الحادي عشر

134 24 1
                                    

-لم يكُن عملها الشاق موصدًا عليها نفسيًا بـقدر ما كان جسديًا.. كان عِند أرهَف نقطةٍ قد تُودي بـحياةِ أي شخصٍ مستهتر مثلها إن لم يتمكنَ اكتراثًا لـحذافير إعياءه.

توغلت وسط شقتِها أخيرًا في وقتٍ متأخر من الليلِ علي غير المُعتاد، وما سوي أليفِها اللطيف آكسل مُرطبًا علي انهاك حالِها بـرقصةِ ذيله بهجةً بـعودتها قافزًا أمامها علي رجليه الخلفيتان لـعودتها تُقاسم حياته.

"فتاي اللطيف." بـدورهَا انتحنَت لـتباشرَ في إمسادِ فروه الكثيف بـسعادةٍ كادت تكون مسلوبة إرهاقًا؛ هي لا تزال تكُن مشاعرًا ولكنها تختلف علي حسب حالتِها وقتُها وبـلا يدٍ فيها.

-وكـحال أي شخصٍ يعمل في منصبٍ مرموق فـيتوجب عليه تحمُّل أعباء ما يُكلّف به وإن كان يُثقل كاهله ولا يَنعس له جفنٍ.

ولـذلك قد بَترت أماندا قاعدتها الشخصيّة بـشربِ ما يَحوي علي كميةٍ من الكافيين بين أكوابِها رُغم سابق معرفتِها بـما سـتؤولُ إليه دون وعي.
فـمِن جهتها النومِ حتمًا لن يُضاهي شَمل المعلومات عن قضية صائد القِطط البرية باري جرين.

رَشفاتها لا يُحصي لها عددًا بينما تبحث في أوراقِها مع تسلُل الأعراض بـتجمّد دماؤها بـالأطراف وذلك سـيتحقق عند نقطةٍ معينة، غِثيان، ضِباب، خَفقان لـمدة دقائقٍ وجيزة،
وما لبثَ أن استقامَت أثر رنين جرس الباب لـينقلب الحال رأسًا علي عقب.. شعور تورُم سيقانها وقدميها كان كفيلًا لـترتطمَ أرضًا مُغشيًا عليها.

دوت صيحات آكسل بـالأرجاءِ راكضًا حيث جسدها الهاوي محاولًا بـديه وإرادتهِ الضعيفة أن تستفيق ونباحهُ لا ينفك سكوتًا.

ولا يزال طرق مَن وراء الباب يزداد بـقوة بـقبضته المُهيمنَة، يعلَم أن سمة نباح أليفها لا تُبشر بـالخير بـجانب عدم استجابتها له مُرددًا بـاسمِها بينما تنكمش ملامحهُ أكثر؛ قد جاء لـيساعدَها في إنهاءِ ملف القضية.

باشر إدوارد في دَفع الباب بـكاملِ قواه رُغم تجمّد عروقه وانسلابِ صلابته خوفًا عليها، أما آكسل فـتكهنَ رائحته المعتادة راكضًا لِـما يفصل بينهما، حاول استغلال ذكاءهُ الضئيل في رَفع كِلتا يداه مكتئًا علي الباب لاهثًا لـيُداهم مقبض الباب عدّة جاهدًا في فتحه بـخربشاته المُهتاجة، وفي تزامنٍ مع دَفع إدوارد لـمأزقهما قد نالا المُراد.

توغل للـداخل حيث وجدَها بـلا استفاقةٍ حتي الآن بـوجهٍ شاحب، رُبما هي في فجوة إغشاءٍ عميق، ولكن ماذا يُعني إغشاء أحدهم لأكثرِ من دقيقةٍ؟

جثي علي ركبتيهِ لـيضرب وجهها بـخفةٍ مرددًا اسمها بـقوة ولكن دون جدوي، لـيشرعَ في عملية الإنعاش القلبي البدائي لها مبتغيًا تنفسها التلقائي منه، ولكن بئس المحاولة جاءت بـفشلٍ ذريع أيضًا.

كَاردياك |𝒉.𝒔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن