كالصاعقة وقع الخبر علي، أحسست أنني أضيع في متاهة كبيرة،
يا إلهي حبيبتي تتجرع الألم والعناء فيما أنا اعيش في جبروت لومها وعتابها دون أن اكلف نفسي عناء السؤال.
لن أضيع المزيد من الوقت، هرعت لغرفتي أخدت بعض الحاجيات اللازمة ونزلت بسرعة الدرج لأصادف كريم يخرج من قاعات التدريس،
- ..ما الأمر ..ألى أين تغادرين؟
- سأذهب إلى السيدة أميرة ..الآن فقط علمت بما حصل بالقصر.
-أعرف ما حدث، لكن لم عساك تذهبين..؟ لقد انتهيت من العمل هناك،كما أنه لاداع لربط أية علاقة بأولئك الأشخاص أنهم من عالم مختلف عنا.
-لكن ..انت لا تفهم..
قاطعني قلت لك لا تتحدي عنادي، أنا رجل ..
وقبل أن ينهي جملته، خلعت خاتم خطوبته لأضعه على طرف الطاولة،...أنا آسفة ..
وفيما وقف مشدوها، غادرت لأبحث عن مواصلات لبلوغ القصر قبل الظلام.
كم بدا لي الطريق طويل ذلك المساء، أطول من المعتاد، صعدت الممر الجانبي المؤدي للقصر، حيث التقيت حبيبة قلبي لأول مرة، حينها كان العشب يكتسي جليدا، وقلبي يكتسي أملا... أما اليوم فقد امتلأ العشب بالشوك، والقلب بالخوف، كنت أسارع الخطا وكلي ندم على ما اعتبرته يوما كبرياء...فلاشيئ يفرق بين الأحباب ككرامة زائفة وكبرياء كاذب.
وأخيرا دخلت البوابة ..شاهدتها هناك، تجلس على كرسي الحديقة، على الأرض العديد من زجاجات المشروب الفارغة، وأعقاب السجائر تملأ الحديقة، لم تلحظ وجودي رغم أني اقتربت، كانت مسمهة في التفكير، يغوص نظرها في اللاشيئ.
-أميرة حبيبتي....
نظرت إلي بلا أي تعابير، أشاحت بوجهها كانها لم تراني.
-أميرة حبيبي.. أنا آسفة يا روحي..تأخرت كثيرا عنك حبيبتي كان يجب أن أعود منذ زمن ..بل لم يمكن علي الذهاب..كم أنا غبية ..أرجوك حبيبي..سامحيني..أعذري غيرة عمياء..اعذري كبرياء امرأة قهرها الزمن..
- لقد رحلت....أنا قتلتها فجر ..أنا.
- كلا يا عمري..أنت فعلت ما بوسعك، لقد قدر لها الله الخلاص..انها مرتاحة الآن صدقيني ..لا تقسي على نفسك عزيزتي..
لم تجب ..أسقطت رأسها في حضني لتفرغ سيلا من الدموع ..وسيلا من الأحزان.
-أنا لن أتركك مرة أخرى أميرة ..لن أغادر حضنك ما حييت.
.....بعد سنة...
أميرة تطعم الخيول رفقة طفلة صغيرة.
-ها قد جاءت ماما أخيرا ..
تمت 💕 سمر زين04/10/ 2018
![](https://img.wattpad.com/cover/243637310-288-k131882.jpg)