الفصل الواحد والعشرون، بين الشواطئ، دماء سعادة الحلم وقطرات دموع أمس، حيث هلك كل من صمد والنجاة كانت للفرار، ولانصاف لم ينجو احد.....
................
فتحت الخدامة لها باب المنزل، دخلته بكل التيه والانكسار، ونظرات شماتة تلقتها من قبل ام زوجها، بكل مرارة تقبلتها وهي تجر أقدامها، اهدابها تحمل الدمع وتابي الرضوخ لرغبته، جلست على طرف الفراش، وخلعت خاتم الزفاف، وضعته في يدها، ونظرت له بعمق، ونظرت لحالها وكل ما تبقي منها، نظر لوجهها في المرأة المقابلة، نظرت لتلك العيون الباهتة، ولفتة على اليسار نظرت للأدوية الخاص بمرض السكري اللعين، سقط من يدها في غلفة خاتم الزفاف، وأصدر إيقاع النهاية، وتملكتها حدة الغضب، فوقفت وألقت كل الأدوية أرضا ومالت عليها تحطم فتضرب من تضرب في الأرجاء وتحطم ما بقدمها، فتجرح وتتالم وتصرخ متاوهة، وتسكن أرضا تجلس القرفصاء وتبكي بحرقة، ليدخل هو، ليدرك بقايا الحطام ويفزع من يدها وقدمها المجروحة محاولا الاقتراب، لتبعده عنها، فيقاوم ويحبكها ويتحكم في يدها ويضعها خلف ظهرها ويضمها إليه فتصرخ وتبكي وتتضفه عنها، وتزال في بكائها قائلة : سسبني يا نصر، سسبني، طلقني انا هرجع لأهلي، طلقني انت سامعني مش عايزك، انا مش هكمل مش مكمل، انا انا اللي استاهل، انا كنت عارفة انك بتخوني، كنت حاسة باللي عملتله، انا اللي سكتلتلك وسمحتلك بكل دا، انا اللي عملت كدا في نفسي، انت مكنتش تحلم ابصلك..... وخارت قواها وهوي صوتها للحافة لا تقدر أن تخرجه من حنجرتها، فاسندت مرفقها على مقدمة رأسها وأكملت بكائها بكل احتراق، ليرد هو قائلا بغضب مدافعا عن رجولته الهاوية : انتي نسيتي نفسك، ونسيتي انك اتقبلتي كل دا من البداية، كنتي عارفة عيوبي مكدبتش عليكي، كنتي عارفة عيوب عائلتي، كنت عارفة كل حاجة وقبلتي بيها، بس بالعدل، انا الوحيد اللي مكنتش عارف عيوبك، انا اللي اتظلمت ...
صرخت به قائلة : بعد عشرة السنين دي يا قادر، داي تقولي انا الكلام دا، انا برضو اللي ظلمتك
شدد على قبضته من مرفقها وصرخ قائلاً : لا انا اللي اتظلمت، مكنتش اعرف هتجوز جثة مش نافعاني في حاجة، وهعيش لوحدي أو بين ريحة الدواء، مكنتش اعرف ان مرضك هيحرمني اني اكون اب او زوج هيحرمني من كذبة جمالك الأولي، وجذبها نحو المرأة بقسوة قائلا : بصي، دي ملامح ست، دي وش ست، انتي بقيتي جثة، واحدة عندها مية سنة، وجاية تلومي عليا اني عيشت حياتي، دورت علي عمري اللي بيروح مني، اسمعي يا هانم انا من حقي اكون اب غصب عنك وعن كل اهلك ومن حقي احس اني زوج سواء معاكي أو مع غيرك... وطلاق مش مطلق، وانا هسيبك تهدي، وراجعلك...
ودفعها أرضا بقسوة، وقال قبل يغلق الباب : ومراتي وابني هيعيشوا جنبي، واياكي تفكري تاذئهم أو تجريحهم بكلمة يا زمرد وقتها هتشوفي مني الوش التاني... وفتح الباب، واغلقه بعنف، هادرا في الخدم أن يبتعدوا.... وأغلق الباب بالمفتاح لحين عودته، ام هي ظلت تبكي بمرارة، تنادي والدها بانقاذها قائلة بكل إنكسار : بابا، بابا تعالي خدني من هنا... يا كمال، انا أسفة خدوني من هنا، وأكملت بكاء قائلة بعجز : يارب................................
تقدم وهي جامدة في هول الصدمة، السجن فقط كان حصار أقرب لعذاب أشد، عيون بكت وقلب تجمد، وخوف دب ولكن اختفته في الصدمة، وهو وقف وهو يريها السوط قائلا وهو يديره بيده ويلقي ويشبع روحه بخوفها قائلا : رقية، تصدقي وحشتني
ابتعدت خطوة قد اقتربها هو، ووقف قائلا : انتي كدا وصلتي لنهايتك، بس انا ممكن اوصلك نهاية تانية، ممكن اخرجك من هنا وتطلعي منها زى الشعر من العجين، بس اسمع كلمة، أو جملة
وانخفض مقتربا منها، وهو يقول وهو يقبض علي يدها يمنعها من الابتعاد : انا تحت امرك، أو انا ملكك، وشوفي الحياة بلون تاني
هزت رأسها رافضة، وهي تمنع حالها من البكاء، قربه يقتلها، ورفع وجهها وقال : لي لا يا رقية، قوليلي طلباتك، كدا عايزة اي... قولي متتكسفيش... قولي..
وهدر في آخر حديث، صممتت ورفعت رأسها وقالت بقوة وحدة : مش هتقدر يا مؤيد، مش هتقدر ترجعلي شرفي، وحياتي واخويا اللي مات
وابتسم ساخراً بعجرفة وهو يضرب السواط بالأرض ويضربه في الهواء ليصدر أصوات تزعفها قائلا : وجودك جنبي شرف، أفضل من شرفك، حياتك انا راسم ليها رسمة هتعجبك، بالنسبة لاخوكي، شكلك يا حلوة هتحصليه، وزى ما بكيتي على فراقه، هتبكي على وجعك اضعافك، كل لحظة رفض هتدفعي تمنها أضعاف، ولو فيها موتك يا رقية......
... وانهال عليها بالضرب غير راحما ولا مبالي، يعيطيها من العذاب وعلي مفترق الأماكن، وهي لا حول لها ولا قوة.... تمزقت ثيابها ونزفت وكادت تفقد للوعي ولم يرحمها، انقطع صوتها، و كوي السوط جسدها بالجروح البليغة و في النهاية، أسقط عليها الماء البارد، فشقهت متالمة فزعة، انتاب جسدها رعشة عنيفة وتكور على نفسها وانين متصاعد، فتح الزنزانة، قائلا : هاتولها دكتور، وألقي السوط ورحل....
وسط صمت وخضوع من الجميع....
أنت تقرأ
أوراق الخطيئة
Rastgeleنولد ونحيي ونظلم ونبرر أفعالنا باسم الأخطاء ولكنها باسم الشيطان، اذا أخطأت يوماً، فقد انتصرت شيطانك واذا ضللت الطريق فقد أصبحت تابع ، وكلانا لم يستطيع التوقف عند حد معين وكلانا من نسل ادم ولكن من اتباع الشيطان وكلانا ذاق مرارة تفاحة الجنة وسكنت فيه...