الفصل الثامن "طفله ! "

36.2K 1.6K 46
                                    

وقفت بجواره تنظر إليه باندهاش و هو يدير مفتاح تلك الشقه بهدوء ليتنحى جانباً بنفس اللحظه مشيراً إليهم بالدخول و بالفعل لم يرد أحد طلبه سواها ! وقفت محلها تحدق به بوجه مشدوه ليبتسم فور أن طالع ملامحها المصدومه و أمسك ذراعها يدلف معها إلى الداخل مُغلقاً الباب بهدوء خلفه ليستمع إلى صوتها تهتف بنفاذ صبر :

- لا بقاااا أنا عاوزه افهم أنت بتعمل إيه من الصبح و جايبنا ليه الشقه دى ؟!!!

فرك ذقنه بهدوء و هو يطالع ملامحها العابسه و نظراتها التى تصرخ بنفاذ الصبر ليرتفع صوت شقيقته التى اتجهت إليها تلف ذراعها حول كتفيها و هى تهتف بنبره مرحه :

- ايه ياااارينووو مش معقول حد يزعل عشان هيقعد في الشقه دى ؟!!

أتسعت عينيها باندهاش ثم بدأت تجوب بنظراتها الأثاث و المفروشات و التصميمات الباهظه من حولها ! من أين له ذلك ؟!!! حدقت بها تقول بصدمه و هى تعود للخلف تطالعهم بصدمه لتنظر إليه حيث وجه نظراته إلى شقيقته يلومها بهدوء على تسرعها لتهز الأخرى كتفيها بتوتر :

- شقه ايه ؟! و نقعد فين !

تنهد أخيراً يقول بهدوء و هو يتجه إليها يحيط وجهها بكفيه بلطف و قد اتسمت نبرته بالجديه :

- الشقه و العربيه بتوعى ياريناد أنتِ فاكرانى معتمد على شغلى عند أبوكِ ! أنا ليا مشروع شركه صغيره كده و ليا شركا فيها بقالنا سنين شغالين عليها و الحمدلله بدأنا نوسع مجالنا شويه ، أنا سيبت الشغل مع والدك من امبارح كنت رايح فتره مؤقته مكان صاحبى اللى سافر عشان علاج والدته و والدك رفض يسافر إلا لما يجيب بنفسه سواق مكانه و كنت أنا السواق ده ، أكيد مستوايا مش زي والدك لكن ليا شغلى اللى اقدر اكبره و افتكر ده يفرحك ...

فرغت فاهها تحدق به ببلاهه تنظر لأمه و شقيقته لتجد صمت تام قاطعته الأم تتقدم إليها تربت على ظهرها تقول برفق :

- الحكايه كلها أن يوسف حب تستقروا ..

راقب ملامحها الرقيقه المأخوذة بصدمه جليه لتقول بتساؤل أخيراً :

- يعنى احنا هنقعد هنا ؟!!

نظر "يوسف" إلى أمه و تشدق ببعض الضيق و هو يرمقها بلوم :

- أنا وأنتِ بس ماما مش حابه تقعد هنا و هاله هتروح معاها .. وأنا هروح اطمن عليهم

عقدت حاجبيها بعدم رضا و ثم نظرت إليه تنتظر اعتراضه لكنه تنهد بارهاق و أشاح نظراته اعتدلت تدس جسدها بأحضان "خديجه" و هى تقول بعبوس :

- أنا مش موافقه ، انا هروح مع ديجا و لولا تانى مين قالك إنى عاوزه اقعد هنا ؟!!

ابتسمت "خديجه" و هى تربت على ظهرها بلطف تسبقه بالحديث حيث وقف يطالعها باندهاش لرفضها :

سليلة السفير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن