الفصل التاسع "نبض !" .... "الأخير"

42.4K 1.9K 268
                                    


منذ عدة ساعات و هى تلتزم غرفتها بصمت تام تحاول استيعاب تهربه الواضح منها بالرغم من أنه رسم ابتسامه مجامله و تحدث برزانته المعهوده و كأنها لم تخبره بنقطه فارقه بحياتهم ...  ارتباط وطيد بينهم ... مصدر بهجه لهم !

Flash Back

ابتسمت و دفنت رأسها بتجويف عنقه تستنشق رائحه جسده الخاصه و تحرقه بأنفاسها تقول بهدوء :

- لا مطلبتش دوا طلبت "Pregnancy Test" .. "اختبار حمل " .. طلع "positive"  ايجابي ... !! انا هطير من الفرحه ياحليوه !

لحظات مرت عليه بصدمه و أعين متسعه تصلب جسده فجأه بدأت تلك الابتسامه التى تُزين ثغره تختفى تدريجياً و يديه التى كانت تحيط جسدها ترتخى عنها شيئاً فشيئ بالتأكيد تلك ليست مزحه من مزحاتها هى تحادثه بحماس لم يسبق أن يراه عليها بتلك الدرجه ، تحمل بأحشائها طفله ! ليس الآن !!! ليس الآن ابدااااااااا !!

خرجت من أحضانه حين شعرت بيديه ترتخى عنها و جسده شبه متجمد ، رفعت عينها تراقب ملامحه التى شحبت و عينيه التى توترت شعرت بتلك الوخزه بصدرها و هى تعقد حاجبيها من رده فعله الغير متوقعه بل الصادمه لها !!!!

همست أخيراً بصوت مبحوح متسائلة و قد توترت ابتسامتها و بدأت الأحرف تخونها من فرط الضغط العصبى :

- م .. مالك ؟!!

حدق بها بهدوء ثم أبعد نظراته عنها و هو يبتسم بهدوء مقبلاً باطن يدها الصغيره يقول بنبره ثابته متزنه :

- مفيش يا حبيبتي أصل كنت فاكرك تعبانه إرهاق مش حمل .. مبروك !

نظرت إليه بحزن تردف باستنكار و قد تلاشت ابتسامتها تستقيم واقفه بغضب :

- مبروك !! أنت زعلان إنى حاامل يايوسف ؟!! مكنتش عاوزه ده !

وقف يعقد حاجبيه باندهاش يقول بنبره محايدة يحاول امتصاص ذاك الغضب المتفاقم داخلها :

- اهدي ياحبيبتى أنا مش كل يوم بتجوز و بستنى طفل أنا مقصدش ...

نظرت إليه بامتعاض و هى على يقين أن ثمه أمر ما به ! ألا يريد الإنجاب منها ؟! أم أنه يخفى عليها أمر آخر كوظيفته و أمواله الخاصه ؟! راقبته و هو يتقدم منها يحبسها بأحضانه مقبلاً خصلاتها و هو يهمس بأذنها :

- متزعليش بقاا ، انا بس عقلى مشغول أوعدك هخلص شغلى بدري و أجى نحتفل بليل سوا ...

خرجت من أحضانه بارادتها لثانى مره بل و رمقته بنظره آسى كانت بمثابه صفعه لقلبه لتهرب نبضه منه حين أعطته ظهرها و ولت خارجه من الغرفه بأكملها تُلقى ما بيدها بإهمال فوق المنضدة و تغلق الباب خلفها بهدوء !

Back

رُبااه لما فعل ذلك لقد أوشك عقلها على الجنون منذ انصرافه الهادئ لعمله حتى أنه لم يخبر والدته و شقيقته بذلك الخبر المُبهج و كأنه لا يخصه كادت أن تصرخ باكيه به لكن خجلها من أهل البيت جعلها تلتزم الصمت مرغمه و تهرول إلى غرفتها بأقرب فرصه لها ليتثنى لها الاختلاء بحالها و البكاء بعيداً عنهم .. 

سليلة السفير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن