الثانوية

115 7 23
                                    

"لا تقترب عندما تنبهر، بل عندما تطمئن".

فوت+كومنت💋

__________________

استقام بساقيه الطويلتين وبعرض أكتافه اخفى إيطار المرآة، ملأ كف يده بالجل المُثبت وراح يصنع انتفاخ صغير في مقدمة شعره من ثم ترك خصيلاته المجعدة تتبعثر بجانب بشرة عنقه البيضاء، عدلَ تيشيرته الأسود وتأكد من مجموعة خواتمه من ثم نثرَ عطره المعتاد وانتشلَ هاتفه ومفاتيح شقته.

لم ينسى بالطبع نظاراته الشمسية وقلادته العزيزة فهو يحرص على أن يكون بكامل أناقته كما اعتاد دوماً، خرجَ من شقته وتأكد من إقفالها من ثم استقل المصعد للأسفل حيث كان ينتظره موقف الحافلات مع درجة حرارة تخطت السبع وثلاثون درجة، جلس على أحد الكراسي الزرقاء مُخرجاً هاتفه نية الاتصال بصديق طفولته ولكن فاجئه اسمه على الشاشة قبل نقر الزر الاخضر.

«صباح الخير! أين أنت يا صاح!؟»
رفعَ حاجبيه ونظر لساعة هاتفه
«لا زال الوقت مُبكراً»
سمع قهقهته الصاخبة على الطرف الآخر لترتسم ابتسامة على شفتيه المستدقة
«اممم إيها العجوز هل لأنك انتقلت عن الحي ستنقطع عني!؟»
«أنا في طريقي بالفعل»
نهضَ من مقعده عند وصول الحافلة ليستقلها ويودع زين على الهاتف

جلسَ بجانب النافذة ليتسنى له الشرود قليلاً، اخرج سماعاته و أوصلها بهاتفه لتنبعث تلك الكلمات التي تُحرك مشاعره الباطنية وتأخذ بمخيلته إلى أماكن لا يمكن الوصول إليها على أرض الواقع

بعد أن جاء وذهب الكثير من الأفكار، تشكلت صورتها ببطء أمام عيناه بتنورتها الكحلية وكنزتها الوردية التي يغطيها معطف يخفي تفاصيلها الناعمة، هل يا ترى سيجتمع بها من جديد؟
عاد بذاكرته للخلف وقد احتدَ فكه مُزمتاً شفتيه بندم..

قبل ثلاث سنوات

انصرف الجميع إلى منازلهم بينما بقينا أنا وروز نلعب بكرة السلة بمحاولة منا أن نسدد هدفاً واحداً على الأقل، لم ننتبه إلى الوقت الذي داهمنا، بعد مدة من القفز والمحاولات اليائسة جلسنا بتعب فوقَ الأرضية المطاطية نأخذ أنفاسنا وقد بللت حلقي ببعض قطرات المياه

لاحظت أنها تُراقبني لذا عدلت شعري للخلف ناظراً إلى عينيها المُتلئلئة وقد ارتسمت ابتسامة على محياي لجمال ملامحها، بقينا هكذا لمدة حتى شعرت بيدها تتسلل لخاصتي إلى أن شعرت بنعومتها ودفئ بشرتها

حولت نظري لأيدينا ثم لعينيها من جديد وقد امتقع وجهي وارتفعت حرارة جسدي وكأنما ألقت علي تعويذتها المُعتادة.
استغليت اللحظة وشبكت أصابعي بخاصتها ورحت أداعبهم بهدوء لأرى ابتسامتها الناعمة تظهر ببطء محاولةً إخفائها

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن