السابع

173 30 3
                                    

-باتجاهِ الجنوبي الشرقي:

نحو جزيرة 'كانغارو' تحديدًا-قبالة ساحل ولاية جنوبِ أستراليا-
-في تمام الساعة الثانيةِ والنصف ظهرًا-
-بـغرض استغلالِ القانون الحديث الناصًا علي حِماية حقوق الحيوان ولـمَن يؤذهم-

-تتوالي ثلاث عَربات سوداء ضُخام انطلاقًا  علي الطريقِ المُمهد الخاوي الخارج عن نهجِ الساحة البرية بـأكملها.

حُرقة الشمس كانت كفيلة لاحمرارِ بشرتهم تعرُقًا نسبةً لـمنطقتهم الصحراوية البريّة الجافّة رُغم سقيع الشتاء.

قابعةً أماندا بـالمِقعد الأماميّ للـسيارة المواجهة للـطريقِ بـصحبة هاتفها الأسود الـلاسلكي، بينما تتبعانهُما السيارتان الخلفيتان بـاصطفافِ الطريق، إحداهما يُشكلون كـفريق دعمٍ.

كُلهم وبـلا استثناء صبّوا كامل انتباههُم وتركيزهُم نحو تلك المُهمة الخارِجة عن المألوفِ والتي استمرَت فيما لا يقل عن عُقدين كاملين بـاستهتارٍ وبـلا رحمةٍ؛ يُصلّوا جميعًا بـألا يكون اندفعَ الجاني للـهربِ لـمنطقةٍ خاوية مجهولة إثر علمهِ بـنصوصِ قانون بلدهِ الحديث وما سـيؤول به من عقوباتٍ.

"چاسبر، اكبَح الفرامِل لحظة!" نطقت أماندا لـسائق عربتهُما فجأة، لـتخرُج عن نطاقِ مهمتهُم أجمع مستعجبًا هو.

"أماندا، علام تَنوين؟ لا يُمكنني التوقف لـسببٍ تافه، سـتنخربُ مُهمتنا!"
رد چاسبر بـانفعالٍ متوتر، أنظاره تتراوح بينها وبين الطريق المُمهد رُغم أنه شبه مهجور عدا إعمارِ حيوات الحيوانات البريّة علي ضِفاف الطريق..

وهذا ما هو سعَت أماندا إليهِ من بينهم وسط أنظارها المُتنقلة؛ حِصانًا عنقهُ مربوطة بـلجامٍ ضيّق في جذع شجرةٍ ذابلة عن قصد أحدهم، هيكلهُ العظميّ يكاد يُري لـنحافته، واقفًا بـوهنٍ مُطأطئ الرأس تحت تعامُد شُعاع الشمس الحارِق علي جلدهِ البُني الرقيق، بـلا مأكلٍ أو مشربٍ، بـلا حيلةٍ حتي للـجلوس ولـراحةِ قدماه.

"الثواني المعدودة لن تفقد مِنّا شئ، توقف فضلًا!" صارحت أماندا، لـيتوقفَ چاسبر بـاختلاجٍ وعلي أثرهِ كبحَت العربتان فراملهُما لـيُستثارَ تعجبهُما وعلي تأهبٍ لـدرايةِ السبب.

التقطت أماندا من حقيبتها سريعًا طعامُها النباتيّ بـرفقةِ زجاجتها المائية، لـتترجلَ بـغريزتها العطوفة خارجًا بـاتجاهِ الحصان علي عُجالة بـأعينٍ كادت تُدمع لـحالته الرثّة.

بدايةً اقتربت من موضعه بـخطوات سَلسة حتي لا تُرعبه من هيئتها المندفعة، كاد يتراجع الحِصان خوفًا منها إلا أنها قد فرجَت عن عنقهِ المُلجم بـرفقٍ لـتُحرره من حبسَة شجرتهُ، تحسَست أماندا وجهه بـراحة يدها بـحنوٍ ناظرًا لها بـأعينٍ مُتعبة ممزوجة بـلهفةٍ لـحنوها؛ ثوانٍ منه حتي عانق وجههُ الطويل عنقِ أماندا التي لم تقوَ علي كبح ابتسامتِها.

كَاردياك |𝒉.𝒔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن