منذ عدة ساعات و هى تلتزم غرفتها بصمت تام تحاول استيعاب تهربه الواضح منها بالرغم من أنه رسم ابتسامه مجامله و تحدث برزانته المعهوده و كأنها لم تخبره بنقطه فارقه بحياتهم ... ارتباط وطيد بينهم ... مصدر بهجه لهم !Flash Back
ابتسمت و دفنت رأسها بتجويف عنقه تستنشق رائحه جسده الخاصه و تحرقه بأنفاسها تقول بهدوء :
- لا مطلبتش دوا طلبت "Pregnancy Test" .. "اختبار حمل " .. طلع "positive" ايجابي ... !! انا هطير من الفرحه ياحليوه !
لحظات مرت عليه بصدمه و أعين متسعه تصلب جسده فجأه بدأت تلك الابتسامه التى تُزين ثغره تختفى تدريجياً و يديه التى كانت تحيط جسدها ترتخى عنها شيئاً فشيئ بالتأكيد تلك ليست مزحه من مزحاتها هى تحادثه بحماس لم يسبق أن يراه عليها بتلك الدرجه ، تحمل بأحشائها طفله ! ليس الآن !!! ليس الآن ابدااااااااا !!
خرجت من أحضانه حين شعرت بيديه ترتخى عنها و جسده شبه متجمد ، رفعت عينها تراقب ملامحه التى شحبت و عينيه التى توترت شعرت بتلك الوخزه بصدرها و هى تعقد حاجبيها من رده فعله الغير متوقعه بل الصادمه لها !!!!
همست أخيراً بصوت مبحوح متسائلة و قد توترت ابتسامتها و بدأت الأحرف تخونها من فرط الضغط العصبى :
- م .. مالك ؟!!
حدق بها بهدوء ثم أبعد نظراته عنها و هو يبتسم بهدوء مقبلاً باطن يدها الصغيره يقول بنبره ثابته متزنه :
- مفيش يا حبيبتي أصل كنت فاكرك تعبانه إرهاق مش حمل .. مبروك !
نظرت إليه بحزن تردف باستنكار و قد تلاشت ابتسامتها تستقيم واقفه بغضب :
- مبروك !! أنت زعلان إنى حاامل يايوسف ؟!! مكنتش عاوزه ده !
وقف يعقد حاجبيه باندهاش يقول بنبره محايدة يحاول امتصاص ذاك الغضب المتفاقم داخلها :
- اهدي ياحبيبتى أنا مش كل يوم بتجوز و بستنى طفل أنا مقصدش ...
نظرت إليه بامتعاض و هى على يقين أن ثمه أمر ما به ! ألا يريد الإنجاب منها ؟! أم أنه يخفى عليها أمر آخر كوظيفته و أمواله الخاصه ؟! راقبته و هو يتقدم منها يحبسها بأحضانه مقبلاً خصلاتها و هو يهمس بأذنها :
- متزعليش بقاا ، انا بس عقلى مشغول أوعدك هخلص شغلى بدري و أجى نحتفل بليل سوا ...
خرجت من أحضانه بارادتها لثانى مره بل و رمقته بنظره آسى كانت بمثابه صفعه لقلبه لتهرب نبضه منه حين أعطته ظهرها و ولت خارجه من الغرفه بأكملها تُلقى ما بيدها بإهمال فوق المنضدة و تغلق الباب خلفها بهدوء !
Back
رُبااه لما فعل ذلك لقد أوشك عقلها على الجنون منذ انصرافه الهادئ لعمله حتى أنه لم يخبر والدته و شقيقته بذلك الخبر المُبهج و كأنه لا يخصه كادت أن تصرخ باكيه به لكن خجلها من أهل البيت جعلها تلتزم الصمت مرغمه و تهرول إلى غرفتها بأقرب فرصه لها ليتثنى لها الاختلاء بحالها و البكاء بعيداً عنهم ..
أنت تقرأ
سليلة السفير
Romanceمقدمه قيلَ ذات مرة ... أن من شيم الرجال ذراعه الذي يمتدّ ليحمي وعقله الذي يفكر ليصون وقلبه الذي ينبض ليغفر .. ماذا ان كنت أنت أماني ومأمني ؟!! ، درعي القاسي وقت حربي و عوضي عن العالم أجمع ؟!! ، ما كان مني سوي أن اهواك وإن عاد بيَّ الزمان لعشقت ان...