وقفت بجواره تنظر إليه باندهاش و هو يدير مفتاح تلك الشقه بهدوء ليتنحى جانباً بنفس اللحظه مشيراً إليهم بالدخول و بالفعل لم يرد أحد طلبه سواها ! وقفت محلها تحدق به بوجه مشدوه ليبتسم فور أن طالع ملامحها المصدومه و أمسك ذراعها يدلف معها إلى الداخل مُغلقاً الباب بهدوء خلفه ليستمع إلى صوتها تهتف بنفاذ صبر :
- لا بقاااا أنا عاوزه افهم أنت بتعمل إيه من الصبح و جايبنا ليه الشقه دى ؟!!!
فرك ذقنه بهدوء و هو يطالع ملامحها العابسه و نظراتها التى تصرخ بنفاذ الصبر ليرتفع صوت شقيقته التى اتجهت إليها تلف ذراعها حول كتفيها و هى تهتف بنبره مرحه :
- ايه ياااارينووو مش معقول حد يزعل عشان هيقعد في الشقه دى ؟!!
أتسعت عينيها باندهاش ثم بدأت تجوب بنظراتها الأثاث و المفروشات و التصميمات الباهظه من حولها ! من أين له ذلك ؟!!! حدقت بها تقول بصدمه و هى تعود للخلف تطالعهم بصدمه لتنظر إليه حيث وجه نظراته إلى شقيقته يلومها بهدوء على تسرعها لتهز الأخرى كتفيها بتوتر :
- شقه ايه ؟! و نقعد فين !
تنهد أخيراً يقول بهدوء و هو يتجه إليها يحيط وجهها بكفيه بلطف و قد اتسمت نبرته بالجديه :
- الشقه و العربيه بتوعى ياريناد أنتِ فاكرانى معتمد على شغلى عند أبوكِ ! أنا ليا مشروع شركه صغيره كده و ليا شركا فيها بقالنا سنين شغالين عليها و الحمدلله بدأنا نوسع مجالنا شويه ، أنا سيبت الشغل مع والدك من امبارح كنت رايح فتره مؤقته مكان صاحبى اللى سافر عشان علاج والدته و والدك رفض يسافر إلا لما يجيب بنفسه سواق مكانه و كنت أنا السواق ده ، أكيد مستوايا مش زي والدك لكن ليا شغلى اللى اقدر اكبره و افتكر ده يفرحك ...
فرغت فاهها تحدق به ببلاهه تنظر لأمه و شقيقته لتجد صمت تام قاطعته الأم تتقدم إليها تربت على ظهرها تقول برفق :
- الحكايه كلها أن يوسف حب تستقروا ..
راقب ملامحها الرقيقه المأخوذة بصدمه جليه لتقول بتساؤل أخيراً :
- يعنى احنا هنقعد هنا ؟!!
نظر "يوسف" إلى أمه و تشدق ببعض الضيق و هو يرمقها بلوم :
- أنا وأنتِ بس ماما مش حابه تقعد هنا و هاله هتروح معاها .. وأنا هروح اطمن عليهم
عقدت حاجبيها بعدم رضا و ثم نظرت إليه تنتظر اعتراضه لكنه تنهد بارهاق و أشاح نظراته اعتدلت تدس جسدها بأحضان "خديجه" و هى تقول بعبوس :
- أنا مش موافقه ، انا هروح مع ديجا و لولا تانى مين قالك إنى عاوزه اقعد هنا ؟!!
ابتسمت "خديجه" و هى تربت على ظهرها بلطف تسبقه بالحديث حيث وقف يطالعها باندهاش لرفضها :
أنت تقرأ
سليلة السفير
Romanceمقدمه قيلَ ذات مرة ... أن من شيم الرجال ذراعه الذي يمتدّ ليحمي وعقله الذي يفكر ليصون وقلبه الذي ينبض ليغفر .. ماذا ان كنت أنت أماني ومأمني ؟!! ، درعي القاسي وقت حربي و عوضي عن العالم أجمع ؟!! ، ما كان مني سوي أن اهواك وإن عاد بيَّ الزمان لعشقت ان...