الفصل السادس عشر، حق مستقطع

69 1 8
                                    

الفصل السادس عشر، حق مستقطع ....
هنا بعض الحقوق ضائعة وهناك مفقودة ومنها لا يرد ومنها في أوراق الانتظار، ومنها تقلب كالورق لموعدها، وهناك حقوق مستقطعة النظير، لا تعود ولا نتحمل، ولا تستمر الحياة.........................
.................................................
صدمة ودموع نتذكر جلستها بين الدموع والخذلان تمسك بصورة أخيها وسط جروحها ورماد روحها، عيون تائه ورح مسلوبة الحياة، تنفس بطئ و إدارة لمزلاج الباب، بعض الخوف والانكماش حل بها، حتي رأت إيمان تدلف بكل هدؤء قائلة وهي تمسك من يدها صورة الفقيد قائلة بحدة ولؤم : مات بسببك
ادمعت عينيها وزاد نحبيها، ورفعت الأخري وقالت بغضب : مات عشانك، دائما كان بيحبك اكتر مني، مننا ومن حياتنا، فاكرة لما وقف قدام الكل عشانك، واختفت بقايا الغضب قائلة بشيء من التشجيع والترغيب بنرات ثابتة : ولازم تاخدي حقه من اللي قتله
هتفت الأخري بتيه قائلة داخلها، انها لم تستطيع الموت فتقتله وتحيي بالموت وتنعم بالراحة، وفرت الأخري عليها عناء السؤال وهي تعطيها رسالة قائلة : هو طلب يقابلك يهددك، خدي السكينة دي خفيفة وهتعرفي تتحكمي فيها، وأول ما تقابله اطعنيه خلصي عليه، خلصي الكل من سره وخدي حق شرفك وحق يعقوب، وأكملت وهي تطمنئها : وانتي بتقارير المستشفي هتطلعي منها، لأنك مش في حالة نفسية لشخص سيلم وعندك تاريخ مرضي، وقتها هتاخدي براءة وحكم بسيط،، وأكمل بتحفيز لشخص غريق يتعلق بأبسط من أعواد القش : وقتها كمال يعرب انك برئية وعماد وابوكي ويتلم الشمل ، وساعدتها على الوقوف قائلة : هاه اي رايك، هتعملي دا عشان يعقوب صح....
بعد اليأس الموت، فلحظتها قالت فتقتله وتثار لكل شيء ولكن الأمر كان خدعة لا أكثر وهي من سقطت ووضعت تحت التهديد وكل شيء اختفي، الأوراق والمستندات والتقارير الطبية سرقت وقيل انها كانت مزورة وأخذت من قبل يعقوب سابقا، وهم في غفلة عن هذا، مساعدتها لها في الرحيل والوصول كانت لأجل القضاء عليها، ليضحك الآخر بانتصار قائلا : حمدالله على السلامه عجبتك
... نظرة غضب واشمئزاز قابلها في عيونها، لينحني لها قائلا : وهنا هتركعي ليا برضاكي وغصب عنك، وخليكي علي عهدك يا حلوة
اغروقت عيناها بالدموع وهي مغضمة اياها، وتمتم بالألم، وليتركها بقسوة قائلا وهو يغلق الزانزانة بقسوة : يالا معاد يا حلوة...........
انكمشت على نفسها باكية، صارخة ألما، تعلم الماضي والإنس اليوم، اتمني الموت بقضاء الله، فحتي قتل نفسها اضحي محرما عليها، عيون تتعلق بالظلام وهي تتذكر، اتسخت ملابسها، وقالت لعزيزة بهدؤء بعدما سكب العصير من قبل الخادمة علي ملابسها : هروح البيت نصاية اغير هدومي وارجع
ابتسم الأخري وقالت بهدؤء : اروح معاكي
قالت الأخري بنية صافية أن الأمر عاديا وليس الأمر داعي، دخلت منزل خالها الأمير وسابت الخادمة من وجود أحدهم ولكن أكدت أن المكان خال، وصحبتها لاحدي لغرفتها، وأغلقت ولكن ليس بأحكام كافي ولكن كان مغلق وليس هناك أحد، خلعت اول قطعة من ثيابها وزالت من علي جسدها وبقي قميص طويل يصل لقرب الركبة وهي تدندن قائلة : ابعتلي سلام قول اي كلام...
وهي تخرج ثياب، سقط الجواب الخاص بها، لتجلس وتضمه لقلبها، وتمشي في الغرفة، وتقرأ سطوره الخجولة، ليطبع اسمه في الخلف، يذكرها بموعود خطيبتهم القريب، سعادة غمرتها للحظة، لتكون اللحظة الأخيرة، لتشعر بيد وتعدي حركة جسدها، لتتحرك خائفة بعيدا، لتجده هو غاضبا، للكارثة عيونه الغاضبة تخبره بكل وضوح أن الجميلة التي أحبها ولم تقبله خطيبا سوف تكون لغيره قريبآ، عيون تالفت من الغموض، محاولة لستر جسدها الذي يظهر منه الكثير، ولكنه رفض هذا، وبدلا أن يتوجها ملكة في خرابه، أراد أن تكون جزء من هذا الخراب، جذب عنيف، في وسط محاولة الهروب والصراخ قائلا : اصرخي لعنان السماء، محدش من أهل الأرض هينجدك مني.... اقسم بقوله، وبلغت بفعله، فمحاولة أخري من الدفع، جذبها من ثيابها فتمزق وتجمدت وحاولت جذب أطرافها ولكنه جذب الأطراف ملقيا وجذبها هي مفترسا بقسوة، وسط الصراخ والهلاك والدمار والدفع ولكن لم يجدي، كل الموجودين بالأمر خرجوا منذ دقائق لأمور شتي والباقين لم يعلموا الا بوجودها، سقوط سقطت مغميا عليها، فاقدة كل شيء، تلون جسدها بالنضوب الزرقاء وبصمات يده وعلاماتها، البسها ثياب أخري، وحملها مخريجا اياها من الباب الخلفي مغادرا، أعاد ما صنع بالاسؤء مرار وتكرار، ذاقت مرارة الألم والصراخ ومحاولات الهروب من الاحتلال وضربات السواط، مع اكتمال الانتكاسة تمنت الموت ولكنها لم تحطي به، رأت انها أصبحت أرضا محتلة دمرت من أثر الحروب، أرض لوثت ولوث شرفها، زاد من عقابها والقاها وهي تصارع الموت في إحدي الطرق فتحت عيونها لتري جمع حولها يحاولون الإنقاذ بينما هي تتذكر الألم والعذاب، وتنفس ضائع فاقدة الوعي، ليعثر عليها عائلتها بعد هالة من الفزع والقلق في المشفي ويستمعوا الي الضابط الذي وجدها في الطريق ملقاة وشرح لهم الحالة وبينما الطبيب بشرهم أن الحالة سئية والفقد اسؤء وهم مازالوا في التوابع، احتفظ الأكبر بكل التقارير الطبية و الحالة وانتظر افاقة أخته الصغري بعد افاقة جزئية أخبره بكل الاسيء انها تعاني من شلل جزئي سوف يؤثر على علي قدميها، و ايام رؤية مشوشة وأشهر بدون حديث فقط بكاء ومحاولات للحديث، غضب وتساؤلات وشكوك منهم جميعا ماعاد الفقيد الوحيد، تم زجها في المصحة بعد رفضها رفع قضية والتمسك بحقها خوفا من نظرات الجميع لها، فسوف تتحول كل النظرات من حب لبعد واشمئزاز وسوف تخسر من احبت عمرا كاملا، لتتعافي جزئيا وتدرك تم الخطر لم يزول بالصمت فهو لاحقها حتي في مرضها، ولاحقها في اسؤء أحلامها، وعلمت انه من أحبت لم يعد حق لها، ظلت سنوات حداد معتم علي روحها وعلي مشاعرها، تذكرته بالخير، وحاولت النسيان، حتي جاء اليوم الذي زج بها الي هناك فاقدة كل شيء، مددت قدمها أمامها، قدمها التي لم تقوى على الحركة منذ زمن، ومالت الي الحائط بظهر منحني محطم، فلا سند له، وزفرت وسبقها الدمع قائلة بكل الخذلان والندم والألم والرجاء وغلبها في نهاية الدعاء القهر فبكت مجددا : يارب انت عالم ومطلع، يارب.....
...........................
افاقة من جسد ضعيف متهالك، وجه شاحب، وعيون متعبة، تنفس بطئ قبل استفاقة كاملة مع محاولة فهم ماذا يحدث، ليجد يد اخته تطمئنه، ولحظات قبل وضوح الرؤية، وعودة للوراء مرة أخري مستندا على الوسادة، لتقول الأخري بحب : حمدالله على سلامتك، انا هشوف دكتور وجايلك بسرعة...
ولفتة أخيرة قبل ذهابها، واطمئنان من الطبيب عليه وكشف، يوقع فيه بعض التعمليات منها الراحة والهدؤء، وأمر الخروج لن يتأخر أكثر من يومان ، صمت خيم على الأجواء، لا حراك ولا مساس ولا حديث، نظراته الصامتة توحي بحزنه وخذلانه، اغماض عيونه ويده التي يضعها على قلبه من وقت الي الآخر توحي بعدم التعافي ومازال الانهيار مكتملا.....................
......................

أوراق الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن