-علي غير عادتِها أردفت بـتهدج أحرفٍ:"أنا متوترةٌ جدًا وخائفة.. كوني سـأُلقي كلماتي أمام أعدادٍ كبيرة من الناس ذوات مناصبٍ مرموقة يُثير الإختلاج بي أكثر.."
تحُكّ أماندا يداها علي شكلٍ مُتكوّر، أنظارها تُحملق بينه وبين الأرض، بينما طرطقةُ حذائها العالي علي الأرضية الخشبية يُصدَر ذِهابًا وإيابًا أما هو جالسٌ علي الأريكة بـقربِها مُتواريان وراء أستارِ المسرح."أماندا. أنا لستُ مبتذلًا بـإطراء الأشخاص، ولكن الجدير بـالذكرِ أنكِ تتمتعين بـالشجاعةِ وبـثقةِ نفسٍ عالية لن يُضاهيها أحدٍ. الأجواء ذات الهدوء المُريب المُسيطرة بـالخارج سـتؤثر عليكِ قليلًا ولكنكِ سـتنخرطين بـالإريحية تدريجيًا.'
بينما يتحدث بـصوتهِ الرخيم اصطفت أماندا بـجانبهِ، معالم وجههُ المُتراقصة بـعينيه المُلتحمتان بـخاصتِها للـتيقن بـمهاراتِها حالما يتلفظ كان لهُما تأثيرًا جادًا لـتتلاشي سلبيات لحظاتها."أنا أثقُ بكِ، أماندا. سـتضربين عرض الحائط بـحديثكِ السهل المُمتنع." أضاف إدوارد لها لـتتجعدَ ملامحه ابتهاجًا أثر ابتسامته الودودةِ، حتي عانقَت أماندا يدهُ بـامتنانٍ متبسمةً في وجههِ.
ضربةً، إثنان، تلو الثالثة إخفاقًا حادًا مُفاجئ لـقلبها الساكن قفصُها الصدريّ الذي كاد يتفتَّكَ أثر شهيقَها الذي تُجاهد أخذه رُغم ضآلتهُ؛ ولـحسن حظها، لم يسعَ دوام نوبتها سوي ثوانٍ معدودة إلا أنها الأقسي علي الإطلاقِ.
لم ينتبه إدوارد لـنوبتها لـسكونِ هيئتها الصامتة المتألمة، إلي أن نودِهَت بـاسمِها لاستدعاءها خارجًا علي خشبة المسرحِ العريق.
أومأ إدوارد لها مُربتًا علي كتفِها حاثًّا علي تشجيعِها، لـتترجلَ أماندا مُتألقةً لـتسترعي العديد من الأنظارِ خارجًا بـزيِّها الرسميّ.
"مرحبًا.. أنا أماندا جراي، أعملُ بـمنظمة حقوق الحيوان مؤخرًا كـمحققةٍ. أشكركُم علي دعوتكم لي بـحضور المؤتمرِ." تلعثمت أماندا بـخفةٍ أثناء تعريفِ ذاتها فوق مِنصة التخاطُب.
بينما يُذاع المؤتمر علي شاشاتِ التليفزيون والراديو من خلال الكاميراتِ المختلفة المصوّبة نحوها، وكـأولِ مؤتمر لـحقوق الحيوان يُعقَد تحت نهجِ قانون أستراليا الحديث ولـيُسجل كـأهمِ تواريخها.
"ألَم تتسائلون حينها لِـما نصَّ القانون إكتراثًا علي حقوق الحيوانِ ولِـما يُعقَد مؤتمر خاصًّا بهم تحديدًا..؟" افتتحت أماندا أول شطرٌ من حديثها لـمَن تتراوح أعيُنها بينهم بحثًا عن لهفةِ الجواب.
"ذلكَ لأن لهُم الحق في امتلاكِ حياتهم الخاصّة، بعد مؤشر تفاقُم قتل، سمّ، تعذيب، تشريد، إصابة الحيوانات سنويًا بـأعدادٍ مهولة.
قتل، سمّ، وتعذيب الحيوانات بـأبشعِ الطُرق رُغم أن الغاية لا تُبرر الوسيلة، تشريد الحيوانات الأليفة من مُربيهم رُغم عدم انسجامهِم التّام لـحياة الشوارعِ القاسية؛
وحسب مقتضياتِ الدستور الهندي كـما قالت: أن واجبنا الأساسيّ ليس فقط في إظهارِ التعاطُف لأصدقائنا الحيواناتِ، ولكن أيضًا الاعترافِ بـحقوقهِم وحمايتهِم."كانَت صامدةً، حديثها آثآر الجديّة بـدواخلهم جرّاء إتقانِها لـتلقين أقاويلها مع يديها التي تُداعب الهواء بـتحفيزٍ، والذي يُخلل ثقتِها المعهودة التي من ثوانٍ كانت شبه معدومة.
"أنا حقًا أشعُر بـالأسفِ تجاههم، أشعُر بـالإقتضاب تجاه مَن يؤذهم، استغاثتهُم بـنبرةٍ مؤلمة لـيستنجدهم أحدًا من جُفول مأزقهم قادرةً لـيرتعش لها القلوب الخاوية الجافّة."
"الأمرُ لا يقتصر فقط علي التآلُف بين البشر، بل علي التآلُف بين البشر والحيوانات وليس العَكس، لأنّهم أرقي مثالًا للـنقاء، الحُب، السلام، والألفة، لا يتضمن قاموسهم القساوة والغَدر، وذاك بـاستثناءِ بعض الطَّبائع الحيوانية الشرسة علي أقل تقديرًا."
نظرَت لـحيث يداها المُستقرة فوق المنصةِ لـسويعاتٍ حتي نسجت خيط أحرُفها."فـكُل مايريدهُ الحيوان هو ألا نعتبره متاعًا، وهذا ليس نقيضًا لاهمالِ الحيوانات المُخصصة للانتفاعِ من لحومها."
"وكـما يتطلبُ الحفاظ علي البيئةِ قدر الإمكان، يتطلبُ أيضًا الحفاظ علي الحيواناتِ وألّا نعتبرهُم متاعًا؛
وكـما يتطلبُ الحفاظ علي التوازن البيئيّ من الخللِ، يتطلبُ أيضًا إبقاءهُم علي قيد الحياةِ دون استثناءٍ بـجانب أنهُم يواكبون التوازن البيئيّ نحو نصفِ النسبة دونًا عنّا."
أنبأت ولم يخلو حديثُها الجادّ من الإنخراط أو التشويقِ.وكـما قالت مكتسبةً النبرة المُهيمنة:
"استعارةُ هيمنتكَ ونفوذكَ في أذيةِ مَن ليس لهُم حيلةٍ في الدفاع عن روحهم لا تجعل منكَ سوي شخصٍ أهوَج منحطّ،
واستعارة هيمنتكَ لا تؤشر سوي أنكَ غير سَوي نفسيًا؛
فـإنسانيتكَ الـلامُتناهية هي ما تُنعمكَ بـقيمتكَ لـتكون الأرقي بين مُنعدمي القيمة.""إن كانت يدكَ لا تملُك أدني حيلةٍ لـمساعدتِهم، فـلا تُعير يدكَ الأُخري الدّنسة في إيذائهِم. هُم روحٌ مثلي ومثلكَ، تشعُر وتتألم ولكنها لا تُبدي ردًا نقيض أفعالِكَ الشنيعة."
-فـبوسعِنا أن نحكُم علي أي أمةٍ ومدي تقدمِها الأخلاقيّ إذا نظرنا إلي الطريقةِ التي تُعامل بها حيواناتِها-مهاتما غاندي.
 ̄
-*استعنت ببعض من اقتباسات الأدباء عن الموضوع، وقليل من الأقاويل البسيطة من ويكبيديا.*
بالمناسبة، قريت أن الكلاب المسعورة مش بتعيش في جماعات، يعني لو لاقيتوا جماعة كلاب كدا متخافوش محدش منهم هيتسرع عليكوا 😂..
إنما لو أنتوا استفزتوهم أو هرمون الخوف عندكم زاد هما هيشموه باعتبار ان انتوا جبناء فهيبتدوا يجروا وراكو ويا صابت يا خابت😂..
أنت تقرأ
كَاردياك |𝒉.𝒔
Short Story-اخبِرني إن اقتبسَت قلبًا كـقلبِ كانيس لوباس وسـأخبرُكَ كَيف لأُتيّمُكَ كـتحفةٍ زاهيّة لن تُضاهي العالم الموحشِ المُنعدم الإنسانية قَط.  ̄ -قصة لها واقع إنساني وصلةٌ بِالواقع الحالي. -قصّة قصيرة. -لم تُعدَل لغويًا أو إملائيًا. -جميع الحقوقُ مَحفوظة ل...