-"يا رجُل، المعذرة..؟" وخزَت كتفه عدّة حينما ناظرتهُ بـريبةٍ نُسخَت علي معالمها وكذا نبرتها،
فـبقاءه بـتلك الوضعيةِ نائمًا كـالمُشرد ليس إلا وضعٍ مريب.
استفاقَ من غيهبهِ دون استيعابٍ لـمحيطهِ، استدرجه إدراكه إلي أن هلع مستقيمًا نابسًا بـخشونة:"أأنتِ صاحبة الملجأ؟" تسائل مترقبًا، لـتومئ إيجابًا بـاضطرابٍ.
"حسنٌ. إن أليفتي بـالداخلِ، أنا أُريدها الآن." أشار نحو الباب بـسبابته بـصوتٍ جامد.
هي لم تُجيبه كـالمختل؛ فـكثيرًا ما تعرضَت لـسرقةِ حيوانٍ بـادّعاءِ السارق أنهُ صاحبهُ، وخاصةً بـرثةِ ملابسهِ المنزليّة اتساخًا وكذا حذائه المنزليّ الذي لم يعبأ لـمنظرهما.
"لا تتصنَمين هكذا! أُريد أليفَتي الآن!" تحدث منفعلًا وبـوجهٍ ممتعض. علي أثرِه صاحَت كَلبته بـالداخل مكترثةً لأمرهِ، بينما هي ظنتهُ شيئًا عابرًا.
"إذًا ما يُثبت ذلك؟ اعطني حتي صورةً لها!" طوَت ذراعيها معًا بـحنقٍ وبـحاجبين تلاعبا.
"أنتِ! لـقد اكتويتُ بحثًا عنها منذ صباح البارحة ولم أكترث حتي لـمظهري المنزليّ الرَث، وقد استعلمتُ العنوان بـطفحِ الكيل. فـلا تأتِ أنتِ لـتُنفي كل ذلك. وما أدراني بكِ أصلًا وأن ما تفعلينهُ شرًا تجاههُم وليس خيرًا!"
اقتُرنَ حاجباه بينما يتلفظ بـفظاظةٍ غير معهودة عليه، هو لا يُحبذ مَن يعترض صدق حديثهُ.وتزامنًا مع وِصال نباحِه أليفته الوحيد لـتتنبه هي لـحقيقةِ توطد علاقتهما، أن لـنباحها كان شيئًا غير عاديًا.. فـقد كان ينُم علي الإشتياق!
"استمع.. سـأتغاضي عمّا أردفتهُ للـتو.
قد تغافلتُ بـما يكفِ عبر سرقة أحدهُم كـالغبية وذلك آثرهُ حُزني وذاك يعبّر تمامًا أنّي أفعلُ خيرًا لهم، وليس تصديقًا لِـما قلتهُ سوي أن نباحها ينُم علي أنها تشعُر بكَ وتشتاق، وذاك لأن صونهُم في يديّ." أردفت بـثباتٍ انفعاليّ، لـتُخرج مفاتيحَها صوب قفلِ الباب.وما إلا ثوانٍ مُنتظرَة تحت تأثيرٍ مضطرب وأناملٍ تُطرِق علي الباب بـتوترٍ منه.
وما لبث أن فُرجَ الباب بغتةً لـتحتلَ قفزة أليفتهُ ذراعاه المُتسعتان لـجسدها الضخم بعدما جثي علي ركبتيهِ، ورفرفة ذيلُها الملحوظة سعادةً بـجانب لعقِها لـوجهه بـلسانِها حُبًا لـقدومه المُتأهَب.
"لـقد اشتقتُ إليكِ، أوليڤ. أنا أسفٌ." ليّن ظهرها بـتمريرِ كفهِ عليه ويشتدّ عناقهُ بينما ترقرقَت عيناه اشتياقًا.
"لن أكون مُتغافل معكِ ثانيةً، أوليڤ. أنا أحمق، نعم." قال منكسرًا، لـيمسح علي رأسها، ووِصال فتحة فمها وتدلّي لسانُها لم ينفك تلهُفًا.
أعبأَت هي الواقفة لاستكانهُما المؤثر بين الكلابِ الأُخَر المُتشعبين حولها فرحًا.
حمحمت لـتنبُس قاطعةً:"هي لطيفة، خاصةً أنها ذو أعينٌ زرقاء وبُنية."
تآوه بـالإيجاب لـيقبّل أليفتهُ من جبهتها إثر حديثها، ثم حوّل بصرهُ عاليًا تجاهها لـيُديم النظر فيها لـترتاب.
"يُمكنني إطعامُها بـنفسي بـمثابة اعتذارٍ لِـما بدر مني.
منذ متي ولم تُطعَم؟" قالت بـلباقةٍ بعدما آثرها موقفهما.فـاستقام هو ثم نبس:"منذ سنة تقريبًا..؟"
"حسنٌ، تعال معي." لـيخطو هو وأوليڤ وراءها.
كانَت جادّة المسؤولية لأرواحِهم الهشّة، حتي في تفادي أمراضهُم التي قد تتسبب في قتلِهم، كانت ذات مهارة مُتقنة وحنونة بينما تُطعمها في آنٍ واحد؛ وكان كل هذا لـسببٍ مُمجد.
أخذَت أحاديثهُما تتجاري بـسلاسةٍ وكـأنهُما تعاهدا علي ذلك، في حين قد بوغتت بـانسحابِ الهواء من رئتيها وبـلا عودةٍ حين نهايةِ وداعهِ.
إلي أن تبطّأ خفقان قلبها نبضًا، لـيؤول الأمر بها مُغشيةً عليها وسط نباحِ الكِلاب حولها حتي تستفيق.
 ̄
أنت تقرأ
كَاردياك |𝒉.𝒔
Short Story-اخبِرني إن اقتبسَت قلبًا كـقلبِ كانيس لوباس وسـأخبرُكَ كَيف لأُتيّمُكَ كـتحفةٍ زاهيّة لن تُضاهي العالم الموحشِ المُنعدم الإنسانية قَط.  ̄ -قصة لها واقع إنساني وصلةٌ بِالواقع الحالي. -قصّة قصيرة. -لم تُعدَل لغويًا أو إملائيًا. -جميع الحقوقُ مَحفوظة ل...