وردة آثمة

1.2K 120 217
                                    

جريمتك هي ابتسامتك العذبة و لطافتك القاتلة

عم صوت بكائه المكان ولا احد يستمع و هذا أمر معهود

رغم انه لم يكمل عامه الأول حتى هاهو يعاني من النكران من قبل الجميع

لم يكن يومه الأول و لن يكون الاخير و قد استمر الأمر على حاله حتى سنين اربع

لتتسلل تلك الذكريات لعقله أثناء نظره نحو الحديقة ذكرياته عن شخصية امه المتناقضة حيث تكون لطيفة جدا معه حينما تخرج من الجزء الغربي بإرادتها حيث المكان الذي ترسم به و تخرج به فنها الا انها و ما أن تعود له حتى تحتجز نفسها وترفض طلب لقائه بقسوة فقط كما لو انها وردة جميلة ذات اشواك حادة

مما يجعله يكره غياب اباه اكثر فكل شيء يغيب معه امه تذهب للجزء الغربي ولا تعود الا بعودته ، الخدم يصبحون باردين جدا كذلك ، فيصبح بهذا وحيدا اكثر و حسب

حتى قرر التمرد يوما و عصيان قانون انصياع الانتظار ليهرب من غرفته بل من جزئه من القصر كاملا ليتوجه نحوها... نحو الجزء الغربي ليفاجئها بزيارة غير متوقعة علها تسعد بذلك و قد غزاه الشوق لرؤيت ملامحها السعيدة

لرؤية ملاكه و ملاذه الذي لم يشعر بدفئه يوما

و ما إن وصل، حتى اختبأ خلف الجدار، لتلمع عيناه بإشراق؛ فهاهو يراها أمامه بعد غياب

يراها تلوح بفرشاتها على اللوحة البيضاء بكل انسيابية لتشكل خلفها خيطا من الألوان محاولتا بذلك نسخ ما تراه من حقل زهورٍ أمامها

و ما إن ابتعدت خادمتها عنها و بات المكان فارغا من الجميع عداها تقدم نحوها بأعينه المشتاقة لدفئ احضانها

"امي" ناداها محاولا بذلك لفت انتباهها و هذا ما حصل لتلتفت له بنظرات تعكس استغرابها من وجوده هنا في جزءٍ محرمٍ عليه

فرد يداه كأجنحة الطيور ناويا التمتع بأحضانها لكن صفعة قوية جعلت خده يشابه ورود الجوي بإحمراره كانت كافية ليعيد يديه و قد غابت ابتسامته عن وجهه لتستبدل بملامح مفاجئة من برودتها

لكن صوت خادمتها التي عادت جعل كل الانظار متوجهتا عليها " عفوا سيدتي لا اريد مقاطعتك الا ان الآنسة كاميليا قد جاءت لزيارتك"

و بكل برود تجاهلت ذلك المصدوم لتتوجه نحو شقيقتها الا انها و قبل مغادرتها نبست " لا اريد ان اراك هنا مجددا انصرف"

و فجأة عم صدى صوت رصاصة ارجاء المكان

ليسود الظلام و يختفي الجميع و قد استبدلت ملامح امه الباردة بأخرى ساكنة رفقتا لرصاصة استحلت منتصف جبينها الذي تسربت منه دماؤها لتملأ الأرضية السوداء ككل شيء هنا حيث تستلقي جثتها لتكون اللون الشاذ في منتصف هذا الظلام الداكن

بسمة دامية /:/bloody smile حيث تعيش القصص. اكتشف الآن