في طريق وصولي إلى القصر وأثناء اجتيازي لممر جانبي ضيق، يشق مساحة شاسعة من العشب الأخضر الذي يغطيه الجليد ... شاهدت حصانا ينطلق باتجاهي بسرعة كبيرة ..وفي محاولة الفارس لإيقافه انزلق الحصان على الجليد ووقع الفارس من على ظهره..هرعت إليه..أنت بخير؟.. تبين بعد اقترابي أنها فارسة وليست فارس.
أجابت بسخرية ..أأنت ساحرة ؟ من أي كوكب نزلت..لم يسبق لهذا الحصان أن يعرف السقوط..ماذا فعلت أيتها الشمطاء الصغيرة؟
- بغيضة.. أجبتها مبتعدة ... و دخلت البوابة الكبيرة للقصر ..كنت منبهرة تماما للترف والرفاهية التي تعم باحة القصر... نافورة عملاقة مبهرجة ..تماثيل منتشرة في كل مكان .. أراجيح وألعاب مصممة خصيصا للآنسة الصغيرة..مسبح شاسع.. مساحة غير متناهية من العشب الأخضر الذي تركض عليه برشاقة مجموعة من الخيول.
أجلستني مدبرة المنزل عل أريكة بالصالون قائلة ..السيدة أميرة ستعود بعد قليل .
لتدخل بعد لحظات فتاة في الثلاثينات من العمر .. طويلة القامة.. سمراء بشعر قصير وعينين بنيتين عميقتين......وجهت إلي نظرة حادة ..خلت أن قلبي قد توقف لبرهة عن النبض..تقدمت وهي تعرج بقدمها قائلة .. الساحرة الصغيرة هنا!!
يا إلهي إنها نفسها .. البغيضة.
إذن أنت المربية الجديدة ..اخبريني ماهي قصتك المأساوية؟
أجبتها: ليست لدي أية قصة مأساوية.
-غير معقول..فكل المربيات عشن مأساة ما .. هياا احكي مأساتك.
- .أعتقد انك مخطئة سيدتي.. فقد ترعرعت في قصر أفخم من قصرك ثم انتقلت لأتلقى أحسن تعليم..
-حسنا حسنا ..أضافت ولماذا لست في القصر" الأفخم من قصري"؟
-حسنا .. نبذتني زوجة خالي ..تم طردي من المنزل، ونقلت للإقامة في دار رعاية.
- اها...ولا ترين أية مأساة في هذا؟...أنت فعلا فتاة غريبة.. ثم كيف وصلت للقصر بدون أي وسيلة مواصلات..أم أن قومك أوصلوك إلى هنا ..ها ..أين تركتهم ؟
- ماذا تقصدين بقومي سيدتي؟
- قومك ..الجن ..الأقزام ، المخلوقات الفضائية..ألست ساحرة؟
- اها....أعتقد انهم انصرفوا يا سيدتي ..فقصرك لم يكن مخيفا كفاية ليقيموا فيه.
بقدر تهكمها وسخريتها كانت إجاباتي لاذعة وكافية لإخراسها...كم أشكر لساني على هذه النعمة.
...يتبع