الإعدادية

292 9 13
                                    

أغلقت أزرار قميصي ورحتُ أسرح شعري أمام المرآة من ثم نثرت العطر وابتسمت باتساع، هذا أول يوم في المدرسة وأخيراً سأقابل أصدقائي.

عقدتُ ربطة حذائي خارِجاً من باب المنزل نحو الطرف الثاني من الحي، وقفت أمام باب منزل زين لأطرق عدة طرقات وانتظر.

فتحت لي أخته الصغيرة واستطعت أن أرى فوضى عارمة في الداخل
«زين! إنهُ هاري!»
«دعيه يدخل!»
إلهي لا يتوقف عن عادة التأخير هذه، اتجهتُ للداخل ونظرت في الأرجاء من ثم اتجهت للمطبخ آخذاً كأس من المياه
«آه! اللعنة ماري ابعدي ألعابك عن الأرض!»
سمعت قهقهات ماري في الممر بينما صوت زين أضحى قريباً، التففت بجسدي لأقابل أسنانه الغارقة بمعجون الأسنان
«ماذا إيها العجوز!؟ لما لا تتأخر يوماً على الأقل!؟»
الأرضية امتلأت بلعابه وهو بالفعل يتحدث وكأنه تحت تأثير مخدر طبيب الأسنان

تخصرت بوقفتي بينما انظر له
«لأنني أعلم أنك ستأخرني»
قلبَ عيناه لهذا الجواب المُقنع وراح يغسل أسنانه، تخطيت جبال الملابس وقطع البازل حتى وصلت أخيراً للحمام وسندت نفسي على إيطار بابه
«أتعلم أنك فوضوي!؟»
«لا شيء جديد»
هزَّ كتفيه بخفة وانتهى العريسُ أخيراً لنخرج بعدما ألبسَ أخته بعشوائية ورتبتُ لها ملابسها من بعده.

بقينا طوال الطريق نتحدث بأمور عشوائية حتى وصلنا إلى المدرسة، رأيت أصدقائي من جديد وأصلاً لم أكن متحمس لها إلا لرؤيتهم.
بقينا نتحدث عن أحوالنا وكيف قضينا العطلة الصيفية، توقفنا عن الحديث حينما رن الجرس ودخلنا الممرات وطبعاً ككل مرة حشرنا أنفسنا في صفٍ واحد وآخر مقعدين.
جلست أنا وزين في الأخير بينما لويس وليام في المقعد أمامنا، دحرجت عيناي على المتواجدين لألمح روز من بينهم وقد شعرت بتوعك معدتي، ارتفعت درجة حرارتي الداخلية وكأنني أجلس على قدر فوقَ النار، أصبحت أحرك يدي كي أبعد هذه الحرارة قليلاً ولكن ازداد الأمر سوءاً عندما يداي بدأت بالارتجاف وقد تجمدت رؤوس أصابعي، إلهي مالذي تفعله بي هذه الفتاة، هل تمتلك قوة سحرية!؟ أم أنها مشعوذة؟ لا أعلم حقاً

لقد قلت ما يحدث لي لزين ولكنه سخر مني وقال لي أنني أحبها، هل حقاً هذا هو الحب؟
لقد مضت أول ساعات الدوام الدراسي وتعرفنا على الأساتذة الجدد من ثم في الاستراحة رحت أنا وزين معنا لويس نتعرف على أرجاء المدرسة بينما ليام ذهب ليقابل أصدقائه.
ذهبت لاكتشف مكان الحمامات وبعدما انتهيت اتجهت للصف ولكنني وقفت مُتجمداً بعدما رأيت روز جالسة على المقعد منحنية بظهرها على الورقة وشعرها الأسود يلمع تحت أشعة الشمس المُتسللة من النافذة، شعرت بركبتاي ترتجف ولكنني تمالكت نفسي واتجهت نحوها.

تمسمرت أمامها وقد ارتفع رأسها نحوي بالتدريج لتلتقي عيناها بخاصتي، حمحمتُ بخفة لتميل رأسها نحو كتفها برقة وترتسم على ثغرها ابتسامة رقيقة، شعرت بأنني سأتبول على نفسي وقد تبعثرت أنفاسي بمحاولة مني أن أبدأ الحديث.
«امم، مرحباً!»
حككت مؤخرة عنقي بينما هي عادت بظهرها ضد صدر الكرسي
«أهلاً هاري»
صوتها ناعم بشدة وكأنها دمية وردية ناعمة
«لما أنتي هنا وحدك؟»
رقت تقطيبة حاجبيها وانقلبت شفتها كالأطفال الرضع بينما نزلت بنظرها نحو الأسفل، اللعنة علي ما كان لي أن اسئلها.
«لأنه لا أحد يريد أن يصبح صديقي، دوماً يؤذوني بكلامهم»
«يمكنني أن أصبح صديقك»
«حقاً!؟»
رأيتُ اللمعة في عينيها لأومئ لها بالموافقة، أمسكت بيدها وقد شعرت بوجهي يمتقع من ثم سرنا معاً للخارج.

اليوم هو يوم سعدي! قضينا بقية الدوام بين الحصص والاستراحة بينما روز لا تكف عن إرسال الابتسامات لي، أعرفها منذُ كنا في الحضانة ولكنني ولا مرة تجرأت على التحدث معها ولكنني الآن ألعب معها وأمسك بيدها كما كنت أحلم منذُ صغرنا.

لقد ابتهجوا أصدقائي لأجلي لأنهم دوماً كانوا الشاهدين على إعجابي بها، ودعتها في نهاية الدوام وأنا أراها تستقل سيارة أبيها الفاخرة، إنها تضاهيني ثروة وهذا كان جزءاً من ترددي على الاقتراب منها، ولكنني سألت والدتي يوماً عن الطبقات الاجتماعية ولا زلت اتذكر كلامها
«عزيزي نحن من نبني الطبقات هذه ومن ثم تتبعها العنصرية، لا يجب أن تخجل من ملابسك أو طعامك أو أي شيء تمتلكه لأنه نعمة من الله، ومن لا يحترم ما أعطاك إياه خالقك فلا داعي لتقترب منه»
لقد وضعت دوماً كلامها في رأسي ومضيت في حياتي دون خجل مما لدي، وبفضل هذه الكلمات الجميلة تمكنت من التعرف على روز أخيراً، ولا زال مشوارنا طويلاً، إنني أشعُر به.

________________________________________

مرحباً جميعاً!
كيف الحال؟

إنها أول قصة من جعبة حكاياتي وآمل أن تنال إعجابكم، لا تنسوا الفوت والكومنت

لستُ لطيفاً كشخصيتي المزدوجة لأنني لن أُحدِّث حتى أرى تفاعلاً ملموساً.

هذا كل شيء

دمتم بخير⁦♥️⁩.

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن