بارت4

923 4 0
                                    


تبين أن السيدة أميرة هي صاحبة القصر والوريثة الوحيدة لآل نعمان ..والوصية على إيميلي.. الآنسة الصغيرة التي سأتولى تدريسها..أخبرتني المدبرة أيضا أنهما يقيمان بمفردهما بالقصر بعد أن فقدا عائلتيهما في حادث مأساوي مريع..وأنه لايعمل بالقصر غيرها هي والخادمة و الطباخ. وأن السيدة أميرة كثيرا ما تسافر لعدة أشهر للعاصمة لتتولى أعمالها هناك ..وقلما تبقى في القصر...فعلى الرغم من مظهرها الذي يوحي بشخصيتها القوية إلا أنها قد مرت بأزمة نفسية كبيرة بعد وفاة والديها، لم تعد تحب المكوث طويلا..وإذا ما بقيت فإنها تقضي أغلب لياليها تشرب حتى الثمالة.
مع مرور الأيام ظلت السيدة أميرة تطلب مني الجلوس معها كل مساء لنتبادل أطراف الحديث ..كانت تحب أن تشاكسني بالكلام و تستمتع بأجوبتي اللاذعة...وكنت معجبة بثقافتها الواسعة وأناقتها وطريقتها المسترسلة والمرتبة في الكلام ..كانت فعلا سيدة نبيلة ....إضافة لوسامتها المفرطة !!.
كان حضورها طاغيا بالنسبة لي وكأنني لم أر فتاة غيرها في حياتي..كاريزما كفيلة بإسقاط نظرية نيوتن في قانون الجذب.
لم أجد تفسيرا لشعوري ..ولم أبحث عنه..كنت فقط منتشية بتواجدي معها ..أراقب حركاتها وطريقة كلامها ..واتفنن في استفزازها بآرائي اللاذعة.
خصصت لي غرفة صغيرة بجانب غرفة الآنسة . ..كان علي أن أعلمها اللغات والآداب وعلم الأحياء ومبادئ الحساب، وأن أقدم لها دروسا في الثقافة والدين والفنون ..وهذا حتى تبلغ سن العاشرة لتنتقل للمدرسة الإعدادية ..فقد تعهدت السيدة أميرة بالتكفل بها بعد وفاة والديها في حادث السيارة المريع ، إذ كان السيد نعمان وشقيقه بصدد التنقل رفقة زوجتيهما للعاصمة لحضور حفل زواج لتنقلب السيارة ..وتحدث المأساة..
ولأن السيدة أميرة كثيرة السفر فقد كان من الضروري احضار مربية للاعتناء بها.
كانت البنت ذكية و لطيفة جدا وكثيييرة الكلام..أخبرتني انها تخاف التنقل بمفردها بالمنزل لأنه مسكون ..فهناك امرأة شاحبة وذات شعر أسود وطويل تخرج كل ليلة لتتجول بالقصر.

أناهيد فجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن