الفصل الحادي عشر... شجر السلام
شجر السلام أزهر في مقتبل العاصفة، فاحترق قلبي..............
كانت تفقد محصول العام، والإيرادات والمصروفات وتتمشي في الحقول، وهي تحمل مظلة تحميها من أشعة الشمس، وعيونها معلقة على العمال والفضاء والأعمال التي تمم، وهو يتابع كل شيء بهدؤء، ليخرج الجواد وينطلق به سريعاً، ويقف أمامها بشكل مفاجئ والفرس رافع قدمه لأعلي، ثم هبط، وقال بابتسامة مزواية لنظراته المتهكمة لجوء كبير من صدمتها التي اخفتها في الصمت، ليقول وهو يمد له يده : تاخدي جولة يا برنسس
صمتت لثوان، وازالت هدؤئها بتهديد واضح : نزار، افتكر الجملة دي كويس، موتك هيكون علي أيدي في يوم.
ليقهقه قائلا : إيلاف، للدرجة دي دايقت، تعالي اصالحك
لتبعدت ويتبعها بفرسه وهو يقول وصدي صوته انتشار في الأجواء : إيلاف، انا بتكلم
لترد بهدؤء : وانا رديت
ليمسكها من مرفقها ويجذبها له وتقف في صدمة، كادت أسقط، وانسيالها تركت بصمات تنطق، ويده تركت اثر علي يدها البيضاء، عينيها السوداء حجظت في غضب، و وانزل الرجال رأسهم وابتعدوا عن مجال الحديث، فعلته بجذبها تلك اغضبتها، حقآ كادت تسقط ولكن العقاب الأكبر كان علي مخالفته أمرها، وكان الإبتعاد الحل الأمثل، لتنطر اه شرزا، يبين الضيق علي قسمات وجهها، لتنتفس بغضب، وتبتعد عن مجال وقوفه، وتغيب رويداً عن الأنظار، في لحظات صامتة، لم يفهم منها الكثير، ولكنه وجد أن الزواج أصبح بينهم جحيم وهم مازالوا في البداية، نبرات صوتها، تحمل غضب انثي، فتنتها سامة، وهي قاتلة مع سبق الإصرار، وهو يغيب باله ان اول الضحايا، ولكن اول الضحايا عليه إستقبال اول ضيوف الرحلة قريبا، ربما يكون هذا الضيف الوحيد الذي سوف يحمل بقاياه، ويحمل اسمه وجزء منه، سيكون آخر ما تبقي منه، ومن روحه....
...........................
جلوس علي شاطي البحيرة، يتأمل فيها، وثلاث أسماء في عقله، اولهم مرفوض، وثانيهم مفقود وثالثهم غير معروف، والحقيقة تكمن وراء أحدهم، ويغيب عن ذهنه، انها لم تطمئن عليه، والأجواء ملئية بالشحنات السالبة، وانتهي الأمر، بموبين قهوة برفقة والده وابيها، خدم منعوا من الدخول، والحراسة تم إبعاده واقصاها من المكان، جلوس هادئ، وسط كوكب من النيران، ليقول الآخر : طلبتني يا سعد
ليحرك الآخر عينه عن كوب القهوة قائلا، وهو يشعل التبغ لهما : ابنك طلب ايد بنتي
ليبتسم الآخر، وتنزوى ابتسامة أخري بدون معني علي وجه ويقول وهو يخرج من رئته سحابة من التبغ تحلق في الأجواء : خير، وانت عايز اي.
ليحدق الآخر به بتركيز قائلا : عايز اسمعها منك
ليدعي الجهل ويرفع كتفيه ويزوى فمه : هي اي دي
ليضيق بصر الآخر ويقول : تقول، انا بطلب ايدك بنتك لابني علي ياعبد القادر
ليتجاهل الآخر حديثه قائلا بتركيز على تعابير وجهه : علي راجل، ملو هدومه، وطلبها منك ولو شايفه مناسب وافق
ليوده له الاتهام مباشرة قائلا بشئ من الغضب : كنت بتاذئ ابنك في صغره لي ياعبد القادر
ليجيب بعدم مبالاة : بربيه بالطريقة اللي تناسبني
ليضع الآخر النقاط على الحروف ويقول بصوت قوى وجاد، يتصف بالحدة ويقول : علي مش ابنك، دا ابن اخوك، ومراتك
صمت خيم على الأجواء ليكمل الآخر قائلا : وانت اللي قتلتهم، علي دا خطئية، وقسوتك عليه دي عقاب
ليبتر الآخر كلماته قائلا : خلصت
ليفرغ الآخر من صبره ويقول بصوت عال : انا عايزة إجابة علي سؤالي اه ولا لا
وليطفئ سيجاره وهو يخرج قائلا : اسأل صاحبك لما تحصله، اشوف وشك بخير....
ولحظات واختفي من الأجواء، واما هي وقفت مصدومة، تتذكر كلمات حبيبها عن أحلامه، عن كوابيسه الملازمة، تتذكر ما توصل له، نتذكر وتتذكر ولكن مع كل تذكر، تعلم أن الحقيقة اشبع من الإعتراف بها........ وان الحقائق خناجر تصيب فنتصر وتقتل و تميت...... رعشة تدب في اوصالها، وعيون تدمع وصدمة تعم نظراتها لي والدها، ورحيل مفاجئ لها، مع أنين سريع مرافق للهروب..........
...........
تنهيد يعبر عن إرهاق وارق لتقول : تعبت اوى ومش عارف اعمل اي ياطنط سمية
لتربت على كتفها : اعترفي بخطائك وانك اختارت غلط واهربي باللي فاضل من عمرك
لتدمع عينيها قائلة بصوت متحشرج وصدر مختلج بالبكاء : وهبقي بباقي عمري، وانا مش هقدر اكون ام.. ولا هعرف اعيش وانبسط، ولا اركب خيل، الخيل اللي عيشت من طفولتي على حبه والفروسية اللي اتعملتها، كل راح
ربتت على كتفها بحنو قائلة بحنان : هتتعملي حاجات تانية وهتحبي تاني بس المرة دي صح، وهتشوفي حاجات مكنتش شايفها، بدل ما تدبلي بالبطئ كدا
لتقف بشرود قائلة : وتفتكري توفيق هيسكت
لتنبها قائلة : مافيش عيشة بالغصب يابنتي، انوى انتي بس وكلنا في ظهرك....
...................
بحثت عنه ولم تجده، فنفرت من الأجواء، لتراقب زهرة الأحوال وفخرية بجوارها لتقول : فاهمة حاجة
فخرية بهدؤء : زى ما فهمتي
فأنت عيونها لتقول : بس صهيب
لتمسك لتنمعها من الاكمال قائلة : بني آدم، وهيجي وقت يكمل اللي واقف من حياته
لتلمع عينها قائلة : تفتكري.
لتربت على كتفها قائلة : المياه تكدب الغطاس....
...... وعلي نهاية الحديث، كانت هي خرجت من أجواء القصر واقتحمت المزرعة وقم اسطبل الجواد وسط غفلة من العمال، فالوقت وقت راحتهم، وهم متجمعين في مكان غذائهم يتبادلون الأحاديث والمزاج والطعام، وهي تراقبه من بعيد وهو يداعب فرسه وصغيرها، ويفترش أرضا إحدي الأقمشة ويجلس ليمدد قدمه، فتتقدم الفرسة بخطوات عرجاء، وتهبط حيث سكن وتضع عنقها على قدمها تداعب، فيخرج حبات السكر ويطعمها، ويتقدم معها رويدا فرسها الصغير، ويجلس بجوار والدته، لحظات حين رسمت اللوحة بمعزوفة الوفاء والاهتمام الأبدي، لتنبته الفرس لوجود آخرين، وتنتفض غاضبة ، لينظر هو لمرمي عيناها، ليجد الأخري واقفة بشيء من الخوف، ليريح فرسه ويطمنئه بحركة مسح وتربيت على عنقه وقطع سكر وكلماته، ليخرج مستندا على عصاه بدون حديث منتظر منها إجابة، لتنظر أرضا، لينطق بالألمانية " Dumme Neugier" " فضول غبي"
لتقول ببراءة وخجل : صهيب انت شتمتني بس انا مفهمتش
لينظر لها بطرف عينه قائلا : وماله
لتحرك ذراعيه في حركة دائرية مع جسدها : عشان خاطري، عشان خاطر زهرة أو زمرد طيب
ليتنفس بقلة حيلة ويقول : قولتلك فضول غبي
لتنظر له وتسلط عيناها عليه قائلة بنبرة يشبوها بعض الحزن : تسلم يا زوءق، وأكملت بفضول : طب ممكن اسال سؤال
ليغادر وهي خلفه قائلا : اسألي
لتردف سريعاً : مين معاذ، جحدت عيناها للسماء، وتوقفت حركته برهة، وبلع حلقه بصعوبة، وتنفس ببطء مجدداً وقال بصوت هامس وكان خلفه حرب : ومسالتيش زهرة لي عليه
بررت قائلة : بحس اني مرتاحة معاك اكتر.
وهو يغادر بشيء من السرعة : بس انا مش مرتاح، عن ازنك.....
........ أحيانا بعض المواقف القاسية، تترك خلفنا الغموض وبعض الحزن، وأما هي وقفت بحزن ادمع عيناها، وجلعها تجر قدمها الي غرفتها بوجه واجم لا يعبر عن أي تعيبر سوي جون خفي، ولحظات حتي استلقتي على الفراش و أخذت إحدي المجلات تعبث بها، ولكن كلماته عبثت بعقلها وانتشالته ببراعة من الهدؤء والراحة، حتي خانها هدؤئها وبكت......
.........................................
أنت تقرأ
أوراق الخطيئة
De Todoنولد ونحيي ونظلم ونبرر أفعالنا باسم الأخطاء ولكنها باسم الشيطان، اذا أخطأت يوماً، فقد انتصرت شيطانك واذا ضللت الطريق فقد أصبحت تابع ، وكلانا لم يستطيع التوقف عند حد معين وكلانا من نسل ادم ولكن من اتباع الشيطان وكلانا ذاق مرارة تفاحة الجنة وسكنت فيه...