الفصل الأول

136 7 45
                                    

بعد مرور أسبوع واحد

"هيا هاري، أسرع قليلاً سنتأخر!"
صاح زين قبل خروجه من قاعة الصف بسرعة عابِراً الممر نحو السلالم المؤدية إلى صالات الرياضة، انهى هاري ترتيب أغراضه بعشوائية والتي هي عبارة عن قلم ودفتر يتضمن جميع المواد.

لحق بصديقه مهرولاً حتى دخل غرفة تبديل الملابس، رمى بملابسه في خزانته الخاصة مُستبدلاً إياها بشورت رياضي وتيشيرت بلا أكمام.
سرحت أصابعه الطويلة تجعيدات شعره الكستنائية كاشفةً عن جبينه العريض.

اصطفَ مع أصدقائه بانتظام بظهرٍ مشدود أمام أستاذ الرياضة، "هيا اذهب عشر جولات في محيط الصالة ركضاً"

بدأوا الشبان في الركض بطابورٍ واحد كأرجل دودة الحريشة، توسط هاري الصف بينما كان زين في بدايته وتبعه ليام.
تسللت قطرات العرق من مسام جلده لتعطي لمعة ساحرة لبشرته الحنطية وتأسر أعين الفتيات اللواتي يقفن في الأعلى.

تدافعت أجسادهن الناعمة بين بعضهن البعض لتسمح لأعينهم إرضاء فضولها، شدت جاكلين رسغها غصباً نحو صالة كرة السلة وسط همسات روز الخائفة
"سيكشف أمرنا وعندها سنصبح عند المدير الذي سيستدعي أولياء أمورنا"
"إذا توقفتي عن الكلام لن يحدث كل هذا"
رفت عينا روز عدة مرات ووضعت يدها على فمها من ثم استدارت نحو النافذة ليقع نظرها على طوله المميز والتفاف عضلاته حديثة النمو، كانت خصل شعره المُجعدة قد أصبحت مُبتلة بالكامل وهذا ما كشفَ عن حدة ملامحه الإغريقية.

شردت لبرهة في جماله حتى أدركت من هو..
"جاكلين، يتوجب علي الرحيل" انتفضت من قرفصتها وراحت تعدل تنورتها بسرعة بينما تخرج من الصالة
"روز! إلى أين؟" كانت قد خرجت عندما أعلنَ المُدرب انتهاء الشوط الأول، أخذت تهرول بسرعة ودلفت إلى الحمام لتجلس على مرحاضٍ شاغر وتمسح على وجهها بتوتر، نظرت لأصابعها التي ترتجف تزامناً مع وقع نبضات قلبها الذي وكأنه يعزف لحن أغنيةٍ انطربت لهُ الفراشات في معدتها.

"هههههههههههه ارأيت يا صاح كيف كان أويس ينظر إليك؟"
"أجل لقد رأيته ذلك الغبي، من يخال نفسه؟"
التصقت رموشها بجفنيها بينما تضع يدها على فمها مُغلقةً إياه حينما كادت تهرب شهقةً منها، نظرت نحو فتحة الباب من الأسفل لترى زوج من الأحذية، قطبت حاجبيها برقة وراحت تدعو بكل ما تعرفه كي لا يُفتح الباب وتتعرض لأكثر موقف مُحرج في حياتها.. ولكن لم تكمل دعوتها الأخيرة حتى ظهرَ شاب أمامها وتعالى صراخهما معاً لينتبه كل من يجلس في غرفة التبديل.

حينما بدأ الجميع بالتوافد إلى الحمام كي يروا مالذي حدث غطى إيثان جذعه السفلي خلف الباب وقهقه بتوتر "إنهُ صرصار لا بأس"
أداروا ظهرهم عنه بملل ليدخل هو للحمام مُغلقاً الباب خلفه
"مالذي تفعلينه هنا!؟"
نهضت من على المرحاض ونظرت له من الأسفل إلى الأعلى لتنكمش على نفسها بخفة
"لقد أخطأت المكان" تمعن بملامحها الناعمة وببشرتها الحليبية الناعمة لترتسم ابتسامة هادئة على شفتيه، "لا بأس، المهم أن لا يرونك الشبان في الخارج"
نظرت له مطولاً قبل أن تردف
"لا يهم"
سقطَ فكه بينما ينظر إليها تخرج وتصفع الباب بقوة، "ما بال هذه الفتاة!؟" رفعَ حاجبه لمدة حتى أدارَ ظهره قاضياً حاجته.

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن