الفصل الثاني

93 5 33
                                    

اعترض وجهي باب المدرسة الحديدي الذي دوماً ما أشعر أنه مصمم كخاصة السجون، دخلت مع فوج من الطلاب وقد قابلني المبنى القرمزي، تجولت عيناي على وجوه كثيرة ترمقني بغرابة، حسناً اعتقد أنا الوحيدة التي لا تملك اصدقاء يرافقونها في طريقها للمدرسة.

وقعت عيناي على وجه مألوف نوعاً ما، دققت النظر وقد ارتسمت تدريجياً ابتسامة على محياه، أدركت أنه فتى المرحاض لذا أسرعت بخطواتي قدر المستطاع كي أنفد بجلدي، ولكن هو كاللعنة لحق بي حتى نال مني.

"لا اعتقد أنه من اللائق أن نتقابل دون أن نتعرف على بعضنا البعض"
نظرت له بطرف عيني ورأيت نظرة الأمل في عيناه، حسناً اعترف أنني كنت وقحة ولكن لا اعتقد أنه موقف يستدعي أن يعرفني على نفسه من أجله.

وعندما لم يجد الحواب مدَّ لي يده ونطق بإسمه
"اسمي كارل"
رمشت عدة مرات وأنا انظر ليده، رفعت خاصتي وصافحته سريعاً
"روز"
"اسمٌ رائع"
عدلَّ ذراعي حقيبته بحماس لاتنهد وانظر إلى الأمام
"امم.. هل أنتي مرتبطة؟"
قلبت عيناي بملل لأسرع بخطواتي متخطية إياه ولكنه سرعان ما لحق بي
"اعتذر إن أزعجك سؤالي، ولكنني فضولي حولك، تعرفين أنتي لا تتسكعين مع أحد وهكذا"
"أكره الفضوليين"
شعرت بتوقفه لذا أكملت سيري غير حافلة بما حدث معه في الخلف.

زفرت أنفاسي بتوتر ونظرت لكف يدي مدركةً أنني كنت اعتصر عليها بقوة، ارتطم وجهي بصدرٍ صلب جعل أنفي يرسل لسعات ألم على طوله، غطيته بأصابعي وقد انقطب حاجباي وتجعدت ملامح وجهي تعبيراً عن ما أشعر به.

"هل أنتي بخير!؟"
إلهي هذا الصوت العميق، رفعت وجهي ببطء لتقع عيناي على الزمرد المُختبئ في مقلتيه، لم تسعفني الكلمات لذا أعدت خصلة من شعري خلف أذني واومأت له بخفة.

بدى كأنه يدقق بي فشعرت بتسارع نبضات قلبي وأعادت ذاكرتي مشهد البارحة لأشعر باشتعال وجنتاي وامتقاع وجهي، تخطيته بسرعة وصعدت الدرجات الثلاث نحو المبنى لاسمعه ينادي بي.

"هاي! توقفي!"
إنها هي! صاحبة الشعر الأسود، تكلم في نفسه وتبعها بخطوات عريضة بفضل ساقيه الطويلتين، راح يبعد كل من يعترض طريقه حتى ساشا التي تفاجأت من طريقته معها.

وصل أخيراً إلى القاعة التي دخلتها الفتاة حتى دلف خلفها وأغلق الباب.
شهقة ناعمة خرجت منها لتستدير وتنظر إلى صدره الذي يعلو ويهبط بينما خصل شعره المتجعدة تبعثرت حول وجهه فوق كتفيه، تقدم منها ببطء بينما لا يزيح نظره عنها، تراجعت بدورها حتى ارتطمت بالطاولة خلفها.

نظرت إلى الأرض هرباً من عيناه الجارحة، أمسك بذقنها الصغير ورفعه ببطء حتى توسطت عيناه حجر بؤبؤيها، "روز" همسَ بصوته الخشن وراح يتجول على ملامح وجهها
"لقد ازدتي فتنة"
تشكلت ابتسامة هادئة على محياه، كان ثابت وهي وحدها من تبعثرت بالكامل، راقب صعود وهبوط صدرها وعزف وقع أنفاسها لحناً عذباً لأذنيه، ارتجاف شفتيها زادتها براءةً وجمال، كان يفترس وجهها كأسدٍ جائع بعد أيامٍ طوال من السفر.

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن