و ابتسامتي التي تُزين ثغرى دوماً ما هي إلا درع يحميني من أعينكم المغتصبه لما يكنه صدري !
جلست "ريناد" بجانب أبيها المنشغل بهاتفه منذ مغادرتهم معاً من بيته ! لا بل أحضانه الدافئه ! لا تصدق أنه تركها له هكذا !! بالرغم من معرفته بالفتره القصيره التي عايشتها معه أنه لم يكن بالنسبه لها سوى أب انتهازى !! كيف يصدق أنها سوف تلجأ إليه ؟!!! كيف يتخلي ؟!! اشتدت تلك القبضه حول قلبها تعتصر بقوة تكاد تُحوله إلى فُتات متناثر كأفكارها الآن !!!
رمقها أبيها بطرف عينه و هو لازال مستمراً بالعبث بهاتفه ليبتسم حين عادت إليه ذكري اللحظات المنصرمه ...
Flash back
جلس أعلي الفراش يضع رأسه بين يديه بحزن و هو لا يشعر بذاك الوقت الذي مر عليه إلا حين قرع الباب بقوة ليسرع إلي قميصه يرتديه مره أخري و هو يتجه إلى الخارج بأعين مشتعله من ذاك الطارق الفاقد للأخلاق ليجتمع أفراد المنزل حوله بدهشه و ترقب حين فتح الباب و دلف منه عده أفراد تعرفهم هي جيداً ! إنه طاقم حراسه أبيها !!!! الذي دلف للتو مختالاً بخطواته يرمقهم بنظرات جامده تحولت إلي احتقار و هو يتفقد معالم المنزل من حوله قائلاً بغضب و هو ينظر إلي ذاك الواقف يدس جسد ابنته خلفه :
- مش تقول أن بنتي في ضيافتك يا يوسف بقالها أربع شهور ؟!!
- ثم أشار إليها و هو يمد يده بابتسامه بشوش مزيفه قائلاً :
- يلا ياحبيبتي أنا جيت بنفسي أهوه زي ما طلبتي !!!
لتحل الصدمه علي أوجه الجميع سواه وقف جامداً بمحله ينظر إليهم بهدوء بالغ و كأن الأمر لا يعنيه !!!!
أتسعت عينيها بصدمه حين تقهقر بجسده عنها لتُصبح بمواجهة أبيها تماماً ! اقشعر بدنها و هي تحدق بالفراغ أمامها بأعين مذهوله ! و عقلها الآن يحاول تفسير حركه يده التي تُشير إلي أبيها بعلامه موافقته علي اصطحابها معه !! هكذا يكون شعور الصدمه بالأحبه ؟! كيف له أن يتخلى هكذا ؟!! تشعر أنها تلقت صفعه بالغه القوة أفقدتها قدرتها علي النطق بل عن الاستماع إلي تلك الشهقات و الهمسات الصادرة عن عائلته !! حدقت به تنتظر رده فعل واحده !! كلمه يتفوه بها !! لكن لا حياة لمن تنادي ! رُبااه ماذا يفعل ذاك الحامي !! لقد أشاح وجهه للجهه الأخرى هل مل منها إلى تلك الدرجه ؟!!! لم تشعر بتلك الدموع الساخنه التى أحرقت وجنتيها الناعمة كما لم تشعر بشيئ سوي الخذلان !! مؤلم ذلك الشعور .. مؤلم أن تضع ثقتك و محبتك بين كفي بنى البشر و يتم دهسها ! مؤلم أن يتحول الحبيب إلى جلاد بلا رحمه !! و الأكثر إيلاماً حين تقدم أبيها إليها يسحبها للخارج ليخرج صوتها المتحشرج أخيراً تهمس بتساؤل و قد نفضت يد أبيها عنها تهرع إليه تكور وجهه بكفيها الصغيره تطالعه بنظرات مقهوره و قد ترآي إليها أنه بحاله صدمه و عاجز عن التصرف !! حجج واهيه يخلقها عقلها الباطن لها !! :
أنت تقرأ
سليلة السفير
Romanceمقدمه قيلَ ذات مرة ... أن من شيم الرجال ذراعه الذي يمتدّ ليحمي وعقله الذي يفكر ليصون وقلبه الذي ينبض ليغفر .. ماذا ان كنت أنت أماني ومأمني ؟!! ، درعي القاسي وقت حربي و عوضي عن العالم أجمع ؟!! ، ما كان مني سوي أن اهواك وإن عاد بيَّ الزمان لعشقت ان...