان سرقت بعض السعادة أعلم جيدا انها دين مرورد وسوف تسرق منك يوم ما تحب طعم لذتها....
اما عن اللذة فصاحبها كأن سكير، يتخطب بكل أرض قليلا، يرتمط بالجدران وعقله يكاد ينفجر، من صوب المفاجأة، كل ما يملكه هو وأبيه أصلح ملكها، حتي هو، لعبت وخططت وضحكت ونفذت، انتقم لسخريته يوما، لقوله انها ضعيفة وأنها ليست جميلة لا تكاد تكون جارية من جورايه، سافر هو وهوى وارتاح وأما هي قويت وأصبحت شبح لا يهدأ، سم إذا حط علي أرض لا تركها في حال أو هدؤء، قلبه منفطر وعيناها قاتلة غضب وحمرة ألم وانكسار، يدخل جناحها بدون اذن غاضباً، لتقف الخدامة وهي مازالت علي وضعها تضع الصبغة على اظافرها وتتاملها قائلة : نورت...
في شهرها الرابع، فرز بطن صغير يعبر عن طفلها القادم... وقالت بهدؤء وهي أصول عيناها بهدؤء له : مش هتقوله مبروك
من داخله يريد الغضب والصراخ قائلا : اقوله هو برضو....
تجاهلت وادرات ظهرها تصفف شعرها : المفروض
وأشارت للخدامة بإشارة وعيون تتلمس طلبا، واما هو قال : تعرفي في القانون
نظرت له بشيء من التعجب وقالت : اه
أكمل وقال : القانون دا قال اني ليا حق في مال ابوكي ، الحق اللي كان مهرك
أجابت وهي تنفخ ليصبح الطلاء جاف وأكملت : وانت الصادق ابوك كان عايز يربيك
وابتسم قائلا : وانا اصلا مش متربي
ضحكت قائلة : دي شيء معروف، الزيارة انتهت تقدر تمشي.
قال باستهزاء: مش تعرفي باقي القانون
نظرت له بوجه إيلاف وقالت: نزار وقتك انتهي
وهو يقترب منها سريعاً، متقربا يطبق على عنقها بقوة قال بغضب وقوة ولذة انتصار : موتك معناه ان كل دا رجع ليا

عيونها لحظة حجدت وبانت عروقها، اختفي جزء كبير من الهواء، كادت تسقط فرط غضبه وسكره، بحثت يدها عن أقرب شيء طالته وكانت زجاجة عطر، فضربته بها، وابتعدت تتنفس الهواء، وهوت الزجاجة عليه اسقطته جريحاً، ووقف الأب في شلل يري المظهر، ادمعت عينه واستندت هي الي أقرب أرض، ومال حولها الفتيات وطلب الطبيب وبات الجو قلق، حتي اطمن الجد عليها، سكن الجو ومال الليل، والان هي تزوره والممرض يقول : مدام الزيارة قربت تخلص
بينما هو يصرخ قائلا في ابيه : بابا ارجوك طلعني من هنا انا مش مجنون
ليصيب الطبيب بعقله صدمة وهو يرجعه فراشه قصرا : نزار ارجع ارتاح، سبق وقولتلك انت في مصلحة إدمان مش مصحة نفسية...
..... وابتسامة انتصار أخيرة، كانت آخر الزيارات لها له قبل المشهد الأخير... فهي تدور في مشيتها وتواكب طيران فستانها وتبتسم ويكسو الابتسام الحزن، فحبيب الأمس قتيل اليوم.......
..............................
بعد مرور أشهر وأيام، اخيرا وافق على أن تخطب له والدته إحدي الفتيات من اختيارها، كانت بنت أحد تجار القماش المعروفين، وواكب عمله عدة مشاغل وقرب من افتتاح مصنع، وأخذت أمه تحدثه انه نسب يليق بهم، بابن اكبرمقاول في الإسكندرية وصاحب شركة معمار وعقارات، وأخذت تهوى بمميزات العروس من جمال وصغر سن وتعليم جامعي، أخذت توصفها كاملة مكملة وأضافت في أكثر من مقطع جملتها المفضلة " حاجة تشرح القلب" وتهكم على الجملة، فهي قام الحب بتشريحه حتي أصبح مجزار...  اليوم يرتدي بذلته وينمق ثيابه حتي أعين أمه وتضع له اخته العطر ويداعبه حسين ولكن وجهه لا يبتسم ولا يلين، وترحل العائلة لمنزل مجدي الأسيوطي والد العروس، رجل في الستين من عمره الذي يكبر ابيه بعدة أعوام، رحب بهم الجميع بجملة مصرية متشعبة بالسرور من صاحب المنزل رب البيت : اهلا وسهلا اهلا وسهلا، نوتورا دا احنا زارنا النبي والله
همهم الجميع بالصلاة عليه، وجلسوا في أدب، ووضع حسين الهدايا وساعده كمال وجلس بجوار ابيه في صمت وعلي الناحية الأخري والدته وفي الكرسي المقابل حسين وبجواره عائشة بكل الصمت جلسوا واتت ام العروس تكمل الاستقبال بثياب مكزرشة وبعض الحلي والزينة التي ناسبتها لحد ما، عيون أخري خجولة قدمت العصير علي استحياء لم يلقي لها بألا  جلست الفتاة بجوار ابيها وامها، كانت المعادلة منصفة بوجود أخواتها، كانت الفتاة الصغري، مثلها، مدللة أيضا مثلها ولكن الاختلاف هذا ذات بشرة برونزية جميلة والآخري بيضاء ناصعة، عيون الزيتون القاتمة تزينها وشعرها الطويل الذي يصل لاعتاب قدمها وتلك لعيون البن و الشعر الذي يتعدي الكتف بقليل متموج والجسد ممشوق ولكن بكل بصمته وطول متقارب فالاثنين متوسطين الطول، من رحلت ذات خصلات الكارميل ويميل فيها البعض للصفرة النحاسية، والآخري ذات خصلات سوداء بلون الليل جميلة... تلك احب حتي غيابها وتلك لا يراها ولكن ليس بإرادته، فهناك جزء يعصيه لا يجيب لأمره، ليفيق من صراع المقارنات بأن هذه الأفضل والأجمل لوالده الذي لاحظ غيابه وانكماشه الغريب الذي اعتادوا مليا عليه : متشرب عصيرك يابني
لترفع أمه الحرج قائلة : معلش اصل كمال بتكسف وبيتحرج.
إبتسمت ام العروس قائلة : ولا يهمه ياحبيبتي، دا كمال معروف بادبه وأخلاقه في كل حتة 
اوما الأب قائلا : طبعا مش اي تربية، بس عندي كدا سؤال محتاجة اسأله
رفع رأسه ونظر له وقال : اتفضل يا عمي انا سامعك

أوراق الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن