الفصل الرابع: أحجارٌ لامعة

7 3 0
                                    

"كان الانفجار قريباً جداً وقوياً جداً؛ أعتقد أنه كان بداخلي لقد أبادني"

إنها هيٓ.
وطأة اسمها ثقيلة على قلبه وما آل إليه حالها طعن روحه، يماثلها بجسده المتخدر إلا انه مسيطر على ماء حزنه عكسها، أغمض عينيه بقوة يريد الخروج مما حشر به يريد ان يكرر مافعله قبلاً، ان يهرب مجدداً لكن الامر مختلف، لملم ماتبقى من شتات شجاعته، وأشاح بنظره عنها، بالكاد رسم طيف إبتسامة للذي يثقبه بنظراته المستغربه، وصافحه معتذرا منه قائلا ان الامر اختلط عليه وظنها امرءاة اخرى، وودعه وذهب...فقط ذهب وترك فتات قلبها يتأكل.

ماإن اغلق الباب حتى خارت قواه ليجثو على ركبتيه، باكياً شيئاً فشيئاً تحول البكاء لصراخ، صراخ عالٍ جداً لايعبر ولو قليلا عن عذاب روحه، يشد شعره ويردد اسمها بأعلى مالديه، وقف يلطم وجهه بيديه ثم ذهب للحائط بجانبه وراح يضرب راسه لعلّ مابه يتوقف لعلّ الذنب يكف عن نخر روحه، ما أوقفه خط الدماء الذي سال مستقيما من جبهته لرقبته، بل واصل حتى سقط جسده معلناً ان طاقته انتهت.

ماصحت لنفسها إلا ويدٌ تحطم كتفها ضرباً «افيقي أيتها المغفلة لقد وصلنا».

تجدد سيل دموعها حالما أيقظها من اغمائها، ثقل لا تحتمله برأسها مما جعلها تقع وتنهض وتقاوم للوصول لإبنها، وجدته قد خرج من السيارة بالفعل وهو ممتثل امامها بعيون مستغربة «امي أأنتِ بخير؟»

هزت له مايثقلها وبالكاد اسنتدته عليها ليبعدها قائلاً «أستطيع المشي...علي حمل زيد انه نائم».

واصل تمزيق عضلاته بحركته وحمل اخاه وكان ينوي العودة لأخته إلا انها كانت تعرج تتبعه...

سمع أنينها فنظر لمن كانت مضجعة على ظهرها تشاهد النجوم من نافذةٍ بسطح الغرفة، نظر لها فإذا بها تشير للباب وترجع يدها بقوة لم يفهم ما تحاول قوله، لتمسك قداحة من الهواء وتقربها من لسانها واشارت له متسائلة، فهم انها تسأل عن والدهم ليقول لها «لا ياشفق لن يأتي...الفجر اقترب هيا نامي».

أما هو فكان مستلقٍ على فراشٍ يبعد عنها بالقليل يدرس لإمتحان غد، رغم ان كل مابعقله احداث رحلتهم والتغيّر الذي جرى لوالدته فجأة.

كانت متكورة على نفسها بزاوية الحائط مع السرير، قلبها يؤلمها بشده مع كل نبضة تشعر بتيار كهربائي يصعق صدرها بما فيه، عقلها يأبى التصديق؛ لقد يأست أيقنت انها لن تراه مجدداً تعذبت كي ترغم نفسها على نسيانه وبعد هذا وبكل بساطة تراه مع زوجها يتاجر المخدرات! هل التحطّم يكفي لوصف روحها؟...

«شـــــــــــفــــــــــق، يــــــــــــــــا شــــــــــــفــــــــــــق». كان يناديها صارخاً بإسمها يضم قميصه بيديه متعمداً إخفاء مايحويه، «مابك تصرخ ط... ست صمّاء».

بينَ شفقٍ وقدرِهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن