التاسع

118 26 5
                                    

-كانا يسيران بـشوارعِ أديليد الليلية القارِصة البرودةِ، بعد إتمامِ دوام عملها، وبـرفقةِ إدوارد مع أوليڤ أليفَته عبر سياج عنقِها المُحكم بـيدهِ صوب منزلهما،


إلا أن سماعِ إدوارد لـمواءِ خافت لـقطةٍ حديثة الولادة داخل زوايا أحد الأزقةِ القذرة كانت لهُ تأثير في إثارةِ تعاطفهُ معها حيثُ كان جسدها الضئيل يُساوي حجم راحة اليد، لم تُفطَم بعد حيث باتت مُشردةٍ بـفقدان أمها؛ ولـذلكَ عزمَ إدوارد علي تملُّكها بين قبضته الحانية من البرودة وتكلُّف رعايتِها بـمنزلهِ، وأما عَزمهُ الأضخم هو أن كُلما صادف قطةٍ مُشردة سـيتولي رعايتها إلي أن يُقيم ملجأً صغيرًا ملئ بـالحبِ كـحال أماندا.

-"آخرُ فرصةٍ لكِ، نحتسي كوبين من القهوةِ معًا أم أقِص عليكِ قصةٍ رُعب حقيقيّة قرأتها مؤخرًا؟"
تسائلها إدوارد مجددًا رُغم حاجيتهُ لاحتساءِ القهوة بـرفقتِها، إلا أنهُ لا يحبذ أن يكون لزجًا معها.

فـردت أماندا كـسابقٍ:"قِص عليّ قصةٍ رُعب، إدوارد."
لطالما تكهنَت مؤخرًا أن للـقهوةِ مُسايرة في توعُكها وإزدياد اضطراباتِها القلبية، وهو لايزال بـلا درايةٍ لـحالِها كونها باتت تواري الأمرِ.

"حسنٌ. في يومٍ من الأيام كان هنالك طبيبة بيطرية لديها مسؤولياتٍ كثيرة إلا أنها غير قانونية سوي أنهُ كان من وجهتِها أخلاقيٍ جدًا، حيثُ باتت تُعذب البشر في فناءِ منزلها علي ذات النهجِ الذي يُعذبون حيواناتهم بها، وما يُساير رمّة الأمر أنها تسكُن في مكانٍ مهجور وحدها."
باشر إدوارد بـالقص بينما يحملقون بصرهَم تارةً علي الطريق الخاوي وتارةً أُخري بين بعضهِم.

"هي لديها ستة عَشر حبيسًا كُل واحد منهم مُقيّد داخل قفصًا حديديًا ولأسبابِهم الخاصّة.
فـواحدًا من مُدمنين المخدرات قامت بـتعذيبهِ كـالآتي،
كَسر رجليه الإثنين بـمطرقةٍ حديديّة ثقيلة، جردَت أسنانه بـطريقةٍ قاسية، كانت تتركهُ يتضور جوعًا وعَطشًا لا تُطعِمه سوي بقايا طعامٍ بين الحين والآخر، ثم ثَقبت إحدي عينيه بـسيخٍ حديديّ ساخن، جعلَت من جسدهِ ندوبًا لإخمادِ سجائرها المُشتعلة به؛ وكُل هذا أُقيم علي نفس طريقةِ تعذيبه لـكلابِه عند خسارتهم في مبارياتِ حلبة المصارعة خاصته."

تجرع إدوارد لعابهُ مستأنفًا بـلسانٍ متعجل اندامجًا بـالحديثِ، أما أماندا فـانخرطَت تحت تأثير لُغة ملامحهُ وخشونة نبرتهُ المُتحولان تحوّل ذريع أثر كل حرفٍ ينطقه.

"والآخر صَممت لهُ خصيصًا كمامةً لـفمهِ حيث كانت مُكدّسة بـالإبر والمسامير من الداخلِ لـتليق بـوجههِ كـحالِ ما فعلهُ مع كلابه، فـهو أيضًا لديه حلبة مصارعة ويُعاقب الذي يخسَر علي ذات الحال."
يدهُ لم تأبي التوقفِ عن التلويح في الهواءِ، بينما هي استكفَت بـهذا القَدر، ليس رُعبًا وإنما تألُمًا وبشاعة.

كَاردياك |𝒉.𝒔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن