الفصل الخامس

92 6 23
                                    

خيم الظلام على سماء مدينة مانشستر وأضاءت أعمدة الشوارع أرجاء الحي القابع في شمال المدينة.

ركضت الفتاة إلى غرفتها بينما تُغطي يداها أذنيها، اصطدم ظهرها بعرض الحائط بينما انحلت ركبتيها زالقة نفسها على طول الجدار، احتضنت ركبتيها إلى صدرها وراحت تنهمر دموعها مزينة خديها المتوردان، لم يسمع أحد صوت شهقاتها سوى الدمى المحشوة خاصتها وأبواب خزانتها.

اقتحم صوت والدها الجهوري أذنيها من جديد لتغلقهما بسبابتيها بينما تردد تهويدتها المُعتادة كي تُخفف من الألم القابع في جوفها منذُ زمن طويل..
ألم لم تستطع السنوات محوه.

اشتد الشجار وصراخ والدتها الموجع زاد الوضع سوءاً، انتشلت هاتفها من ثم فتحت نافذة شرفتها وامتدت ساقها إلى خارج الغرفة ليكشف ثوب نومها عن فخذها الحليبي الذي كانت تفترسه أعين جارها الثلاثيني، سحبت نفسها إلى الخارج وتوسطت السقف القرميدي مُحتضنة ساقيها لصدرها، رفعت رأسها نحو السماء لترى القمر مُختبئ خلف غيوم سديمية، لفحتها نسمة باردة اقشعر لها جسدها تزامناً مع وصول إشعار إلى هاتفها المحمول.

أمسكت هاتفها بينما ارتجفت يداها للنسمات الباردة التي تلفح جسدها الذي لا يغطيه سوى ثوب نوم قطني، أدخلت كلمة السر لتنبثق لها رسالة من هاري.
رسالة جديدة من Harry: مساء الخير إيتها السُكرة ؛) كيف الحال؟ 8:18pm

أمسكت دموعها عن الهطول من جديد واضعة يدها على فمها، طرق رأس أبهامها فوق لوحة المفاتيح من ثم ضغطت زر الإرسال.
من Rozii: لست بخير هاري.. 8:19pm
رفعت نظرها نحو القمر الذي كشف عن نفسه كي يضيء وجهها الحزين.

نظرت إلى شاشة الهاتف عندما اهتز في كفها، قرأت رسالته بعينان مشوشة
من Harry: من الذي أزعجك!؟ 8:19pm
من Harry: أخبريني حالاً ما بك؟! 8:19pm
من Harry: روز!؟ 8:20pm
عضت على شفتها بخفة بينما تبلل حضنها بدموعٍ مالحة أحرقت وجنتيها.

آخر رسالة قرأتها جعلت معدتها تتقلب..
من Harry: أنا آتٍ. 8:21
استدارت إلى نافذتها زاحفة ببطء نحوها، أمسكت بإيطارها من ثم أدخلت ساقها كما فعلت عند خروجها حتى دخلت بالكامل، اتجهت نحو الباب على رؤوس أصابعها وكل ما سمعته هو الصمت، أدارت قبضة الباب ببطء لينفتح مُخرجاً صرير رقيق لتوقفه فوراً وتخرج مُتسللة إلى الصالة التي كانت فارغة تماماً عدا التلفاز الذي كان يعرض فيلماً وثائقياً عن حياة الزرافة، تمنت لو كانت زرافة أفضل من أن تتواجد في هذا المنزل.

دلفت المطبخ وكادت تخرج إلى الحديقة الخلفية لولا دخول والدها الذي جعلها تفتح الثلاجة بسرعة، نظرت إليه بطرف عينها حتى خرج من المطبخ بكأس من المياه. أغلقت الثلاجة بسرعة واتجهت إلى باب الحديقة الزجاجي، زلقت الباب لتخرج جسدها من ثم تغلقه خلفها.

سارت بخف المنزل إلى الشارع الرئيسي بينما شعرها يتطاير على كتفيها النحيلان، عانقت ذراعيها بينما تنظر يميناً ويساراً حتى كشفته عيناها يسير بخطوات سريعة نحوها، ركضت إليه غير حافلة إذا كان أحد يشاهدها أم لا، كل ما تريده هو أن ترتمي بين ذراعيه.

أسيرة الإهتمام||H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن