عند نهاية الدوام
صدح صوت الجرس مُعلناً عن انتهاء اليوم الدراسي، خرجت من قاعة صفي مُتجهة إلى باب المبنى، قابلت في الممر صديقاتي اللواتي بدأن بالتقرب مني بمجرد أنهن رأوا هاري معي في غرفة الطعام، تجاهلتهن مُتخطية إياهن إلى ساحة المدرسة.
قابلت كارل الذي أسرع نحوي والتصق بي، أنا أعنيها حرفياً!
إنه مزعج بحق!، "كيف حال الجميلة؟" نظرت لابتسامته الواسعة ووجهه البشوش لابتسم بتكلف، "بخير" كان ينتظر أن اسأله عن حاله إيضاً، لكن هذا لم يمنعه من مواصلة الحديث معي، "كيف كان يومك؟" نظرت إلى الأمام لتقع عيناي على هاري ومعه ساشا التي تتدلل عليه بحركاتها، أشحت بنظري عنهما وشعرت بانقباض في صدري، نسيت أن كارل ينتظر جواباً مني لذا راح ينظر للذي كنت أنظر له حتى أردفت، "كان جيد، ماذا عنك؟" نظرت لعيناه العسلية وراح يتحدث لي عن كل تفصيل في يومه منذ دخوله من باب المدرسة حتى هذه اللحظة، لقد جعلني اكتشف أنني مستمعة جيدة.
كارل لم يتوقف عن الكلام حتى خرجنا من باب المدرسة، استدرت بجسدي نحوه ونظرت له مُطلقةً أنفاسي بتنهيدة عميقة "كارل، كان من الرائع الاستماع إلى تفاصيل يومك الجميلة، ولكن الآن علي الرحيل" كانت هذه أكثر محادثة لطيفة أجريتها على مدار حياتي، نظر حوله من ثم إلى عيناي ليردف بابتسامة متكلفة، "أراك.. وداعاً" لوح لي بكف يده مُبتعداً بقوامه الممشوق.
أزحت عيناي عنه وما إن هميت بالسير حتى استوقفني صدر صلب طُبِعت تفاصيله على وجهي، تراجعت عدة خطوات إلى الوراء بينما أشعر بأنفي يلسعني، "هل أنتي بخير!؟" ذلك الصوت المألوف..
رفعت عيناي لأقابل وجهه الذي نُحِت بدقة تامة وملامحه التي نضجت كي تؤلم قلبي أكثر مما كانت عليه، "أ-أجل أنا بخير" قذفت ابتسامة صادقة وأرجعت خصلة من شعري لخلف أذني."كنت أتساءل لما لا نذهب معاً؟ طريقنا واحد" نظرت إلى الشارع المؤدي لمنزلي من ثم اومأت بالإيجاب، سرنا بمحاذاة بعضنا والصمت رفيقنا، نظرت لجانب وجهه وشعرت بأنني أخسر نفسي تدريجياً بقربه، المشاعر التي تراودني غريبة، عندما رأيت احتداد ملامحه في ذاك اليوم، شيءٌ ما تولد في داخلي لم أحس به من قبل.. "كيف كان يومك؟"
أوقظني من شرودي صوته الثقيل لأردف "جيد" هززت كتفاي بخفة ونظرت له بطرف عيني، "اممم جيد، هل أنتي في علاقة مع كارل؟" صدمني سؤاله وطريقة نظره إلى عيناي كانت كفيلة بجعلي أتوتر، "لا، ههه إنه مجرد شاب قابلته" رفع حاجبه الأيسر ليتوقف عن السير زالقاً يده بجيبه ونأمت عنه قهقهة سخرية، "أي شاب تقابلينه تسيرين معه، وتتسكعين معه؟" قطبت حاجباي بعدم فهم ونظرت لعيناه التي تخفي الكثير من العتاب، "لا إنه فقط..
لم أكمل كلامي حتى ألتف بجسده وأكمل سيره بطريقة مستهترة، "صحيح، من أظن نفسي؟ لا دخل لي في حياتك روز" استدار من جديد وهز كتفيه بخفة، "اعتذر" رفع حاجبه وأكمل مسيره.
أنت تقرأ
أسيرة الإهتمام||H.S
Novela Juvenil"روز" هي الفتاة التي أحببتها والتي معها شعرتُ بأنني أحل لُغز. لم أكن أعرف أن التغلغل في حياة شخص سيغرقك ويسحبك إلى القاع. خاص ب البالغين +18 (هذا لا يشمل وجود تفاصيل جنسية؛)