الفصل الرابع عشر.... أننا والقسم لظالمين

64 1 23
                                    

الفصل الرابع عشر.... أننا والقسم لظالمين....
........ أننا والقسم لظالمين، أنفسنا والأحباب ومهلكين كل شيء ومهلكين أيضا، تمر علينا كل الفصول، فنكون على مدار الحياة العصا والجلد والكجلود والظالم والمظلوم، نقيم محكمة بقانون نرتضاه يحقق مظالمنا وظلمنا، فعندما تمتلك القوة، احذر تلاعب الأدوار يا شيطان الضعف......
...............
صرخت بسعادة علي مفاجأة أخيها، رحلة لبلاد النوبة، استقبال محبب من عم حبيب الذي استقبلهم بلين، وخطوات بطيئة لتلك المصابة في قدمها، التي سحرت بالنيل والطبيعة التي تحتضنهم والجبل الذي يضم المشهد، والتسليم الذي يداعب القلب، والعين ترسم بفراشة منازل ملونة بألوان زاهية ولابس تلقيدي مزكرش ومزبن بالألوان والنفوس، طقية صغيرة تضيف بهجة ونكمل الصورة، هدية الزواج التي وعدها بها حقآ، وقطنوا في المنزل الذي يملكه ويراعاه عم حبيب المكون من ثلاث طوابق وعدة غرف وشرفة واسعة تتطل على المنظر وتبتهج بألوان الطبيعة وزقزقة العصافير، روح المكان غلبت عصا الساحر، ليقول حبيب وهو يداعبه :  مافيش مرة تجي وفي يدك مرتك
قاطعه بلؤم : مجتش سنوية معاذ لي
ربت على كتفه قائلا بعطف وهو ينظر لحسان بشيء من العتاب : مبحبش اشوفك حزين يا صهيب
اغمض الآخر عيونه وخلع نظاراته ومسح وجهه وهو يتنفس بهدؤء قائلا وهو يضع نظاراته جانبا : اخويا يا حبيب، اخويا، سيبك انت هتورينا اي المرة دي، معنا عرسان جداد....
نظرة متبادلة من حبيب لحسان، ليقول : مجهزة ليكم ليلة وعشا ومركب في النيل زى الفل وحبة اغاني من اللي قلبك يحبهم
ابتسم قائلا : هم عواد الصعيدي اللي هيغني
اوما الآخر وابتسم، ولحظات وخرجوا ليتركوا له مساحة من الراحة، وأخذ حسان حبيب ليتحدثوا في غرفته قليلاً، فقد اشتاق لحديثه، ولكن صوتها العذب والحساس وهي تناديه بحب : حسان
وقوف وجمود بات لثوان، ثم ادار جسده في ثوان، ليقول بحبور : اومري
إبتسمت قائلة : تحب تاكلوا اي علي العشا
ليجيب حبيب بدلا منه قائلا : انهاردة ترحاب بيكم والسهرة والعشا عندي
نفست بهدؤء وقالت بشكر وبابتسامة وجهه بشوش : تسلم ياعم حبيب، اشوفك على بليل...
نظرة صمت وعيون لامعة واخفاض الراس ومدارة المشاعر وهذا حال سنوات من الخجل والتوتر والمراقبة والحب القابع الصامت بينهم، ورحيل منها، ثم ذهاب منه ومن حبيب ليقول الآخر بسخرية ومزاح : جبتك ياعبدالمعين تعينني....
وكل ملامح المشهد يعرفها هو ولكن ليس له عليهما وعلي لسان حالهما سلطة، فهو يعلم مافي الأمر منذ سنوات ولكن الاختيار صعب ولكن السنوات تمر والأمل يقل وربما يقترب، حسان لا ينجب وتسبب هذا في طلاقه قديما عندما كان ممرضا لجده، وفخرية إذا تزوجت به تضحي يسطر كل انثي في حياتها، وهو رأي بعنيه أن احيانا كثيرة ينتصر هذا الشطر، بأنه دائما الأهم والأكبر والأكثر مرادا.....
...... ... يبتسم معتز علي ظهر المركب قائلا : فعلا انا كنت هندم لما مطلعتش الرحلة دي. متشكر يا صهيب...
لباسم وقال : العفو، اتبسطوا، اخرنا هنا عشر ايام عشان شغل جوزك....
إبتسمت ورحلت معه الي جانب من المركب يتبادلان الحديث والذكريات، وحتي تأتي فقرة الغناء، استند على عكازه الطبي وسط سريان المركب في النيل، ووقف عندها ووضع علي شعرها المتموج تاج من الزهر صنعه بنفسه مبتسماً وقائلا بهدوء : انا اسف اني اتعصبت عليكي قبل كدا، بس كان عندي حاجات كتير شغلاني وسنوية معاذ...
خجلت من اعتذاره واسرها ذاك التاج من الزهور لتقول بفستانها الأبيض ذو النقوش والألوان الذي يتميز باكمام واسعة قليلا ويطول ويضيق قليلا عند الخصر وعليه بعض النقوش من الزهر والألوان الأحمر والأزرق وبعض.... : ولا يهمك، وانا كمان مكنتش اقصد
الاسم وأضاف بشيء من المكر : رغم انك مدينة ليا باعتذارين.
تفاجأت وقالت : انا
_ ايوة انتي، أولهم لما دخلتي غرفتي في مرضي وفتشي فيها، وثانيهم لما اقتحمتي خصوصية اشيائي والأهم لما روحتي الاسطبل لوحدك ودا ممنوع
وضعها في مأزق وأخرج من جبيه انسيالها الذي فقدته في غرفته ولم تنتبه : ودا يخصك، وبالميت كدا، رغم انا اللي مفروض ازعل اكتر خلصانين
اومات برأسها بحرج : خالصين، بس يعني اي بالميت
ابتسم قائلا :  أصلها من السودان عشان كانوا بيدفنوا كبير العائلة أو البيت في بيوتهم، ولما كانوا بيعهم لازم يخرجوا الميت عشان يتباع بسعر مناسب، وعشان كدا كان التاجر بيقول بالميت، يعني لو بالبيت فيه مين هاخده بكذا وطبعا أقل بحبة حلوين من سعره الأصلي، لحد ما جه حاكم للسودان وأمر أن كل الميتن يطلعوا ويمنع دفن الأموات في البيوت وهنا طلعت جملة يطلع ميتنهم، بس طبعا دا مينمعنش انها مينفعش تتقال لأن العرف اتخذها شتيمة وذات معني سيء ، بس اصل معناه أجبروا على فعل شيء، غير كانت القاعدة الوحيدة اللي خرجت من حكم إخراج الموتي هما كبار شيوخ الصوفيه، ودا في عهد الحاكم عبدالله التعايشي
تعجبت من اسم الحاكم وقالت : صوفي، واحنا مذهبنا اي
ابتسم قائلا : كل أمور مصر تحت حكم المذهب الشافعي الا الزواج بالمذهب الحنفي
نظرت له قائلة بتساؤل : اشمعنا
أجاب بهدؤء : اسألي الأزهر، بالإضافة انه لخلقه شئون، بس بالتقريب كل شعب بيمشي بأقرب مذهب ليه ولعاداته...
صمتت لثوان وقالت : لي خوفت تحكلي عن معاذ
نظر للنيل وقال بهدؤء : انا مش بخاف يا خديجة، ومعنديش اللي اخسره عشان اخاف عليه، بس ممكن وقت السؤال غلط
_ لي مش اكيد
_ عشان مافيش حاجة اكيد
_ تقدر تحكي حكايته وانا هحكي ليك عن ماما
_ واحدة بواحدة يعني
_ حابة نكون صحاب بشكل أكبر، ثقة متبادلة
ابتسم وقال بصوت يشبوه ذكريات من الحزن وتدرج ليختنق في النهاية : معاذ اخويا الكبير وكان متزوج، كان بيحب مراته من ثانوى وخطبها بعد شغله ما مع بابا في سنة تانية جامعة، في الأول من شغله مع بابا جاب شبكة بسيطة ليها، وبعد شغله وجيشه كبر الشبكة وبعد سنة من جوزاهم عوضها عن كل دا، عشان كل حاجة بينهم كانت بسيطة عاشوا سنين حياتهم بسيطة وسهلة لحد سبع سنين، اشتاقت هي لطفل وبعد إن سنة راحوا للدكتور واستنوا التحاليل ومعاذ طلع عقيم، ثلاث سنين علاج وبدون فائدة والأمل ضعيف، كل يوم خناق بينهم بسبب إهمال معاذ لادويته التي بتوريه كل يوم عجزه، وكثر إن أهلها علي الطلاق دخلت في سن الثلاثين وفرصتها بتقل في الخلفة، اخويا اللي كان من الحاجات اللي شايفة اني ممكن اكون شيء كان بينهار، بطل يشتغل زى الاول، وسهر وبطل يرجع بدري، لحد ما بطلوا يتخانقوا... وجه يوم عيد ميلاده  ويومها هو حلف ليسيب اثر عمره ما يتحمي، بعد انقطاعه عني وعن متابعة علاجي معايا ومع حسان، دخل واطمن عليا وكنت وقتها لسا عايش بالكرسي، كان بيتكلم بهدؤء وحب وكان بيوصني أقوى واني مزعلش منه، وبليل احتفلنا معاه بعيد ميلاده، وادي لمراته هدية وقالها تفتحها في نهاية الحفلة... وطلع في الاخر عشان تعب، والباقي قعد يرقص أو يرتاح من تعب اليوم، وهي فتحت الهدية، شوفتها وهي بتعيط وبتنهار وصوتها طلع وبتصرخ والكل اتجمع علي انهيارها، وحاولوا يهدوها، وكان لسا بيقول معاذ اتجنن، وكان هيدي رد فعل عنيف وكان فاكر ان دا طيش منه وقلة اصل، سمعنا صوت رصاص، علي أثره الجيران بلغوا البوليس خوفا يكون في حاصل، والكل طلع يجري عليه، والمشهد كان معروف واتحفر، معاذ مرمي على الأرض والدم نغرقه وفاقد التنفس، ولأن القسم مش بعيد وكذالك المستشفي، اخدوه ولكن الروح كانت سلمت لرب كريم، وكتب في وصتيه انه ندمان على فعله ومستني مننا أن ندعليه ونترحم عليه، معاذ كان بيموت كل يوم ومحدش حاسس بيه، واخر فترة حاولت أفهمه أو ارجع اخويا ولكن انا مكنتش متوقع ان دا كان الحضن الأخير....
وصمت واحترمت صمته، وربتت على يده معتذرة قائلة بشيء من البكاء : انا أسفة، مكنتش اقصد اقلب عليك الحزن، خلاص متزعلش يا صهيب
قال بهدؤء : انا مش زعلان ربنا يرحمه، انا متأكد ان رحمته أوسع انه يعذبه على غلطة في لحظة ياس، ربنا يغفرله، بس انتي بتعيطي لي، خديجة
وأخرج منديله مواسيا لها : خديجة اهدي، انا غلطان طيب، اجبلك فخرية طيب
مسحت وجهها وجمعت قوها : عشان فكرتني بماما، بابا وماما كانوا بيحبوا بعض بس تيتا مكنتش بتحب ماما ، والمهم ماما طلع عندها مشكلة في الخلفة ومش هتقدر تخلف وحملت مرات وسقطت لحد ما الدكاترة منعوها من الحمل والخلافة وادوها أدوية لدا، وادوها امل انها لو انتظمت عليها هتكون احسن وهتقدر تخلف سليم معافي تيتا معجبهاش الوضع لأنها عارفة الحقيقة، وطلبت من بابا أن يتجوز ويخلف، وقالت لو معملش كدا هي مش أمه ولا ليها ابن، بابا فضل كتير محتار، وماما بدول صحتها النفسية اتحسنت وعرفت بالحقيقة، اكتئبت وطلبت منه ينفذ أمرها، واتجوز وواحدة بابا ضاع من ماما وانشغل غصب عنه باخواتي، لحد ما ربنا أدي ماما امل وحملت منه وكنت انا ولكن الحلو مكملش، الدكاترة قالوا لازم الحمل ينزل سنها كبيرة وغير انها من الحزن جالها مرض القلب بعد جواز بابا ولكن هي خبت عنه السبب، ولكن هي صمتت تكمل الحمل، والدكاترة معرفوش يقعنوها بأنها تنزلني لكن صممت على رايها، ويوم ولادتي توفت اول حضن منها كان آخر حضن واتربيت لسن سبع سنين مع بابا والصراحة مكنش ليا غير دادة تراعيني، مراته مكنتش احسن حاجة وتيتة من محبي الصبيان وانا كنت البنت الوحيدة وهما كانوا كبار وأخذوا كل اهتمامهم وأول ما كملت عشر سنين دخلت مدرسة داخلية وكان دا اقتراحهم عشت فيها اغلب عمري، وفي ثانوى دادة اتوفت، وبابا قالي لو مش عايزة تكملي ممكن احولك وانا رفضت، مش هلاقي حد يهتم بيا، وكملت لحد ما دخلت حقوق وكل علاقتي بيهم كان فلوس وجوبات لحد ما عشت في سكن جنب الكلية رغم اني اقدر اعيش معاهم بس انا معرفهمش، ممكن كنت اقعد عند خالتو ام معتز ، ودا كان قليل ولكن غير كدا قضيت حياتي وحدي، وبابا نسي ماما، ونساني وبس
ومسحت دموعها وثوان وتركته ورحلت لتكمل بكائها دون أن تستجيب لندائه الذي لم يطله عندما رفضت العودة.... ولكن لم تعد له، وكان علي امل ان تعود ويراها في السهرة وظل عند أمله منتظرا.......
..................
كانت تنهي طعامها قائلة : مالك متغير
أجاب بشيء من العتاب : بقالنا شهر بنتقابل ومتجوزين في السر ومحدش عارف، وانا كمان معرفش منك سر موت علي وحكاية إمبارح، انا لجأت لجلك لما لقيت عبدالقادر مراقبني ومش عارف اوصل لحاجة
حاولت الهروب قائلة : انا انهاردة اتاخرت وبابا في أي وقت ممكن يرجع من السفر، اوعدك هقولك كل حاجة... سلام ياقلبي، وطبعت قبلة على راسه ورحلت وتركته بشيء من الحيرة، شك أنها تكذب ولا تحدثه الثقة وشك أن الأمر جلل لتلك الدرجة... تنفس بغضب واشعل تبغه، ودقائق وأغلق أنوار الشقة وخرج... عائدا لمنزله... ليجالس اخته قليلا ويعلم مابها وقراره المفاجئ ما مصدره، ولكن يأمل أن يكون في كل حال حقيقيا ويكون بقوة منها لا ضعف، فهو يعلم أن هذا الزواج خطف منه جنته واشعلها تعبا ودمرها عن بكرة أبيها........
دخول منه للغرفة التي تجلس فيها وهي تضم ركبتيها وعيونه تشتعل بالغضب عندما هنائته الخدامة بحمل زوجته!، انطلق وتوقف غاضباً وهو يقول : انتي عارفة تمن الكدب عندي وكمان عارفة اني مش بحبه
لتنظر له شرزا وبغضب، قسمات وجهها تلعنه وتذكر فقط ما صنعه بها وقالت بصوت مبحوح مختلج بالبكاء : انت اي، وصرخت به مكملة حديثها بغضب وكتمان سنوات وهي تدفعه بقهر والم : انت اي، لي مش بترحم، سبني في حالي وطلقني، وابنك لي مش عايزاه، انا كمان مش عايزة
ليدفعها ويسقطها أرضا وقائلا بغضب : قولتلك انا مش بحب الكدب، وانا معنديش غير ابن واحد بس، ابن واحد وهو مع أمه تحت، لكن اللي بتقوليه دا انا معرفوش، روحي شوفي ابن مين وشاوري على ابوه بعيد عني
لتهدر به وهي تحاول الوقوف : انت اتجننت هي حصلت تطعن في شرفي، انا غلطانة اني ضعيتي عمري علي واحدة شبهك
صفعها بقوة وغضب واسقطها مجددا وهدر بها : يابنت الكلب، بقي عشان ليلة وحبة دم عايزة تلبسني نسب يابنت ******* لي فاكرني عبيط ومش عارف انك ماشية مع ضياء ابن عمك علي حل شعرك، فوقي يا هانم سيرتك علي كل لسان وانا ساكت، دا انتي تحمدي ربنا اني سترتك كل دا يا بايرة يا وحشة  يام وش مبقع، انتي نسيتي نفسك، يالا برا يا فاجرة، وربنا لافضحك، قدامي، وفتح باب الغرفة وامسكها قفذا اياها أرضا مخرجا اياها بقسوة وقوة، وصعود أخيه وأبيه واختها من الخارج علي صوت الصراخ وإخراج الأطفال خارجا، لم يفيقوا من صدمة زوجته وطفله، لتنظر لها الأخري بشماتة واضحة وسعادة وكأنها تختم النصر، والآخر يزج بها في الأرض، ويهدر وهو يبعد عنها اختها : هتطلع من البيت دا بهدومها بقولك مش ابني مش ابني انتم لي مش بتفهموا ابعدي عني
بكت وتركته وحاول اخوه منعه من فعلته ليرفع الآخر سلاحه، وتقول اختها برجاء : مش عايزاه سيبها، ارجوك يا تامر
ليقسم الآخر وهو يشهر سلاحه : موتها على أيدي ال **** مش هسييها الا وهي مقتولة وعلي ايدي اهلي، انتي مش مصدقاني صح فاكرني مجنون، لا اختك الخائنة، اختك اللي ملمستهاش غير مرة واحدة من سنين اختك العقيمة حامل، شوفتي بقي الكذبة، قدامي وركلها بغضب لتسقط أرضا باكية بل تقوى علي الحركة، ويتجمد الآخرين وتتهزا أركان البيت ويقلب رأسا على عقب، ومنعهم الرجال من الخروج أو التقدم، ليدفعها الي السيارة متجها لمنزل ابيها، وهو يشهر سلاحه عليها ، ويقتحم المنزل مطلقا عدة طلقات في الهواء وملقيا بها أرضا صارخا : اهي بنتك عندك اهي، ربيها اقتلها وشوف دا ابن مين معها بالمرة لكن انا مش عبيط عشان انا ألبس حاجة مش حاجتي، بنتك خانني، بنتك اللي ملمستهاش غير وحدة وعندها مشاكل في الخلفة حامل مني، ياخي كانت تكذب كذبة محبكوة شوية، بنتك طالق طالق بالتلاتة، ليزيد انهيارها قائلة بصوت مختنق باكي : حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل....
............................... لم يرحمها احد، ولم تكن الرحمة يوما من نصبيها، اليوم وفقط بدأت الحياة ترسل اللعنة لها وحتي الف عام ولا عزاء للضعفاء...
وكان غضب ابيها وعقابه واضحة لم يصدقها وشك بالجميع حتي ابن أخيه، وقرر الخلاص منها ولابد ولكن بأكثر الطرق قسوة....................
................................
رجوع له وهو ثمل، يضيف لقاموس ابيه عدم أهلية ابنه لاملاكه ولا حتي لمستقبلهم، وميله لقرارها الأول بعزل الابن في مشفي ليتعافي من الخمر والمسير ويعود شاب ذو قوة وعقل يقط وليس مخيب غارق في اللذات، أخذت للوصلات القديمة زيادة صفر صغيرة علي كل رقم زاد الأمر سؤء، فظهرت هي بالزوجة التي تصون زواجها من زوج فاشل غير مكترث، ورغم أنها من حركت خيةط اللعبة ولكنه من سعي وعندما سعي وجده، ظل لحركته غير المستقرة ومساعدته الخدم له في الوصول لغرفته وحالته المزرية التي وصل لها، حرك قدم لغرفتها، التي كانت بمقربه منه، وكانت صاحبتها تنهي ورق أعمالها وتددق في الساعة لتأخذ ادويتها، فقد بدأ الصغير في المشاغبة واللعب معها، فتح الباب واتكئ على عصاه وقال : إيلاف انا موافق علي طلبك يابنتي
وهنا صفق الشيطان قائلا بكل لها والتقدير : ينصر دينك. وختم المشهد بابتسامة وحديث جانبي علي صحة الطفل وصحتها...، ولهذا السبب عندما تجد عقرب اقتله أو اهرب ولا تعد، فإذا نظر لك فأنت في كل الأحوال هالك... وبين السطور رسالة لعزبزى آدم، بين كل سطور المرأة انتقام فلا تكن يوما هو.....
..........................
فكرت في حديث الحوت الذي طلب أضعاف مضاعفة من مكسبه المخصص له سنويا من ريع ما يتم كسبه من بضاعة المينا، طمع وطمعه شنيع تهديده واضح، المال أو سمعة الحاج الراحل، تفكير طويل وشرود، ليستاذن احد العمال قائلا : المعلم عماد عايزك برا يا معلمة...
أغلقت الدفتر وخرجت له قائلة : نورت يا معلم عماد اومر
قال بهدؤء وهو يجلس على كرسيه مجددا وينفث دخان تبغه : هتاخدي الحلاوة و الحوت بلغك وعلي عليكي ومعرفتيش تصدي
ادعت الجهل وقالت : احنا تجار مش بتوع حلاوة
ضحك وقال : بصي يا لقاء لو عايز من زمان اكسر رقبتك وانسف لين الحج هعملها متنسيش اننا كبار السوق مهما حصل، يعني مهما حصل اسمنا فوق واسمنا طايل، وحكاية المنيا دي عارفينها وكلنا لها كونك بقي معرفتيش ومش هتعرفي قوليلي
غضبت وقالت : فعلا انت جاحد ومعندكش دم وكبيرك مات، اسمع يابن طاحون، دا شغلي لما اكون محتاجة لحد انا اختار جزمة ولا اختارك شرفت
نظرة تحدي منه إطفاء لتغبه قائلا : هتشوفي...
ويرفع طرفه شاله الذي يلفه حول عنقه ليقيه البرد ويهم بالرحيل، ليصرخ أحد العمال مهروا، مخبرا اياها أن طفلها قد أصيب أثناء لعبه مع رفاقه وإصابته بلغية.................. لترحل خلف العامل ويهدر عماد بالعمال بإغلاق المحل ويغادر خلفها.... ليضحك القدر علي بعض الجمل... وتهبط عند طفلها المصاب تتفقده قائلة بخوف وهي تري الدماء تسيل من قدمه : أسامة أسامة، حبيب اي اللي حصل
عماد وهو يحمله من أمامها قائلا وهو يحمله سريعا وبحرص : اعرفي اللي حصله من الدكتور مش وقته
.............
بعد ساعات الانتظار والبكاء، وعدم التصديق دخل ضيف آخر غاضب ليقول : دي اخرتها يا جنة عايزة تتطلقي مني وعايزة ترفعي قضية طلاق كمان
اختبئت خلف علي أقرب اخواتها لها بينما،
يهدر به الأب قائلا : توفيق مكانك والا وقسم بالله هتكون اخرتك هنا، مش عايزك وهتسيبك انتهي، واصلا دا قرار متأخر.
ليهتف الآخر بمكر قائلا : اقولك، لا انت تحلفي برحمة علي او جنة مراتك وانا أطلقها
صعد صوته وعلي وقال : توفيق ألزم حدودك
ليغضب الآخر قائلا : يا قديس الفضيلة ياروح الحكمة كدا مبقاش في حاجة اخاف عليها، وانهاردة الكل لازم يعرف الحقيقة والعين بالعين والسن بالسن وانت البادي....
بعض الحقائق يجب أن يكتب لها الموت.......
.............
وفي أصعب المواقف نجد أشد الناس اصدقهم وأكثرهم قربا، وقف بينما خدامتها حسنية برفقتها ليخرج مطمئنا وقائلا أن جرح عميق ولكن ليس بدرجة كبيرة يحتاج بعض الوقت الصبر والاهتمام وبالتأكيد الالتزام بكل التعليمات، رسالة شكر منه للطبيب، وجلوس منها بشيء من الراحة لتضيف حسنية بجملة شهيرة تكرر في أفضل واسؤء المواقف : يقطع الكورة وسنينها جالنا منها اي غير وجع القلب....
لتنظر لها قائلة بنفاذ صبر : خلاص يا حسنية مش وقته
ليتني جانبا وقد اني احد رجاله ليقول : استأذن انا، لو احتاجوا ابعتوا ليا هكون تحت أمركم
اخفضت وجهها بشيء من الخجل منه قائلة : تشكر يا معلم عماد، نردهالك في الأفراح ....
اخفض راسه وهم بالرحيل لتكمل هي : هي جلسة اختك بكرا
... وبدون قصد وضعت الخنجر السام في قلبه ليجيب مستنكرا : نعم، عايزة حاجة
لتجيب بدعاء صادق : ربنا يرجعها بالسلامة ويرد ليها برائتها....
ليصمت وينتمي بتحقيق دعائها المستحيل، ويقول  وهو راحل : مترديش على الحوت، تمامه عندي، عن ازنك............
لتعقب حسنية بشيء من الإعجاب : راجل من رجالة زمان، لولا بس حظه قليل
نظرت لها بتعجب تكاد تقتلها من فرط التعب وتعليقاتها الغربية، رغم أنها حقيقة......
...................................................
بسم الله الرحمن الرحيم : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، صدق الله العظيم، وبناء عليه سيدي القاضي فأنا بطلب من عدالة المحكمة بعد شهادة الشهود. توقيع تقرير الطبي الشرعي والنفسي للمتهمة وأنها متزنة وبكامل قواها العقلية وبعد شهادة الشهود حتي احد الأطباء المتابعين لحالتها المقربون لعائلته، أظن من حقنا وحث القانون أن يتم اتخاذ اقصي عقوبة علي المتهمة عدالتك
ليجيب القاضي عليه بسؤال : عندك حاجة تضفيها
أجاب بهدؤء وهو يجهز بالجلوس الاستماع لقرار القاضي : لا سيدي القاضي
القاضي بهدؤء : حضرة الدفاع عندك حاجة تقولها
الدفاع بهدؤء : عندي شهادة زوجة الشقيق الأكبر للمتهمة
أشار بالقبول قائلا : خليها تدخل
.... وقفت أمامه ونظرت نظرة شاملة وهذا تنفسها ونظرت لها في القفص ثم لحضرة المحكمة، ليوجهه القاضي سؤال لها قائلا : رقية يابنتي، كل اقولك لينا،عدم الإنكار، وأظن دي اخر مرة هتكلمي فيها ويكون كلامك فيها مهم، الطلب الوحيد منك بس تقولي كلامها صح ولا غلط....
صممت، لتعلن ردها القديم عند سؤالها، أن عدم إجابته أو ردها معناها قبولها الاتهام، ليوجه حديثه لاخري قائلا : اسمك وسنك وعنوانك
لتجيب قائلة : إيمان حيدر عوض ٢٩ سنة، عنواني حاليآ برلين ****، وقديما شقة المرحوم زوجي المنشية شارع نوبار باشا، عمارة ١٩ ...
_قولي والله العظيم لأقول الحق
أجابت سريعاً : والله العظيم لأقول الحق
وأكمل : ما اقولك مافي هو منسوب للمتهمة
لتسبقه بالإجابة : كله حق، محدش كان كداب غيرها.........
......... يتبع.........

أوراق الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن