الفصل الثامن

39 2 9
                                    

نقرت العصافير على زجاج غرفتها وسلطت الشمس أشعتها على وجهها، فركت عيناها بقبضتي كفيها و راحت عضلاتها تتمدد فوق الفراش القطني.

نظرت ناحية النافذة ثم تذكرت ما حدث البارحة لتنتشل هاتفها من جانب رأسها، قرأت الرسالة خاصة هاري لتزم شفتيها بندم، "لما أنتي دوماً لعينة روز!؟ لو لم تنامي لحظيتما بليلة لطيفة على الهاتف وصوته الثقيل يُرنم على مسامعك كلمات غزل لطيفة"

زفرت أنفاسها من ثم انتصبت واقفة وضغطت على لوحة المفاتيح لترسل له، إلى Harry: صباح الخير :) آمل أنك حظيت بنومٍ هادئ.

تركت هاتفها على السرير من ثم اتجهت إلى الحمام وأنهت روتينها الصباحي لتتجه بعدها إلى المطبخ متناولة الفطور مع والديها.
الجميع ينتظر العطلة حتى تأتي وهي فقط تتجنبها، رمقت والديها الهادئان ولكن ذلك لم يدم طويلاً.

"كم مرةً قلت لك أنني أكره القهوة بالحليب" اعتصر على الملعقة الصغيرة حتى انحنى هيكلها.
"نسيت" أجابت والدتها ببرود لتتناول روز طعامها بسرعة وما أن نهضت من على الكرسي إلا وقد انقلبت الطاولة رأساً على عقب في وجهها.
تجمعت الدموع في عينيها وامتقع وجهها بينما تنظر لهما بحقد.

"أكرهكما" همست تحت أنفاسها من ثم ركضت إلى غرفتها وبدلت ملابسها بسرعة خارجة من المنزل برمته. زلقت يداها في جيبي سترتها وسارت بخطوات تائِهة.

الشوارع يملؤها أصوات الأطفال وتمتمات السناجب صنعت سمفونية كان حفيف الأشجار المايسترو خاصتها، خيم اللون الرمادي على المكان وأضفى طابع عتيق لأحجار المنازل مثلثية الشكل.

حركت ساقيها ذهاباً وإياباً بينما تنظر بشرود نحو أمواج البحر التي تضرب الأحجار السوداء مُشكلة زبداً أبيض، عضت على شفتها السفلية كي تمنع دموعها عن الهبوط ولكنها تمردت عليها مُبللة وجنتيها بماءٍ مالح.

تورد أنفها وأعلى وجنتيها بينما تشوشت الرؤية في عينيها وشعرت بالحرارة تخرج من وجهها، اهتزت ضربات قلبها بين أضلع صدرها وانكمش كتفيها بوهن. في هذا الوقت بالذات شعرت بالضعف، بالوحدة، وبأنها تحتاج لحضن ترمي عليه جميع مشاكلها وكل ما تحمله من ذكريات أليمة.

مسحت خطوط دموعها برؤوس أصابعها المتوردة بينما شهقاتها المكتومة دقت الطبول في صدرها.
رفعت نظرها إلى السماء التي تملؤها طيور النورس البيضاء، "جميلة أليس كذلك؟" مسحت وجهها بسرعة وبحثت عن منديل في جيبها حتى رأت واحداً ممتد أمامها، سحبته من يده وراحت تنظف أنفها.

نظرت إليه بجانبها لتبتسم بخفة، "مالذي جلبك إلى هنا؟"
"دموعك" همس بها أمام وجهها مُحيطاً خصرها بين ذراعيه حتى دفنها بجانب جسده وامتلأ أنفها برائحة عطره، أغمضت عيناها وكالطفلة الصغيرة تشبثت بقماش سترته.

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن